الرباط - رشيدة لملاحي
شنّت مجموعة من الجرائد الجزائرية الرسمية هجومًا واسعًا على الدولة المغربية الساعية للعودة إلى الاتحاد الأفريقي، بعد عقود من انسحاب المغرب منه، في محاولة من النافذين في الدولة الجزائرية لمنع العودة.
واختارت جريدة الشروق ما اعتبرته "حججًا من الدستور المغربي على الأطماع التوسعية للمغرب"، مستندة إلى ما أسمته "مصدر دبلوماسي" أكد، أن "المملكة المغربية لها غموض في دستورها عبر مواد توسعية بصفة صريحة على حساب الدول الأخرى، وتم التنصيص عليها في النسختين من الدستور بالعربية والفرنسية، خصوصًا ما تعلق بالنسخة الفرنسية.
وأكدت الجريدة نفسها "أن دستور المملكة المغربية في مادته رقم 42 ينص على أن المملكة تعترف بحدودها التاريخية الحقة، وبالفرنسية ينص عليها بـ "les frontières authentiques"، دون الإشارة بوضوح إلى فضاء حدوده أين هي وأين تتوقف".
وأوضحت الجريدة الجزائرية المقربة من قصر المرادية، أن" المغرب وبهذه المادة، يتعارض مع لوائح ومبادئ تأسيس الاتحاد الأفريقي، كون المادة هذه قابلة للتأويل ويشوبها الغموض، وتعتبر من طرف الاتحاد الأفريقي كباب توسعي وجب سده". ومن بين القضايا التي تثير حفيظة الاتحاد الأفريقي، حسب الجريدة الجزائرية، وتجعل انضمام المغرب مشروطًا بجملة من الإجراءات والتعديلات التي وجب عليه القيام بها، "ما يتضمنه مجلس المستشارين الذي هو بمثابة مجلس الشيوخ، وهي لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والحدود والمناطق المغربية المحتلة". مضيفة أن "هذه اللجنة تتضمن عبارة توسعية من جهة، فهي بمثابة نية في أطماع توسعية على حساب جيران المملكة، وهما الجزائر والصحراء الغربية، العضو المؤسس في الاتحاد الأفريقي، ومن جهة أخرى فهي تتعارض مع أحد أهم بنود ومبادئ الاتحاد الأفريقي وهي مسألة الحدود الموروثة عن الاستعمار".
وتحدثت جريدة الخبر عما أسمته "تأديب الاتحاد الأفريقي للمغرب"، وذلك كتعليق على تنظيم المغرب لـ"منتدى دكار الدولي حول الأمن و السلام" في السنيغال، وأكدت الجريدة بأن "غياب الاتحاد الأفريقي ومؤسساته الرئيسية، وفي مقدمتها مجلس الأمن والسلم الأفريقي، برئاسة الدبلوماسي الجزائري إسماعيل شرقي، ومفوضية الاتحاد الأفريقي، بقيادة الدبلوماسية الجنوب أفريقية، نكوسازانا دلامينا زوما، شكل صفعة موجعة للمغرب".
وأضافت الجريدة ذاتها تصريحًا نسبته لعبد القادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، بأن "الآلة الدبلوماسية الجزائرية تعمل ولا تتكلم. نحن لا نريد الأضواء، العبرة ليست في البهرجة الإعلامية"، التي تعتبر ديدن الجار المغربي.
وكانت هذه التعليقات التي تم نشرها في الصحيفتين الجزائريتين المقربتين من السلطة الحاكمة في الجزائر، جاءت يومًا واحدًا بعد نهاية الزيارة التي قام بها العاهل المغربي الملك محمد السادس لنيجريا، والتي عبرت عبر بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية المغربية عن ترحيب نيجيريا بعودة المغرب للاتحاد الأفريقي.