الجزائر – سفيان سي يوسف
حذّر زعيم حركة مجتمع السلم الجزائرية، عبد الرزاق مقري، من مغبة الحملة التي يقودها الرئيس التركي رجب أردوغان ضد جماعة "فتح الله غولن" عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، والتي قال بشأنها إنها "تجاوزت العدل" وسيترتب عنها خسائر جمة يتضرر منها المسلمون وقد تعود بالضرر على حزب العدالة والتنمية ذاته.
وقال مقري في مقال نشر على الموقع الإلكتروني لحركته "حمس"، إنه "من حق أردوغان أن يكسر شوكة جماعة الخدمة بالقدر الذي يبطل تأثيرها السلبي عليه وعلى مشروعه وعلى تركيا عموما وينهي قدرتها على التآمر مع أميركا إلى الأبد إن ثبت هذا التآمر"، قبل أن يضيف "ولكن أن يعاقب الناس بمجرد الانتماء لجماعة الخدمة وأن يغلق المدارس والمؤسسات ويقضي على رجال أعمال والمستقبل المهني لأعداد كثيرة من الناس لهذا السبب فهذا غير مقبول".
واعتبر أن التعامل مع الجماعات الدينية الفاعلة التي تستعملها قوى الاستعمار الخارجي والطغيان الداخلي، يجب أن يكون استيعابيا لا استئصاليا ويجب أن نميز بين رؤوسها الذين لا يجب التسامح معهم حين لا ينفع معهم الحوار وتتأكد عمالتهم، وبين الأتباع الذين يعملون للإسلام بصدق ومؤسساتهم الخادمة لأي غرض من الأغراض النافعة للأمة الذين يجب المحافظة على رصيدهم وعدم تحويلهم إلى أعداء.
وأكد على أن من بين دوافع العلمانيين الذين وقفوا مع أردوغان ضد جماعة الخدمة على إثر الانقلاب الفاشل، هو أن هذه الجماعة إسلامية ما يعد فرصة مواتية، بحسبه، للقضاء على أثرها الديني في المجتمع التركي لاسيما أن حزب أردوغان حزب سياسي فحسب ليس له مشروع إحيائي مجتمعي منظم وهو "يعتمد كلية على الدولة في مشروعه الخادم للإسلام والمسلمين مع ما في ذلك من قيود وثقافة تركية مقاومة متجذرة في مختلف المؤسسات الرسمية".