الرباط : سلمى برادة
تماشى مشروع المنطقة الصناعية والسكنية في جهة طنجة، الذي شكل موضوع مذكرة تفاهم "مغربية-صينية" وقعت، الخميس في بكين، برئاسة الملك محمد السادس، مع نفس الرؤية الملكية المتناغمة والطموحة للجهة الشمالية، والتي أخرجت مشروع المركب المينائي والصناعي لـ"طنجة – المتوسط" إلى حيز التنفيذ, وكانت هذه الرؤية الإستراتيجية هي نفسها التي رافقت تطوير هذا المشروع المهيكل بالنسبة لمستقبل المملكة في مختلف مراحله الموالية، سواء خلال توسعته من خلال "طنجة- المتوسط 2" الذي أعطيت انطلاقته سنة 2009، وذلك بمناسبة إطلاق “الأرضية الصناعية الكبرى” لطنجة- المتوسط أو عبر التنمية السريعة للمناطق الصناعية واللوجستيكية الحرة.
وشهد المشروع تطورًا كبيرًا، بفضل الاهتمام الخاص والتتبع الموصول للملك، حيث دخلت المنطقة اللوجستيكية “ميد هوب” حيز الاستغلال منذ 2010، في حين أن المنطقة الحرة الصناعية الأولى لم يعد بإمكانها استيعاب مشاريع إضافية، بينما شهدت “المنطقة الصناعية للسيارات” المحاذية، والتي أعطيت انطلاقتها في 2012، إنجاز مشاريع صناعية كبرى من قبيل مشروع رونو "طنجة- المتوسط".
وتأتي مذكرة التفاهم التي وقعها كل من وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي ، و رئيس جهة "طنجة- تطوان- الحسيمة" إلياس العمري ، ولي بياو رئيس المجموعة الصينية “هيت”، لتأكيد التوجه الأولي لـ"طنجة- المتوسط" القائم على تطوير الصناعة، وتحقيق التنمية في المناطق المجاورة للميناء.
وينسجم مشروع المنطقة الصناعية والسكنية، أيضا، مع روح مسلسل الجهوية الذي خول لرئاسة الجهة وسائل وآليات ملائمة لخدمة مصالح الساكنة، والتأكيد على الدينامية، والقدرة على العمل المستقل، وروح الانفتاح على الخارج, ويؤكد هذا المشروع المشترك "المغربي- الصيني" المصداقية التي يحظى بها مشروع "طنجة-المتوسط" على الصعيد الدولي، والمؤهلات التي يتمتع بها، والمزايا التي يقدمها، بما يجلب اهتمام أكبر القوى الصناعية العالمية.