بيروت ـ فادي سماحة
أعلن "حزب الله" اللبناني مقتل القيادي مصطفى بدر الدين في انفجار كبير استهدف أحد مراكز الحزب بالقرب من مطار دمشق الدولي، وسيتم تشييع جثمانه اليوم الجمعة في قاعة الحوراء زينب في محلة الغبيري جنوب العاصمة بيروت، وفق ما جاء في بيان للحزب.
ولم يجزم الحزب طبيعة الانفجار الذي استهدف بدر الدين ولا وأسبابه، متوقعا أن يكون ناتجا عن قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي، مشيرا الى أنه سيعلن المزيد من نتائج التحقيق قريبا".
والجدير بالذكر أن بدر الدين يعرف باسم حركي هو "السيد ذو الفقار"، وهو احد المتهمين الرئيسيين في تنفيذ جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتجري محاكمته مع أربعة آخرين في لاهاي من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
وأصدر "حزب الله " البيان التالي": "قال تعالى: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العلي العظيم . يتقبل حزب الله التبريكات بالقائد الجهادي الكبير الحاج مصطفى بدر الدين (السيد ذو الفقار) اليوم الجمعة، من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا من الرابعة بعد الظهر وحتى السابعة مساء في مجمع المجتبى ـ حي الأميركان".
وفي بيان لاحق صباح اليوم الجمعة اعلن حزب الله : أن" المعلومات المستقاة من التحقيق الأولي تفيد أن انفجارا كبيرا استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي، ما أدى إلى "استشهاد" الأخ القائد مصطفى بدر الدين (السيد ذو الفقار) وإصابة آخرين بجراح.
وسيعمل التحقيق على تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه، وهل هو ناتج عن قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي، وسنعلن المزيد من نتائج التحقيق قريبا".
ويُعتقد أن بدر الدين، الذي ولد عام 1961، الرجل الثاني في "حزب الله"، بعد الأمين العام حسن نصر الله. وهو صهر القيادي السابق عماد مغنية، الذي كان قائدا للجناح العسكري للحزب حتى اغتياله في دمشق بتفجير سيارته عام 2008. وفرضت عقوبات دولية على بدر الدين بعد اتهامه من جانب المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب وبالضلوع في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005. وصدر حكم بإعدام بدر الدين في الكويت لدوره في تفجيرات وقعت فيها عام 1983، لكنه تمكن من الهروب من الكويت بعد الغزو العراقي لها.
وللمرة الاولى يكشف "حزب الله" صورة جديدة لبدرالدين الذي لم تكن تتوفر له سوى صور قديمة من الثمانينيات في إجراء يذكّر بكشفه عن صورة القائد العسكري عماد مغنية عند اغتياله في العام 2008 في دمشق.
ووُلد بدرالدين في العام 1961، وارتبط اسمه منذ بداياته بالعمل المقاوم ضد "إسرائيل".ومنذ العام 1983 وحتى أوائل التسعينيات، سُجن بدرالدين في الكويت وعاد بعدها إلى لبنان ليُساهم في قيادة المقاومة العسكرية في نضالها لتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي والذي استُكمل في 25 أيار من العام 2000.
ولسنوات طويلة، ظلّ بدرالدين شخصية يُحيطها الغموض وتُروى حوله الكثير من الروايات من دون أن يكون له أي ظهور علني. وفي نيسان من العام 2011، اتهمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مصطفى بدرالدين بالتورّط مع آخرين في عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكن "حزب الله" نفى الأمر بشكل حاسم. ولا يتوافر الكثير من المعلومات عن "خليفة عماد مغنية" كما وصفته اسرائيل، ومن القليل المتوفّر أنه شقيق زوجة عماد مغنية وأنه كان يتردّد بشكل دائم على سورية، حيث كانت لديه مسؤوليات مرتبطة بملف الحرب هناك.
ويتقبّل الحزب "التبريكات" في بدرالدين من الساعة التاسعة من صباح الجمعة وحتى الثانية عشرة ظهراً، ومن الساعة الثانية وحتى الساعة الرابعة بعد الظهر في مجمع "الإمام الحسن المجتبى- الحدث" في حي الأميركان.