الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
يستعد رئيس الحكومة الإسبانية الجديد، بيدرو سانشيز، إلى عقد اجتماع يوم الأربعاء المقبل في العاصمة مدريد، بحضور وزيري الشؤون الخارجية والاقتصاد ثم ممثل حكومة مدينة مليلية المحتلة، من أجل التداول في الرد الإسباني على قرار المغرب بإغلاق النقطة الجمركية للمعبر الحدودي بني أنصار، وهو ما اعتبرته مدريد "حصارًا بريًا" فرضه المغرب على مليلية.
وسيخصص الاجتماع إلى استعراض ومناقشة الآثار السلبية الناجمة عن إغلاق المغرب لمعبر بني أنصار الحدودي، حيث أشارت تقارير إسبانية إلى أن الاقتصاد الإسباني تكبد خسائر فادحة تجاوزت 100 مليون يورو، كما سيدرس رئيس الحكومة صيغة مناسبة للرد على القرار المغربي.
وانتقدت الحكومة المحلية لمليلية المحتلة الخطوة التي أقدم عليها المغرب، معتبرة أن ذلك تم " من دون إخبار مسبق وبشكل منفرد منذ فاتح أغسطس الجاري"، وقالت إن قرار السلطات المغربية إغلاق المعبر أمام الأنشطة التجارية من جانب واحد ودون أي تشاور، هو بمثابة "خرق لرسالة وروح اتفاقيات التعاون المختلفة الموقعة بين مملكتي إسبانيا والمغرب، ويتعارض مع معاهدة الصداقة والجوار الموقعة بين البلدين عام 1991".
واعتبرت حكومة مليلية الإجراء الذي أقدم عليه المغرب "عملًا عدائيًا معارضًا للاتفاقات المغربية الإسبانية" التي تعترف بالطابع التجاري لمركز بني انصار الحدودي منذ خمسينيات القرن الماضي، والذي تم الحفاظ عليه خلال الأعوام الستين الماضية، مع المنفعة التي يحققها للبلدين فيما يخص التبادل التجاري المنظم.
وشددت حكومة مدينة مليلية على "احترام حق دولة ذات سيادة مثل المغرب على اتخاذ جميع القرارات التي تراها مناسبة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مناطقها، ولكن لا يمكن، ولا يجب القيام بأعمال مثل هذه، والتي تنطوي على بادرة غير ودية مطلقا تجاه إسبانيا وعبرها مليلية".
وقد سبق لوزارة الاقتصاد والمالية المغربية أن أعلنت عن قرار يقضي بإغلاق المعبر التجاري مع مليلية بشكل نهائي، وينص على منع تصدير واستيراد السلع عبر مليلية، ويشجع الاستيراد والتصدير عبر ميناء بني أنصار بالناظور، بتخفيض 30 في المائة من الرسوم الجمركية لكل البضائع التي ترسو فيه.
ومن غير المستبعد أن يطرح رئيس الحكومة الإسبانية هذا الملف خلال زيارته المرتقبة إلى المغرب في سبتمبر المقبل، حيث ستكون هي الأولى من نوعها بالنسبة إليه منذ توليه منصب رئيس للحكومة، حيث فضل بدء مهامه بزيارة فرنسا ودول أوروبية أخرى، عوض زيارة المغرب، كما دأب على ذلك رؤساء الحكومات السابقة في مدريد منذ 1983.