الدار البيضاء - جميلة عمر
أضحى الشرقي الضريس، الوزير المنتدب في الداخلية السابق، الذي غاب عن تشكيلة حكومة سعد الدين العثماني، مرشحًا بقوة لشغل منصب دبلوماسي وصف بـ"المهم". ولم تستبعد مصادر مطلعة، تعيين الشرقي الضريس سفيرًا للمغرب في موريتانيا، التي مازال مقعد السفير شاغرًا فيها، وتعيين محمد مهيدية، الوالي بالجهة الشرقية، أو محمد الدردوري، والي جهة بني ملال، على رأس ولاية جهة الرباط، خلفا لعبد الوافي لفتيت، المعين حديثا وزيرًا للداخلية.
وتعتبر سفارة المغرب في نواكشوط من أبرز وأهم السفارات من حيث المردودية الدبلوماسية في الوقت الراهن. ووفق ما كانت قد أوردته تقارير إعلامية موريتانية، فإنَ نواكشوط كانت قد أبلغت الرباط بطرق مختلفة أن التطبيع الدبلوماسي، أي تعيين سفير جديد في الرباط يمر أساسا عبر تغيير المغرب لسفيره في موريتانيا وهو عبد الرحمن بنعمر الراحل، والذي ظلٌ يشغل المنصب منذ أكثر من عشرين سنة.
وكانت نواكشوط، تأخذ على السفير المغربي الذي وافته المنية أواخر سنة 2016، تدخله في الشؤون الداخلية الموريتانية في الماضي، الأمر الذي كان قد تسبب في توتر في العلاقات الثنائية وجعل موريتانيا ترفع من علاقاتها مع "جبهة البوليساريو". والشرقي اضريس، الذي يُرشحه بعض مستشاري الملك محمد السادس لتولي منصب سفير المملكة في موريتانيا، على دراية كبيرة بخبايا قضية الصحراء المغربية، وتربطه علاقات قويّة بكبار أعيان الصحراء، بحكم المناصب التي سبق وشغلها في مدينة العيون.
الشرقي اضريس ولد في منطقة بني عمير في إقليم الفقيه بن صالح سنة 1955. درس سنة واحدة في كلية الحقوق في تونس قبل أن يلتحق بكلية الحقوق في الرباط حيث حصل على إجازة في العلوم السياسية. التحق سنة 1977 بوزارة الداخلية كمجند في اطار الخدمة المدنية، قبل أن يعين متصرفًا مساعدا عام 1979. وفي أول يناير/كانون الثاني سنة 1988 عين في منصب قائد ملحق بالإدارة المركزية بوزارة الداخلية ليرقى في الأول من مارس/آذار 1995 إلى منصب كاتب عام محافظة (وكيل محافظة) ملحق بالإدارة المركزية. وفي 27 سبتمبر/ايلول 1998 عين عاملا على اقليم الحوز، ثم عاملا مديرًا للشؤون العامة في وزارة الداخلية في ديسمبر/كانون الول 1999، ثم عاملا مديرا للولاة في 25 يوليو/تموز 2003.
كما عين واليًا بالنيابة لتطوان في 29 ابريل/سبتمبر 2005. وعين الضريس واليا على العيون بوجدور - الساقية الحمراء وعاملا على إقليم العيون في فترة حرجة، عرف كيف يتعامل بحكمة مع القضايا الحساسة هناك، كما أنه كان من أكثر الولاة اتصالا مع الصحافة في 15 سبتمبر/ايلول 2006 عينه الملك محمد السادس مديرًا عاما للأمن الوطني المغربي.