الدار البيضاء - رضا عبدالمجيد
كشف مدير المخابرات الخارجية السابق، بيرنار باجولي، تفاصيل مثيرة عن العلاقات بين المغرب وفرنسا، تطرق لها في كتابه الجديد "الشمس لن تشرق من الشرق"، إذ أكد أن باريس أخطأت عندما وجه القضاء دعوة إلى مدير الأمن عبداللطيف الحموشي سنة 2014 للمثول أمامه، وهو ما تسبب في أزمة دبلوماسية بين البلدين وقتها، في عهد الرئيس السابق فرانسوا هولاند.
وأكد باجولي، الذي تقلد منصب مدير للمخابرات الخارجية بين 2013 و2017، أنه علم بقيام الملك محمد السادس بزيارة سرية إلى فرنسا لقضاء عطلة قصيرة، فاتصل بالرئيس هولاند من أجل حثه على ضرورة الاتصال بالعاهل المغربي من أجل تسوية الأمور، غير أن الرئيس الفرنسي السابق فشل في التواصل مع محمد السادس طيلة فترة مقامه في فرنسا.
وتطرق باجولي في كتابه إلى النزاع بشأن الصحراء، إذ كشف في هذا الصدد أن فرنسا لعبت دور الوساطة بشكل مباشر مطلع التسعينات، مبرزا أنه عقد لقاءات سرية مع قادة البوليساريو في باريس عندما كان يشغل منصب مدير الشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية الفرنسية، كما أكد باجولي أن حديثا دار بينه وبين الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، أكد خلاله الأخير أن المغرب والبوليساريو والجزائر كانت على وشك الوصول إلى حل نهائي للنزاع بشأن الصحراء، كما أشار شيراك، حسب باجولي، إلى أن المغرب نسف المفاوضات في آخر لحظة.
وعاد باجولي خلال الفترة التي عمل فيها سفيرا لفرنسا في الجزائر بين 2006 و2008، إذ قال إنه شعر بوجود استياء لدى المسؤولين الجزائريين من فرنسا، لأنهم كانوا يرون أن باريس تنحاز بشكل واضح للمغرب في نزاعه مع البوليساريو، وأضاف أنه التقى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، فقال له باجولي: "قضية الصحراء مصيرية بالنسبة إلى المغرب والأمر ليس كذلك بالنسبة إلى فرنسا، لكن يمكن اعتبار المسألة قضية عاطفة"، وهو الأمر الذي أزعج بوتفلقية الذي رد قائلا: "عليكم أن تعلموا أن شهر العسل مع المغرب لن يتم، ولا يمكننا أبدا الحديث عن اتحاد مغاربي دون الوصول إلى تسوية للنزاع بشأن الصحراء".
وأشار باجولي في كتابه إلى أن الرئيس الفرنسي السابق جيسكار ديستان، أرسل طائرات حربية إلى جنوب المغرب لقصف عناصر البوليساريو بين عامي 1976 و1977.