الرباط-سناء بنصالح
أشاد خبراء مغاربة ودوليون بالإنجازات الكبيرة التي حققها المغرب في مجالات متعددة من بينها مكافحة الإرهاب، كما اعترفوا بإسهامات المغرب على الصعيد الدولي. وخلال المداخلات التي شهدتها أنشطة الدورة التاسعة لمنتدى "ميدايز 2016"، التي احتضنتها مدينة البوغاز ، أكد المتدخلون والخبراء على أهمية الدور الذي يضطلع به المغرب في السنوات الأخيرة لمواجهة مخاطر التهديد الإرهابي، كما شددوا على دور المقاربة المغربية القائمة على توخي الحذر والمرونة، وفقا للتهديدات المتغيرة التي تطال مناطق متعددة من العالم.
وأكدوا خلال الجلسة التي اتخدت شعار: "العالم تحت تهديد الإرهاب : بناء سياسات جديدة للاستخبارات والدفاع"، على ضرورة اعتماد مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد لمواجهة قضايا السلم والأمن ولمكافحة بآفة الإرهاب على نحو أمثل. وفي مداخلة له، أكد الأمين العام لرابطة معاهدة الأطلسي، جايسون وايزمان، خلال أنه تم الاعتراف بإسهام المغرب، و"نحن نقدر قيمة ذلك"، كما أبرز جايزمان الإسهامات المتعددة التي يقوم بها المغرب لمنع ومحاربة التطرف والإرهاب، خاصة تفكيكه للعديد من الخلايا الإرهابية، وتعاون المملكة مع الشركاء الأوروبيين، وجهودها لتسوية وضعية أكثر من ألفي مهاجر، وتنفيذ برنامج لتكوين الأئمة والقيمين الدينيين، وتعزيز مراقبة الحدود، بالإضافة إلى مبادراته تجاه ليبيا ودعمه لاستتباب الأمن في المنطقة.
الأمين العام لرابطة معاهدة الأطلسي، أكد أيضا حسب وكالة المغرب العربي للأنباء-على أهمية تبادل أفضل الممارسات والاعتماد على نماذج دفاع ناجحة للتعامل مع التهديدات الإرهابية، وتنظيم دورات تكوينية منتظمة وتمارين محاكاة وإنشاء قاعدة بيانات للطوارئ وصندوق يتناسب مع الناتج المحلي الإجمالي لتمويل أنشطة مكافحة الإرهاب.
من جانبه، أشاد رئيس لجنة الدفاع والأمن والوقاية المدنية بالجمعية الوطنية لمالي، كريم كيتا، بالتعاون العسكري بين المغرب ومالي، مقدما شكره للملك محمد السادس للمساعدة التي قدمها لبلاده من أجل وضع حد للأزمة في شمال مالي. ودعا رئيس لجنة الدفاع والأمن والوقاية المدنية بالجمعية الوطنية لمالي إلى اعتماد مقاربة موحدة جديدة تقوم على تركيز المعلومات على الصعيد الأفريقي، مشيرا إلى أن الحرب ضد الإرهاب تتطلب إعادة هيكلة القوات المسلحة، واقتلاع جذور الإرهاب عبر تكوين الشباب الذي يشكل أرضية خصبة للاستقطاب.
كما شدّد على أن الاعتبارات والتحديات الجيوسياسية لا ينبغي أن تعيق الهدف المشترك المتمثل في مكافحة الإرهاب، مشددا على ضرورة أن تكون الأجهزة الاستخباراتية متيقظة لفهم المتغيرات الجيوسياسية التي تمس أفريقيا، والتمكن من توقع الانعكاسات المباشرة أو غير المباشرة التي قد تحدث في القارة الأفريقية.