الخرطوم ـ جمال إمام
ظهر قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في تسجيل مصور تداوله الجيش، اليوم (الخميس)، وهو خارج مجمع قيادة الجيش، وذلك لأول مرة منذ بدء الحرب قبل 4 أشهر.
ويقاتل الجيش منذ 14 أبريل (نيسان)، قوات الدعم السريع من أجل السيطرة على العاصمة ومدن رئيسية عدة. ولم تفلح محاولات للوساطة بينهما؛ إذ يقول دبلوماسيون إن كل جانب يعتقد أن بوسعه حسم الحرب لصالحه، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وتنتشر قوات الدعم السريع في مناطق واسعة في الخرطوم والمدينتين التوأم للعاصمة السودانية، بينما يستخدم الجيش القوة الجوية لمحاولة طردها من مناطق رئيسية. وأدى القتال، الذي لم يحرز أي طرف تقدماً واضحاً فيه، لمقتل عدد كبير من المدنيين وشرد أكثر من 4.5 مليون بحسب بيانات الأمم المتحدة. وظهر البرهان في التسجيل المصور الذي قال الجيش إنه التقط في قاعدة وادي سيدنا الجوية في أمدرمان، ويبعد نحو 30 كيلومتراً من مقر وزارة الدفاع في الخرطوم، وهو يلوح للجنود المرحبين به.
وقال في التسجيل: «أحييكم، وأنتم شغالين شغل فعلاً يخلي الناس تطمئن إن الجيش فيه رجال، وإن السودان يحرسه الجيش». يأتي هذا التسجيل في الوقت الذي تشن فيه قوات الدعم السريع هجوماً مستمراً منذ أيام على قاعدة سلاح المدرعات في جنوب الخرطوم، وهي القاعدة الرئيسية الوحيدة الأخرى للجيش بعيداً عن مقر القيادة التي تقول قوات الدعم السريع إنها تحاصرها. ولم يتضح كيف استطاع البرهان مغادرة الخرطوم.
وكانت جددت قوات «الدعم السريع»، الثلاثاء، تأكيد سيطرتها على أجزاء واسعة من المعسكر، عدا بعض الجيوب التي يجري التعامل معها، قال الجيش السوداني إن قواته تبسط حالياً كامل سيطرتها على مقر سلاح المدرعات، وهي جاهزة للتصدي لأي محاولات جديدة.
وتجددت الاشتباكات، الأربعاء، بين الجيش و«الدعم السريع» في اتجاهات عدة حول سلاح المدرعات، وسمع دوي انفجارات قوية جراء القصف الجوي والمدفعي المتبادل بين الطرفين. ونشر كلا الطرفين تسجيلات مصورة على مواقع التواصل لتأكيد سيطرته على المعسكر.
وقال شهود عيان: إن طيران الجيش السوداني شنّ ضربات جوية ضد أماكن تمركزت فيها قوات «الدعم السريع» في المناطق السكنية بالقرب من سلاح المدرعات، وشوهدت ألسنة الدخان تتصاعد بكثافة حول المنطقة العسكرية. وقال شهود: إنه على الرغم من استمرار المواجهات بين الطرفين في معسكر المدرعات، فإنها كانت اليوم أقل حدة مما كانت عليه في الأيام الماضية.
ويسيطر الجيش أيضاً على قواعد في مدينتي أمدرمان والخرطوم بحري المدينتين التوأم للعاصمة بما فيها قاعدة وادي سيدنا الجوية التي حاولت قوات الدعم السريع مهاجمتها، لكنها لا تزال محمية بشكل جيد.
وتسبب القتال في أزمة إنسانية مع إغلاق المستشفيات وانقطاع الكهرباء والمياه ونقص الغذاء، كما يهدد موسم الأمطار الذي بدأ الشهر الماضي بتدهور الأوضاع. وقالت الأمم المتحدة، أمس (الأربعاء) إنه تم رصد تفشٍّ للحصبة وكذلك ازدياد لحالات الإصابة بالإسهال المائي الحاد والملاريا وحمى الضنك.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
عبد الفتاح البرهان يُؤكد أن السودان يُواجه أكبر مؤامرة في تاريخه الحديث