الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
وجهت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال انتقادات لاذعة للحكومة بسبب طريقة تعاطيها مع ملف طلاب كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، الذين قرروا مقاطعة امتحانات الدورة الربيعية، احتجاجا على عدم تجاوب وزارة التعليم مع مطالبهم.
وأكدت اللجنة التنفيذية لحزب "الميزان" أن الحكومة تعاملت بنوع من الارتجالية مع مجموعة من القضايا الهامة، آخرها أزمة إضراب طلاب كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان عن خوض الامتحانات، مبرزة أن سبب ذلك هو "غياب رؤية واضحة واستراتيجية محكمة وعجز الحكومة عن التفاعل بشكل فوري مع هذا النوع من المشاكل".
وأكد حزب الاستقلال أنه كان بإمكان الحكومة تفادي تفاقم الأمور ووصولها إلى ما وصلت إليه الآن، بعد مقاطعة طلاب كليات الطب للامتحانات بنسبة بلغت 100 في المائة على الصعيد الوطني، وبالتالي الإعلان عن سنة دراسية بيضاء. وأشار ت اللجنة التنفيذية للحزب أن الحكومة لم تنصت إلى الطلاب ولم تنهج سياسة الحوار، ما أدى إلى تعميق الأزمة ومقاطعة الامتحانات والتهديد بسنة بيضاء في هذه الكليات التي تعتير في مقدمة المؤسسات الجامعية والعليا استقطابا للكفاءات وإنتاجا للنخب الوطنية التي يُعول عليها في تنمية المغرب.
ودعت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال الحكومة إلى فتح حوار جدي ومسؤول والتفاعل بشكل إيجابي مع المساعي الجارية لتجاوز هذا الإشكال، واعتماد التواصل والشفافية لتبديد المخاوف، وتوفير أجواء الثقة المتبادلة، وتغليب المصلحة العامة، بما يضمن حقوق الطلاب المضربين وحقوق الأفواج الجديدة خلال السنة الدراسية المقبلة، وبما يحافظ كذلك على المكتسبات الفضلى لهذا المرفق العمومي التي تقوم على تكافؤ الفرص والاستحقاق والجودة في التكوين والتأطير وتقديم الخدمة العمومية الصحية.
ويذكر أن نسبة مقاطعة الطلاب لامتحانات الدورة الربيعية لكلية الطب والصيدلة، يوم الاثنين الماضي، بلغت مائة بالمائة على المستوى الوطني، باستثناء الطلاب الأجانب والعسكريين الذين اجتازوا الامتحانات.
وشارك يوم الاثنين الماضي أولياء أمور الطلاب في وقفات احتجاجية في عدة مدن مغربية، تضامنا مع أبنائهم، معتبرين أن الإصلاح الحقيقي للتعليم الطبي هو "العمل على توسيع مجال التداريب الاستشفائية وتجهيزها، والزيادة في عدد المناصب المخصصة لأساتذة الطب والمقيمين والداخليين، وتوفير الفضاء والمناخ المناسب بما يساعد الطلبة على التكوين والتعلم وإشراك ممثلي الطلبة عبر تنسيقيتهم في كل ما تعتزم الحكومة اتخاذه من قرارات".
ورفض آباء وأمهات الطلاب ما اعتبروه "فرض سياسة الأمر الواقع والهروب نحو الأمام"، كما أدانوا ما أسموه "الضغوطات التي تمارس على أبنائهم لاجتياز امتحان العاشر من يونيو"، مطالبين بالحوار كمدخل أساسي لحل النقط العالقة والالتفات إلى المطالب المشروعة للطلاب. كما رفض آباء وأمهات الطلاب إضافة سنة سادسة لطلبة طب الأسنان بدون أهداف واضحة، كما استنكروا وقوف الحكومة بجانب مصلحة الخواص المستثمرين في قطاع التعليم الصحي ضدا على مصلحة آلاف الطلاب وضدا على جودة التعليم وصحة المواطنين.
قد يهمك أيضا :
الحكومة المغربية تتعهد بالاستجابة لمطالب طلبة كليات الطب والصيدلة
أعضاء في البرلمان المغربي يتوسطون لإنهاء أزمة إضراب طلبة كليات الطب