الرباط - كمال العلمي
اختُتمت، مساء السبت خامس نونبر، فعاليات المنتدى الدولي “ميدايز” في دورته الـ14 بتقديم جائزته الكبرى إلى رئيس جمهورية الرأس الأخضر، خوسيه ماريا بيريرا نيفيس، الذي دعا، في خطاب له بالمناسبة، إلى “تسريع التكامل القاري الإفريقي والدبلوماسية الوقائية الاستباقية في مواجهة الأزمات التي تهدد العالم، لاسيما قارة إفريقيا.وكانت جمهورية الرأس الأخضر ضمن البلدان الإفريقية التي افتتحت قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة، يوم 31 غشت 2022، مؤكدة بذلك دعمها القوي لسيادة المملكة على كافة ترابها، بما في ذلك الصحراء المغربية؛ وقد شكّلت الجلسة الختامية لمنتدى “ميدايز”، التي تزامن تنظيمها مع الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء، فرصة لتجديد هذا الدعم على لسان رئيسها.وحسب المنظمين، فإن “الرأس الأخضر بلد شقيق للمغرب وشريك نموذجي للتنمية الديمقراطية المستقرة والمرنة اقتصاديا، منوّهين بـ”التزامه تجاه التعاون بين بلدان الجنوب، وثبات التزامه ومواقفه بخصوص الوحدة الترابية للمملكة”.
إفريقيا.. “القارة الملعونة”
في خطابه أمام جمع غفير حضر اختتام “ميدايز”، تحدث رئيس الرأس الأخضر عن الأزمات التي تعاقبت على العالم وعشناها منذ نهاية القرن 20 وبداية القرن 21، مشيرا إلى “هشاشة البلدان التي أدت إلى هزة كبيرة في النظام العالمي الذي عانى من شروخ متعددة”.واستشهد رئيس الرأس الأخضر بالأزمات والحروب في العراق وأفغانستان وليبيا، إضافة إلى تداعيات الجائحة والصراع في أوكرانيا، مضيفا أن “العالم لم يتعلم بَعدُ من الصراعات؛ ولكن كان عليه إظهار المرونة”، قبل أن يتوقف عند “مشاكل القارة السمراء التي تتنوع بين أزمات الأمن الغذائي وبؤر التوتر والنزاعات”.
وحذر الرئيس الإفريقي من “تأثير الإرهاب، لاسيما في منطقة الساحل، وكذا حالات التمرد والانقلابات، قائلا إن “هذه الصراعات تؤثر على باقي العالم، قبل أن تتمظهر في أزمات غذائية وأزمات هجرة”؛ ودعا إلى “حل اقتصادي وجيوسياسي ومناخي وصحي مستعجل، مع الحث على التعاون البَيْن- إفريقي وتعزيز القدرة الإفريقية على مواجهة الصدمات”.ووصف بيريرا نيفيس القارة الإفريقية بـ”القارة الملعونة بمواردها الكبيرة من غاز وفحم وبترول وماء ومعادن ثمينة”، مسجلا ضرورة “إبراز تجارب إيجابية عاشتها القارة وجب أن نُكرّرها ونكون قادرين على تحويل الأزمة إلى فرصة”.
وقال إن “زيادة أسعار الغاز والحرب في أوكرانيا تدفعاننا كأفارقة إلى إجراءات تحقق السيادة الطاقية”، موصيا “بالاستفادة من قدرات الجاليات الإفريقية عبر العالم على التجديد والابتكار وإضافة القيمة على ما ننتجه”.ورسَم الفائز بجائزة “ميدايز” هذه السنة “الحدود الجديدة للنهضة الإفريقية في الرهان على التحول الطاقي والاقتصاد الأخضر والرقمي” من أجل أن “لا تظل قارتنا متخلفة عن ركب التاريخ”، مضيفا “نحن القادة الأفارقة علينا أن نكون واعين بمستوى التحديات والنجاعة”.
إشادة بالحكم الذاتي عشية ذكرى المسيرة الخضراء
من جانبه، أشاد رئيس حكومة أنتيغوا وبربودا، جاستون براون، عشية احتفاء المغاربة بذكرى المسيرة الخضراء، بخطة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد الممكن للصراع المفتعل حول الصحراء المغربية؛ شاكراً الملك محمد السادس على جهوده ورؤيته التنموية للمغرب.ودعا براون، في كلمته، إلى “اتباع نهج جديد يشمل ضمان التعاون العالمي بين دول الشمال والجنوب والتوزيع الأكثر إنصافا للثروة”. وتابع قائلا: “يجب ألا نحدّ من طموحاتنا، على أمل أن نرى قادة العالم يتبنون نهجا يتسم بالمساواة”، مؤكدا أن هذا النهج هو “الوحيد القادر على خلق نظام جديد أكثر توازنا يجعل الجنوب أكثر توحيدا وتكاملاً”.
ولفت رئيس الحكومة في الدولة الكاريبية الانتباه إلى أن “البحث عن عالم أكثر إنصافا ينبغي أن يستند إلى التخلص من حالات الظلم، وتغيير البراديغمات الحالية عبر ريادة جريئة”، محذرا من كون “الحرب في أوكرانيا والمناخ وتداعيات كوفيد اقتصاديا أكثر التهديدات الوجودية”.وخلص إلى أن “الدبلوماسية لم تعالج النزاعات بل ظلت عاجزة؛ مما يجعل العالم على شفا الكارثة”، منبها إلى خطورة “استخدام سلاح نووي مدمر”، وإلى “خطر حرب مناخية تُشن ضدنا”. وأضاف أنه “خلال قمة كوب 27 سنطلب تعويضا عن التلوث وتغير المناخ وآثاره”، موصيا بـ”إشراك الدول الجُزُرية الصغيرة في النقاش”.
“المنحى يتواصل قصد تغيير وضع العالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، وتعزيز التعاون جنوب- جنوب”، يسجل براون، قبل أن يختم كلامه بالقول: “نسعى إلى نظام عالمي متعدد الأطراف وأكثر إنصافا، ويجب ألا نصمت وأن نرفع صوتنا حتى يصل إلى من يهمهم الأمر”.كلمات الختم في دورة 2022 لـ”ميدايز” كانت من نصيب إبراهيم الفاسي الفهري، رئيس معهد “أماديوس”، الذي دعا صراحة إلى “تقرير مصير قارتنا بأيدينا ضمن منتدى أسّسه أفارقة من أجل إفريقيا”، من أجل “المشاركة في إعادة تشكيل هذا العالم الذي يتم إنشاؤه”، مؤكدا أهمية بلوغ الأفارقة “السيادة” الصناعية والغذائية والاقتصادية.
عودة فعاليات منتدى “ميدايز”، بعدما غيّبته جائحة كوفيد ثلاث سنوات، تميزت بـ”نداء طنجة” الداعي إلى طرد الكيان الوهمي للبولساريو من عضوية الاتحاد الإفريقي؛ بعدما وقّعه يوم 4 نونبر تسعة مسؤولين أفارقة ودبلوماسيون سابقون.وقد شهدت فعاليات المنتدى تنظيم حوالي 50 جلسة نقاش وندوة متنوعة المواضيع على مدار أربعة أيام، ساهم خلالها أكثر من 250 محاضرا متدخلا وخبيرا، نِصفُهُم يشاركون لأول مرة، في حين قدّر المنظمون عدد الحاضرين والزوار بشكل إجمالي في 5000 شخص.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
منيب ترفض "الإجهاز" على أراضي قبائل الصحراء المغربية بدعوى تشجيع الاستثمار
مسؤول حكومي سنغالي يرصد مخطط "الحكم الذاتي" في الصحراء المغربية