الرباط- رشيدة لملاحي
تشبّث حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، بمواقفه وقراراته على بعد أيام من انعقاد مؤتمر حزبه، إذ ينافسه بقوة وزير المال السابق نزار بركة في منصب الأمانة العامة، في ظلّ تخلي عدد من أنصار شباط عنه.
ويُواصل حميد شباط توجيهه الرسائل السياسية إذ شدد في كلمة له في المؤتمر الإقليمي في فاس، على أن" أطراف أخبرته أن جهات في الدولة لم تعد راغبة في وجوده على رأس حزب الاستقلال"، قبل أن يضيف "وأنا أقسمت بعدم التنازل وبيع الحزب وستظل مواقفي لصالح التنظيم الحزبي والوطن وسيسجل التاريخ أننا لم نلهث وراء المناصب"، حسب تعبيره.
وطالب الأمين العام شباط بوحدة حزب الاستقلال، وتجاوز الخلافات داخله، مستعرضا ما أسماه بأزمة حزب الاستقلال مع أطراف أخرى، حيث استدل بواقعة الراحل أمحمد بوستة، قائلا: "أزمة حزب الاستقلال بدأت سنة 1998، بسبب رفض بوستة أن يكون وزيرا أولا في حكومة يكون فيها إدريس البصري وزيرا للداخلية حيث تقرر إنهاء المسار السياسي للأستاذ أمحمد بوستة، ثم أتوا بمن أتوا من الخارج، وبقينا 4 سنوات نحاول عقد المؤتمر، كما تمت معاقبتنا في انتخابات 1997، بسبب الموقف التاريخي للأستاذ بوستة".
كان الأمين العام لحزب "الاستقلال" المغربي حميد شباط، اعترف بمسؤوليته في الخروج من الحكومة السابقة التي كان يرأسها عبدالإله بن كيران، قائلا: "أريد أن أقر بقسطي من المسؤولية في أمر الخروج من الحكومة وهذا الإقرار من وازع وواجب النقد الذاتي، الذي ربانا عليه ملهمنا الزعيم علال الفاسي".
ووزع الأمين العام لحزب "الميزان" كلمة مكتوبة على وسائل الإعلام، توضح عددًا من مواقفه من الترشح للأمانة العامة استعدادا للمؤتمر السابع عشر لحزب الميزان، في الوقت الذي لم يحضر أي عضو من القيادات المحسوبة عليه، اللقاء الصحافي الذي عقده في مقر حزبه في الرباط.
وكشف حميد شباط، في رده على أسئلة الصحافيين وتفاعلا مع اعتقال الصحافي حميدالمهداوي، قائلا: "تلقيت اتصالات هاتفية خارجية خطيرة مسجلة لدى الأجهزة الأمنية"، دون أن يكشف عن مضامينها، مؤكدا أنه لم يتم فتح تحقيق بخصوصها كما حدث للصحافي المهداوي المتابع بعدم التبليغ بمكالمة تمس أمن الدولة"، حسب تعبيره.
وتابع حميد شباط توضيحه بقوله إن "هاتفه مراقب منذ وقت طويل، وهو لا يُهاب أحدًا لأنه ملكي حتى النخاع، وهو مستعد للموت في سبيل حزبه ووطنه، لكن أن لا يموت الحزب ويظل الحزب مستقلا عن التدخلات الخارجية"، مشددا على أن الجهات التي حاولت التدخل في تدبير شؤون التنظيم السياسي لحزبه، أخطأت عندما قررت التدخل في القرار السياسي، وهو يرفض ذلك وسينافس المرشحين للأمانة العامة للحزب وسيصمد ولن ينسحب من المنافسة.
كان الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، هاجم المرشح الأقوى لخلافته في المؤتمر المقبل نزار بركة، واصفًا إياه بأنّه "مرشّح موظفين ذوي نفوذ في الدولة"، مؤكدًا تشبّثه بالترشّح وسيصمد أمام كل الضربات معلّقًا أنه "مستعد للموت والمؤتمر سيّد نفسه وسنعتمد البطاقات الإلكترونية منعًا للتزوير".
وكشف شباط أنه أدى "الشهادة" استعدادًا للموت لأن الأهم بالنسبة إليه ليس هو أن يموت شباط، بل الأهم هو ألا يموت المغرب وحزب الاستقلال، مضيفًا أنّ "الأمين العام هو شخص فقط أما حزب"الميزان" فهو فكر وامتداد لتضحيات رواد وقيادات الحزب"، مشددًا على أنهم في الحزب ليسوا عبيدًا ولا يمكن لأي جهة أن تتدخل في الشؤون الداخلية لتنظيمهم، معتبرًا أنّ ما يقع هو عبارة عن "تراجع ديمقراطي يضرب العمل السياسي للأحزاب".
وأضاف شباط أنّ "التعاون والتنسيق لن يكون إلا مع حزب "العدالة والتنمية" المغربي، معتبرًا أنّ "عبدالإله بن كيران ما زال رئيسًا للحكومة وما زالوا يتحدثون عنه في كل الاجتماعات لأنه استطاع أن يخاطب الشعب بلغته، وهذا ما يجب على أي سياسي فعله"، قبل أن يسخر من التحكّم في الأحزاب السياسية واقترح تعديل قانون الأحزاب ليتضمن بندًا جديدًا يقضي بأن يتم تعيين الأمناء العامين عوض انتخابهم.
وهاجم شباط، حزب "الأصالة والمعاصرة"، مشيرًا إلى أنّه "في سنة 2011 قال إلى أحد المستشارين الملكيين إن "الدستور الجديد لا معنى له إذا استمر هذا الحزب الإداري"، منتقدًا تقديم الأمين العام لحزب "البام" إلياس العماري استقالته من تدبير شؤون الحزب بكشفه أنّ "إلياس كان يرفض تقديم استقالته، لكنه رضخ للأمر بعد أن تلقى مكالمة هاتفية ليلا، فقام بتقديم استقالته صباحًا وبشكل مفاجئ".
ورفع شباط، سقف معركته مع خصومه، معلّقًا أنّ "حميد شباط وأبناءه لن يتراجعوا وغادي يبقى رفقة عائلته طالع للجبل"، في إشارة إلى تحديه من وصفهم بخصوم نافذين في جهاز الدولة، حسب تعبيره.
وهاجم شباط وزير الزراعة الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، مشيرًا إلى أنّه "يجني في 10 ساعات ما يحصل عليه حزب الاستقلال من دعم في سنة، مبرزا أن شركة واحدة من شركاته، تجني أكثر من 500 مليون جنيه في هذه المدة، في الوقت الذي ينتشر فيه الفقر والبطالة في عدة مناطق في المغرب"، مشددًا على تشبثه بالثوابت الوطنية واعتزازه بالملكية في المغرب، نافيا ما يتم الترويج له حسب تعبيره بدخوله في مواجهة مع القصر، قبل أن يؤكّد على وجود صراع مع جهات في وزارة الداخلية.