الجزائر ـ ربيعة خريس
أكّد الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، على دعم بلاده إلى نيجيريا التي تواجه المجموعات المتطرفة "بوكو حرام" في مكافحتها للتطرف، وأوضح المتحدّث باسم الرئاسة أن الرئيس بوتفليقة التقى نائب الرئيس النيجري ييمي اوسينباجو لبحث مجالات التعاون بين البلدين .
وأفاد اوسينباجو أن البلدين تربطهما علاقات "تاريخية قوية" تعززت من خلال عقد مجموعة اتفاقات في إطار اللجنة الثناية العليا، مذكّرًا بالمشاريع المشتركة خاصة الطريق العابر للصحراء بين الجزائر و لاغوس و أنبوب نقل الغاز العابر للصحراء الرابط بين نيجيريا و أوروبا عبر الجزائر و الربط عبر الألياف البصرية بين الجزائر و أبوجا.
وكشفت مصادر حكومية مسؤولة في تصريحات إلى " المغرب اليوم " أن نائب الرئيس النيجيري تباحث مع مسؤولين جزائريين مسألة ترحيل اللاجئين النيجريين، حيث تزامنت زيارته مع شروع السلطات الجزائرية في ترحيل رعايا ماليين ونيجريين إلى بلادهم، وأثارت مسألة ترحيل السلطات الجزائرية، لمئات المهاجرين ألأفارقة غير النظاميين من بلادها، انتقادات كبيرة من منظمات حقوقية ودول افريقية، حتى وصل ببعضهم لوصف الجزائر بالدولة "العنصرية، وخرج مسؤولون جزائريون، عن صمتهم إزاء هذه الانتقادات، وأكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، أمس، في تصريحات صحافية، أن عملية ترحيل رعايا ماليين ونيجريين تمت "دون تسجيل أي حادث" و في إطار احترام المعايير الدولية، وأن الهلال الأحمر الجزائري اشرف على تاطير عملية الترحيل على "احترام جميع المعايير الدولية بما فيها التغطية الصحية".
وأفادت بن حبيلس أن حوالي 200 مالي "قرروا مغادرة الجزائر طوعيا للالتحاق ببلدهم و هذا لاغتنام فرصة عملية ترحيل نيجيريين"، مؤكدة أن "ماليين آخرين فضلوا البقاء بولاية تمنراست"، و حرصت على التأكيد بأنه "لم يتم تسجيل أي حالة وفاة و لا إصابة بجروح بين هؤلاء المهاجرين و إذا كان البعض يزعمون وجود هذه الحالات عليهم أن يعطوا أسماءهم"، وأنه "كان رحيل طوعي"، مذكرة من جهة أخرى أن "18.496 نيجيري تم ترحيلهم إلى بلدهم منذ ديسمبر 2014 حيث خصت آخر عملية حوالي 400 شخص"، مضيفة: "إننا نضمن في كل مرة للمهاجرين رحلة مريحة و الإطعام و التغطية الصحية و الأمن. كما أنهم تستفيدون من خدمات مختصين نفسانيين و أطباء ومتطوعين".
لاجئون تورطوا في المخذرات وشبكات التسول
وعبّرت بن حبيلس عن أسفها لسلوكات بعض الرعايا من إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الذين يتاجرون بالمخدرات و يتورطون في شبكات تسول، مؤكّدة أن "حوالي 8377 شخص تم ترحيلهم كانوا مستغلين في هذا الإطار. و التحقيقات ما زالت جارية لتفكيك شبكات أخرى"، ومشيرة إلى أن المجموعة الدولية أعلنت الجزائر عاصمة العمل الإنساني و منحت رئيس الجمهورية لقب "فارس العمل الإنساني"، و بعثت "السيدة الأولى للنيجر رسالة تهنئة إلى الهلال الأحمر الجزائري على نوعية العمل الإنساني والعناية التي قدمت لرعاياها"، معربة عن أسفها "للحملة التي شنت ضد الجزائر" بخصوص التعامل مع المهاجرين، ومضيفة:"إنهم يشنون الحملات دون التعرض للمسؤولين الحقيقيين عن الوضع الإنساني المأساوي. الجزائر ليست المسؤولة و لكن من يستعملون القوة و الأسلحة، الجزائر ما انفكت تدعو للسلم و المصالحة و الاستقرار".