الداخلة : جميلة عمر
أثار خروج قائدة حديثة العهد بالتخرج من المعهد الملكي للإدارة الترابية، ضجة إعلامية على موقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد قيادتها مشعل تحرير الملك العمومي من قبضة أصحاب المحلات التجارية والمقاهي والباعة الجائلين، بعدما سكت عنه مسؤولون سواء تابعون لوزارة الداخلية ــ قياد ــ أو مستشارون. ما قامت به شكّل حدثًا استثنائيًا في منطقة أزرو في إقليم إفران وكل أنحاء المغرب، وعلى مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وجد متابعة كبيرة من طرف المغاربة.
شيماء هذه المرأة حظي خروجها الميداني باهتمام بالغ في صفحات التواصل الاجتماعي، وتمنى سكان هذا العالم الافتراضي تعميم هذه الخرجات الميدانية بمدنهم، لتحرير الملك العمومي من احتلال أصحاب المقاهي والمحلات التجارية والباعة الجائلين.. اسمها شيماء الشهباوي، والبالغة من العمر 27 سنة، تم تعيينها قائدة المقاطعة الحضرية الثانية بمدينة أزرو. لم تجلس على الكرسي ، واستمتعت بالمكيف ، و أعطت الأوامر للموظفين الذين يشتغلون بالمقاطعة التي تترأسها، بل لبست بذلتها الرسمية و أمرت مساعديها بالعمل الميداني والعمل من أجل تنمية المنطقة والقضاء على الفساد.
وكان أول عمل قامت به القائدة شيماء الخروج يوم الجمعة من أجل تحرير الملك العمومي، وإعادة المدينة إلى أبهتها وجمالها. وحسب مصدر من المقاطعة الحضرية الثانية في مدينة أزرو، أن عامل إقليم إفران، استدعى مختلف الأطراف المعنية باحتلال الملك العام في منطقة أزرو إلى مكتبه، تفاعلًا مع شكاوي المواطنين ومرافعات جمعيات المجتمع المدني، ودعا هذه الأطراف إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لهذا "التسيب" الذي تعانيه المدينة، خاصة، وأن احتلال الملك العام أخذ أبعادًا خطيرة تصل إلى حد إغلاق ممرات بأكملها من قبل أصحاب المحلات التجارية والمقاهي، وعمدت السلطات المحلية إلى توجيه مراسلات إنذارية تطالب المحتلين بإخلاء الملك العمومي، لكن بدون جدوى، ما دفع القائدة إلى الخروج إلى الميدان للإشراف على عمليات حجز أدوات الاحتلال، وذلك بالاستعانة بشاحنات تابعة للمجلس الجماعي، وقررت إيداع المحجوزات بالمستودع التابع للجماعة، طبقًا لما ينص عليه القانون.
ولم تخل العملية من احتكاك مع المستفيدين من الاحتلال، إذ قررت السلطات المحلية إغلاق مقهى معروف في المدينة بعدما تعنت مالكه في إخلاء الفضاء المحتل، وقدم نفسه على أنه صاحب نفوذ، في حين أظهرت التحريات أنه لا يملك حتى رخصة الاستغلال. العملية تميزت بانخراط المواطنين الذين تتبعوا تدخلات القوات العمومية، وعبروا عن دعمهم لها في هذه المبادرة، فيما حظيت العملية باهتمام الساكنة لأنها الأولى من نوعها منذ حوالي 8 سنوات، ما حول حياة الساكنة إلى جحيم.