الدار البيضاء - رضى عبد المجيد
أكدت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي المغربية، أن اللقاء الذي جمع الوزير سعيد أمزازي، بوزير التربية والتعليم لكوريا الجنوبية، كيم سانغ كون، تركز أساسًا على تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التعليم والبحث العلمي، وأن الهدف من هذه الزيارة الرسمية لم يكن هو "استيراد" النموذج الكوري في التعليم وتطبيقه في المغرب.
وكشف بيان لوزارة التربية الوطنية أنه "من البديهي تماما أن أي نظام تعليمي، مهما كان جيدا، لا يمكن نقله من بلد إلى آخر، نظرا للخصوصية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لكل دولة، وانتظاراتها الخاصة في مجال التربية"، واعتبرت الوزارة أن نظام التعليم الكوري الجنوبي من أفضل النظم التعليمية في العالم، ويحقق طلابه باستمرار نتائج باهرة في التقييمات الدولية التي تقيس الأداء الأكاديمي، مبرزة أنه "يجب أخذ دور نظام التعليم نفسه في هذه الانجازات بنسبية، من خلال مراعاة السياق الاجتماعي والثقافي المتميز الذي ينمو فيه التلاميذ".
وأقرت الوزارة بأن قيمة العمل بالنسبة إلى سكان كوريا الجنوبية "مترسخة في جينات المواطنين الذين لا يتصورون النجاح إلا من خلال دبلوم ومهنة، ويقدمون تضحيات شخصية ومالية هائلة لمواكبة تعليم أبنائهم"، معتبرة أن هذا النموذج "يساءل المغرب، الذي يتعين عليه بذل كل ما في وسعه لتعبئة الأسر المغربية بشأن تعليم أبنائها لجعله أولوية قصوى"، مضيفة "يجب علينا القيام، على غرار كوريا الجنوبية، باستثمار الموارد المادية والبشرية اللازمة لرفع مستوى المدرسة المغربية". وكشفت وزارة التربية الوطنية أنه "في كوريا الجنوبية، يتم اختيار الطلاب المتوجهين لمهن التعليم من بين نخبة الحاصلين على البكالوريا"، وقالت "يجدر الثناء وتثمين تكوين ومهنة أولئك الذين سيكونون مسؤولين عن تعليم أطفالنا".
وكان أمزازي قد أجرى مباحثات مع نائب رئيس الوزراء ووزير التربية الكوري الجنوبي كيم سانغ كون في الثالث والعشرين من شهر مايو/أيار الماضي، همت في جزء منها مواكبة كوريا الجنوبية للمغرب في إصلاح نظامه التعليمي، حيث حضر وزير التعليم المغربي ضمن الوفد المرافق لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني إلى سيئول.
وأكد الوزير أن النظام التربوي الكوري الجنوبي يعد من بين الأفضل في العالم، مضيفا أنه تم التركيز بالخصوص على تعزيز التعاون الجامعي والأكاديمي بين البلدين. وأضاف الوزير أن "كوريا الجنوبية بلد جد متقدم يرتكز اقتصاده على الابتكار والتكنولوجيا. ونطمح في هذا الصدد للزيادة في حركية الطلبة المغاربة"، موضحا أنه تطرق مع نظيره الكوري الجنوبي لمسألة نقل التكنولوجيا، وخاصة التكنولوجيا الحيوية الزراعية، كما أبرز أن المركز المغربي – الكوري الجنوبي للخبرة، سيرى النور في المغرب، حيث سيشكل أرضية للتبادل بين الأساتذة والخبراء حول هذه القضايا.