الجزائر – ربيعة خريس
أخفقت للمرة الثانية على التوالي، كتيبة " سرية الغرباء " التابعة لـ تنظيم " داعش", من تنفيذ عملياتها الاستعراضية في الجزائر, قبل تنظيم الانتخابات البرلمانية المزمع تنظيمها في الرابع مايو / آيار المقبل, بفضل حنكة وخبرة القوات الأمنية الجزائرية، وتسعى الخلايا النائمة التابعة لتنظيم "داعش" في الجزائر, خلط الأوراق الأمنية, مستغلين فرصة اقتراب الموعد الاستحقاقي, إذ كانت تخطط " سرية الغرباء " لتفجير انتحاري يعد الثاني من نوعه في محافظة قسنطينة شرق الجزائر, عقب التفجير الأول الذي استهدف مركز للقوات الأمنية الجزائرية وسط المنطقة شهر فبراير / شباط.
وفجر المتطرف الخطير التابع لسرية الغرباء التي كان يقودها المدعو " أبو الهمام " الذي تم القضاء عليه من طرف قوات الجيش الجزائري, شهر مارس /آذار, من طرف قوات الجيش الجزائري, المكنى " أبو الهيثم " نفسه بحزام ناسف على متن دراجة نارية, بعد انكشاف أمره, وكان يخطط رفقة مرافقه المتطرف الموقوف المكنى " أبو صهيب ", في القيام بعملية استعراضية وسط محافظة قسنطينة شرق الجزائر، ووصف مراقبون ومتتبعون للشأن الأمني في الجزائر, هذه العملية بـ " الناجحة ", بخاصة وأن الجيش الجزائري نجح في اعتقال أخطر المتطرفين المنتسبين لسرية " الغرباء " التابعة لتنظيم " داعش " في الجزائر, ومن المرتقب أن يساعد هذا الأخير القوات الأمنية الجزائرية في التوصل إلى باقي أفراد الكتيبة التي حاولت تنفيذ العديد من العمليات الاستعراضية بهذه المنطقة, وكانت تسعى أيضًا إلى تفجير كنيسة "سانت أوغستين" في مدينة عنابة، شرقي الجزائر، إذ توصلت مصالح الأمن إلى معلومات بوجود مخطط يستهدفها، ما دفعها إلى تطويقها شهر مارس / آذار الماضي.
وعلق الخبير الأمني ورئيس لجنة السلم والمصالحة الوطنية, أحمد ميزاب على هذا الحراك قائلًا إن بقايا التنظيمات المتطرفة, تسعى جاهدة لإثارة ضجة إعلامية خلال هذه الفترة التي تتزامن مع الانتخابات البرلمانية, مشيرًا إلى أن نجاح هذه العملية يثبت مدى نجاح المقاربة الأمنية التي تنتهجها قوات الجيش الجزائري سواءً على مستوى الحدود الجزائرية التي تعتبر من أبرز المناطق الساخنة في الجزائر أو على مستوى نقاط انتشار بقايا الخلايا النائمة.
وتساءل متتبعون للشأن الأمني عن أسباب اختيار " داعش " محافظة قسنطينة لتنظيم عملياته الاستعراضية, فلم تكن هذه المنطقة ضمن حسابات التنظيمات المتطرفة التي كانت منتشرة في الجزائري خلال فترة العشرية السوداء، وحصل الجيش الجزائري, العام الماضي, على اعترافًا مثيرة من أحد المتطرفين الذي سلم نفسه طواعية لأفراد الجيش الجزائري, في محافظة إليزي على الحدود مع ليبيا, والمسمى عبد الجليل قومام المكنى بـ " أبو الرقراق ".
وكشف المتطرف التائب أن تنظيم داعش, يسعى جاهدًا إلى تكوين خلايا متطرفة تنشط في عدد من محافظات البلاد، وخطط عناصر التنظيم, لاستهداف مقام الشهيد في الجزائر العاصمة، لأنه نسخة مشابهة لبرج إيفل بالعاصمة الفرنسية باريس، وفق رأيهم، مؤكدًا أيضًا أنهم خططوا للسيطرة على قاعة "الزينيت" أو "أحمد باي" في مدينة قسنطينة، التي احتضنت حفل اختتام تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية بالتزامن مع ذكرى يوم العلم المصادف عام 2015, وحجز جميع مرتادي وضيوف القاعة كرهائن، كما خططوا لتفجير جسر الاستقلال صالح في قسنطينة.