الرباط- رشيدة لملاحي
رغم النداءات المتواصلة لحكماء حزب الأصالة والمعاصرة المغربي، تشتد الأزمة السياسة الداخلية، بظهور اتهامات جديدة حول رفض الأمين العام للحزب حكيم بنشماش، إمداد لجنة الشفافية والمراقبة المالية التابعة للحزب بالوثائق المالية للحزب.
في الوقت الذي أكدت مصادر مقربة من بنشماش في اتصال مع "المغرب اليوم" هذه الاتهامات، موضحة أن الأمين العام لم يتوصل بمراسلة حول هذا الموضوع أو أن المسؤولين عن ذلك تعمدوا "إخفاء" وثائق الموضوع عن الأمين العام للحزب، مجددة تأكيدها على أن بنشماش لم يرفض تكمين لجنة الشفافية والمراقبة المالية التابعة للحزب من الوثائق المالية.
أقرأ أيضا :
الأزمة السياسية داخل حزب "الأصالة والمعاصرة" المغربي تتعمق وسط انقسام المكتب السياسي
وكانت لجنة الشفافية والمراقبة المالية التابعة للحزب قد بعثت بمراسلة إلى بن شماش، تطالب هذا الأخير بإمدادها من الوثائق المحاسبية والمالية عن الفترة الممتدة من سمة 2016 إلى غاية 2019.
يذكر أن تقرير للمجلس الأعلى للحسابات حول “المصاريف الانتخابية المتعلقة باقتراع 7 أكتوبر 2016 لانتخاب أعضاء مجلس النواب”، أكد أن حزب “البام” أدلى بمستندات إثبات صرف مساهمة الدولة في تمويل الحملة الانتخابية داخل الأجل القانوني، وعدم إسفار فحص المستندات عن تسجيل أي ملاحظة، معتبرًا أن مجموع مبلغ مساهمة الدولة قد تم تبرير صرفه طبقًا للغايات التي منح من أجلها، مؤكدًا أن نتائج تدقيق الحساب السنوي وفحص صحة النفقات لم تسفر عملية تدقيق الحساب السنوي وفحص صحة النفقات عن أية ملاحظة.
ويعيش حزب الأصالة والمعاصرة المغربي أزمة سياسية غير مسبوقة منذ استقالة أمينه العام السابق إلياس العماري، عقب تداعيات انتخاب سمير كودار رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب، والتي ساهمت في تعميق الصراع داخله، إذ قرر الأمين العام للحزب، حكيم بنشماش، إحالة ملف اجتماع تشكيل اللجنة التحضيرية على لجنة الأخلاقيات للبث القانوني في مجمل التجاوزات والخروقات المسجلة، علاوة على سحب تفويض رئاسة المكتب الفيدرالي الذي سبق أن أسنده من قبل الأمين العام لمحمد الحموتي بمقتضى اتفاق 5 يناير/كانون الثاني 2019.
وأثارت قرارات بنشماش، غضبًا واسعًا في صفوف الحزب، حيث لم ترق بعض أعضاء المكتب السياسي للحزب من أصبحوا يعرفون بتيار أحمد اخشيشن وعبد اللطيف وهبي ومحمد الحموتي وآخرون، فاعتبروها "غير ملزمة" إلا لبنشماش بصفته الشخصية، موضحين أنه في الاجتماع الطارئ للمكتب السياسي للحزب، تلا تلك القرارات مُلحًا على التأكيد أنه اتخذها منفردًا، عقب تداعيات انتخاب سمير كوادر كرئيس للجنة التحضرية ، بحيث اعتبر بنشماش انتخاب هذا الأخير عملية غير شرعية، بتسجيل العديد من الممارسات المنافية لأخلاقيات العمل الحزبي وضوابطه، من بينها اقتحام قاعة الاجتماعات بالقوة قبل انطلاق أشغال الاجتماع، وتسييد ممارسات تسيء لأدبيات الحزب وشعاراته، حسب تصريحات الأمين العام، في حين وصف عضو المكتب السياسي عبد اللطيف وهبي قرارات بنشماش هي الأخرى بـ"الباطلة وغير القانونية".
قد يهمك أيضاً :