الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
أنهى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، زيارته إلى صربيا ورومانيا وبلغاريا، التي جاءت في إطار تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين المغرب ومجموعة من بلدان شرق أوروبا، ولتشجيع علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمارات بينهم.
واستضافت نائب رئيس الجمهورية البلغارية، إليانا يوتوفا، ناصر بوريطة، الذي أكّد خلال هذا اللقاء على رغبة المغرب في تعزيز العلاقات بين بلغاريا والمغرب بشكل أكبر، وإقامة شراكة ثنائية حقيقية على أسس متينة، مذكرًا بالإصلاحات التي شاركت فيها المملكة بهدف ترسيخ نموذجها الديمقراطي.
وأشادت يوتوفا، التي نابت عن رئيس الجمهورية الذي يوجد في مهمة رسمية خارج البلاد، بالجهود المتواصلة التي يبذلها المغرب بقيادة الملك محمد السادس لتحقيق المزيد من التنمية، مبرزة أن زيارة بوريطة لصوفيا ستسمح بتعزيز التعاون مع المغرب، الذي وصفته بالبلد المستقر القريب من أوروبا.
ودعت المسؤولة البلغارية كذلك إلى بذل المزيد من الجهود في أفق مواكبة الدينامية التي تشهدها العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وتم خلال هذا اللقاء التطرق لعدد من القضايا، ولاسيما الحد من الهجرة السرية والإرهاب والأزمة السورية والمشاكل المترتبة عن التغيرات المناخية.
وأعربت بلغاريا عن تقديرها للجهود الجدية والجديرة بالثقة، التي يبذلها المغرب، والرامية إلى إيجاد حل سياسي ومستدام لقضية الصحراء، وأضافت في بلاغ رسمي صادر عن وزارة الخارجية البلغارية أن "صوفيا تدعم البحث عن حل مستدام ومنصف لهذا النزاع الإقليمي عن طريق المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة، ووفقا لقرارات مجلس الأمن".
وأضاف البلاغ: "نشجع أطراف النزاع على مزيد من التعاون لتحقيق تقدم في المسلسل السياسي"، مشيدًا بالجهود المبذولة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي هوست كوهلر. وتم توقيع مذكرة تفاهم بين المغرب وبلغاريا، تهدف إلى تعزيز التعاون ودعم التكوين في المجال الدبلوماسي.
ويهدف الاتفاق، الذي وقعه كل من ناصر بوريطة ونائب رئيس الوزراء البلغاري المكلفة بإصلاح العدالة ووزيرة الخارجية إيكاترينا زاخاريفا، إلى دعم التكوين في مجال القانون الدولي، و تبادل المعلومات بشأن القانون الدولي والقانون الدبلوماسي، وغيرها من التخصصات المتعلقة بممارسة العمل الدبلوماسي والعلاقات الدولية.
وفي كلمة بالمناسبة، قال ناصر بوريطة إن المغرب وبلغاريا يطوران معًا تعاونًا مثمرًا في مختلف المجالات، وتجمعهما علاقات قوية مبنية على الاحترام المتبادل. ودعا الوزير إلى وضع خارطة طريق لدعم الشراكة البينية وإعطاء مضمون للأهداف المسطرة، معتبرًا أنه من الضروري تعزيز وتوفير آليات فاعلة للتواصل بين الفعاليات الاقتصادية للبلدين لبلورة مشاريع جديدة ، خاصة في قطاعات الزراعة والسياحة وغيرها من المجالات الحيوية.
وأضاف بوريطة "نحن نقدر الدعم المهم لبلغاريا" لتنمية الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، داعيا إلى دعم الحوار بين البلدين الشريكين ،خاصة حول مسألة الهجرة. وضم الوفد المغربي الذي رافق بوريطة خلال هذا الاستقبال، سفيرة المغرب لدى بلغاريا، زكية الميداوي ومدير الشؤون الأوروبية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رضوان الدغوغي.
وتعد زيارة بوريطة لصوفيا آخر محطة ضمن جولة استهلها يوم الثلاثاء الماضي لمنطقة البلقان تهدف إلى دعم العلاقات مع دول هذا الفضاء الإقليمي المهم وتوسيع آفاق التعاون معها، وتنويع شركاء المملكة في القارة الأوروبية.