الدار البيضاء - جميلة عمر / رضى عبدالمجيد
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعية خلال هذا الأسبوع، فضيحة من العيار الثقيل، بعد انتشار تسجيل صوتي على تطبيق "الواتساب"، يُعتقد أنه لأستاذ جامعي في إحدى جامعات مدينة فاس، يطلب مبالغ مالية تصل إلى 40 ألف درهم من الطلبة قصد ضمان قبولهم لسلك الماستر.
وتفاعلا مع الشريط الذي يحمل تسجيل صوتي، دخل خالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، على الخط، حيث أكد في تدوينة على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الوزارة بمجرد ما توصلت إلى الشريط فتحت تحقيقًا في الموضوع.
وأضاف كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، أن التسجيل يستفاد منه الإخلال بمعايير الولوج إلى مسلك من مسالك الماستر في إحدى الجامعات، وحرصًا على صيانة سمعة الجامعة المغربية في مختلف مكوناتها وحماية لمصداقية شهاداتها، فقد تم إحالة الملف على المصالح المختصة في الوزارة لإجراء تحقيق في الموضوع، من أجل اتخاذ ما يلزم من قرارات.
يُذكر أن مشاكل الولوج إلى السلك الثالث من التعليم العالي "الماستر" ليس وليد اليوم، فكل الطلبة الحاصلين على الإجازة يعانون من هذا المشكل، مع العلم أنه حق مشروع للجميع.
وقالت طالبة في كلية عبد المالك السعدي في مدينة مارتيل، في تصريحات خاصة لـ"المغرب اليوم"، والتي رفضت ذكر اسمها، أن ما يروج حول التسجيل الصوتي بالنسبة للطلبة أصبح عادي، مستطردة "اللهم ما تحركت الوزارة الوصية ووضعت حدًا لتجاوزات يعرفها الولوج لسلك الماستر".
وكشفت الطالبة، أن ولوج السلك الثالث من التعليم العالي "الماستر" يعاني من عدة تجاوزات وخروقات ومشاكل تختلف حدتها من كلية إلى أخرى، حيث تبقى الأسبقية دائمًا للمعارف ولأصحاب الواسطة، ولمن قدم الرشوة، وليس لمن لهم الكفاءة، مضيفة أن الاختبارات سواء الكتابية منها أو الشفوية، تغيب فيها جميعًا الشفافية والنزاهة والمصداقية.
وتابعت "بحكم أني مررت بهذه المرحلة، ففي الامتحان الشفوي، فإن لجنة التحكيم تسأل أسئلة لا علاقة لها بالتخصص، ولا تكون أبدًا معيارًا لتفضيل البعض عن البعض الآخر أو تمييز المستويات والمؤهلات، كما أن بعض الطلبة يدفعون مبالغ مالية كبيرة لأجل تحقيق حلمهم وقبولهم بالماستر".
وأردفت قائلة "هذا نراه بخاصة في كلية العلوم القانونية والاقتصادية، وأيضا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، حيث يتم دفع مبلغ بمقدار خمس أو أربع ملايين درهم لأجل أن يتم قبولهم، أن مشكلة تغليب الواسطة والرشوة على الكفاءة، يذهب ضحيتها من لديهم قدرات ومعدلات عالية، وهذا الذي حصل مع أحد الطلبة الذي لم يتم انتقاؤه ضمن لائحة الطلبة لاجتياز المباراة رغم حصوله على ميزة حسن التي تؤهله لذلك".