الجزائر - عمّـــار قـــردود
كشف مصدر أمني جزائري رفيع المستوى أن نائب وزير الدفاع الجزائري ورئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح والمدير العام للأمن الجزائري اللواء عبد الغني هامل والقائد العام للدرك الجزائري اللواء مناد نوبة والمدير العام للجمارك الجزائرية الطاهر بن قدور قد أصدروا تعليمات مشددة وملزمة إلى الأجهزة الأمنية المعنية لتشديد الرقابة الأمنية عبر كبرى المطارات الجزائرية خاصة المطارات الدولية كمطار هواري بومدين في العاصمة، ومطار محمد بوضياف في قسنطينة شرق الجزائر، ومطار السانية بوهران غرب الجزائر ومطارات عنابة وباتنة وفرض إجراءات تفتيش غير مسبوقة على مستوى هذه المطارات و إخضاع جميع المسافرين بدون استثناء ومن جميع الجنسيات القادمين من الخارج والراغبين في دخول الجزائر إلى عمليات تفتيش دقيقة ومراقبة مشددة بدون الاهتمام بوظائفهم وجنسياتهم
وأوضح المصدر لـ"المغرب اليوم" أن ذلك خطوة احترازية لمنع تسلل عشرات المقاتلين من تنظيم "داعش" في العراق والشام إلى الجزائر للالتحاق بصفوف الجناح الجزائري لهذا التنظيم الإرهابي جماعة" جند الخلافة" و تدعيم صفوفه لا سيما و أنه تنظيم إرهابي لم يستطيع فرض نفسه بعد بسبب القضاء على كافة قياداته وأعضاءه وهو حاليًا متواضع العدد والعدة و هو في أمس الحاجة للمزيد من المسلحين والأسلحة التي تسمح له بتنفيذ أعماله الإرهابية بقوة. وذلك بناء على معلومات استخباراتية تلقتها المصالح الأمنية الجزائرية المعنية تفيد بقيام عدد من المقاتلين من تنظيم "داعش" بالتسلل إلى الجزائر عبر المطارات المذكورة آنفًا استنادًا إلى ذات المصدر. حوالي 100 مقاتل من تنظيم "داعش "يشتبه أن يتسللوا إلى الجزائر عبر المطارات للالتحاق بجماعة "جند الخلافة"
وأفاد نفس المصدر دائمًا أن هناك معلومات مؤكدة ولا ترقى إلى الشك تفيد بقيام العشرات من المقاتلين في تنظيم "داعش" من جنسيات جزائرية وفرنسية وليبية وتونسية ومغربية بمحاولة التسلل إلى الجزائر ودخولهم عبر بعض المطارات الجزائرية بجوازات سفر مزوّرة، ولهذا السبب شددت الأجهزة الأمنية عبر عدد من المطارات الجزائرية إجراءات التفتيش بعد تقارير أمنية واستخباراتية متطابقة، تفيد برغبة عناصر من تنظيمات متطرفة في سوريا والعراق في دخول الجزائر لتدعيم صفوف جماعة "جند الخلافة" باستعمال جوازات سفر و تأشيرات مزورة، كما أشارت تحقيقات أمنية إلى حوالي 100 مقاتل على الأقل يشتبه أن يتسللوا إلى الجزائر خلال الأيام القليلة المقبلة عبر مطار المطارات الجزائرية.
وظهر تنظيم "جند الخلافة في أرض الجزائر" أواخر شهر أب/أغسطس 2015 من خلال نشر بيان أعلن فيه مبايعته لابي بكر البغدادي زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وانشقاقه عن تنظيم "القاعدة "وفرعها في الجزائر "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بسبب "انحراف منهجها".
ونصب هذا التنظيم الذي قال إنه يتشكل من عناصر "منطقة الوسط الجزائري" التي تضم الجزائر العاصمة ومنطقة القبائل التي حدثت فيها عملية خطف ثم اعدام الرهينة الفرنسي، المدعو "خالد أبو سليمان "اميرًا عليه. والاسم الكامل له هو عبد المالك قوري، البالغ من العمر 37 عامًا، وهو مسؤول كتيبة "الهدى" سابقًا، وينحدر من ولاية بومرداس وكان أحد المقربين من زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عبد المالك دروكدال قبل أن ينشق عنه و قد تمكنت قوات الجيش الجزائري من القضاء على عبد المالك قروي خلال الأشهر القليلة الماضية ما جعل تنظيم "جند الخلافة" يخفت بريقه نسبيًا خاصة و أن أبرز عمل ارهابي قام به منذ تأسيسه هو اغتيال الرعية الفرنسية "غوردال".
هذا ومثلما فرضت جماعة "جند الخلافة" الجزائرية نفسها بقوة في وسائل الإعلام الوطنية والدولية في ظرف زمني قياسي ووجيز وهي الجماعة حديثة النشأة وذلك بعد إعلانها خطف مواطن فرنسي ثم إعدامه بطريقة وحشية من خلال فصل رأسه عن جسده وإظهار ذلك بكل برودة في شريط فيديو لاقى متابعة قياسية عبر موقع اليوتيوب فقد خفت بريقها بسرعة أكبر خاصة بعد القضاء على أميرها عبد المالك قروي ومعظم القادة الذين تداولوا على إمارته. ووفقًا لمصادر غير مؤكدة فإن تعداد هذا التنظيم الإرهابي لا يتعدى 15 مسلحًا وهو رقم ضئيل جدًا ولا يرقى إلى الحقيقة.