مراكش - جميلة عمر
نُشرت مساء أمس الأربعاء في الدار البيضاء، نتائج دراسة تهم سبل تنمية صادرات قطاع الدواجن نحو الأسواق الأفريقية، وذلك ضمن أشغال ملتقى نظمه مهنيو القطاع في المغرب. وتوخت هذه الدراسة، التي أجرتها الفدرالية لقطاع تربية الدواجن في المغرب بالشراكة مع المؤسسة المستقلة لتنسيق ومراقبة الصادرات ما بين شهري يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان من العام الجاري، تمكين مهنيي القطاع من الاطلاع على الفرص والإمكانيات المتاحة للنهوض بالصادرات الوطنية من منتجات الدواجن نحو الأسواق الأفريقية.
وأجريت الدراسة على أربع مراحل، شملت تحديد منهجية العمل، وإنجاز دراسة توثيقية، ووضع تصور لدراسة استقصائية وتحليلية لمجال الاشتغال، إلى جانب بلورة استراتيجية ومخطط عمل يهم ترويج الصادرات المغربية.
وفي هذا الصدد، أوضح رئيس الفدرالية السيد يوسف علوي أن نتائج هذه الدراسة أظهرت وجود أسواق واعدة، تتمثل بالخصوص في ثلاث بلدان إفريقية هي بوركينافاصو ومالي والطوغو، والتي توفر ما يعادل 15 مليون مستهلك، مسجلا أن هذه الأسواق الثلاثة يمكن اعتبارها "مدخلا لولوج باقي بلدان غرب أفريقيا". وأضاف أن البلدان الأعضاء ضمن المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا "سيداو"، بما فيها البلدان الثلاثة المذكورة سلفا، تعرف معدلات ضعيفة على مستوى استهلاك الدجاج لأسباب متعددة منها ارتفاع الأسعار وطبيعة العادات الغذائية لشعوب المنطقة التي تميل عادة نحو استهلاك اللحوم الحمراء
واعتبر أن بلدان هذه المجموعة تضمن إمكانات مهمة لفتح آفاق جديدة أمام الصادرات المغربية، إذ إن تعداد الساكنة يناهز 320 مليون نسمة، مع توسع المجال الحضري، وما يترتب عن ذلك من تغير وتحول في العادات الاستهلاكية، بحيث تتجه أكثر نحو تنويع مصادر البروتينات. ولاحظ أن قطاع الدواجن بتلك الدول يعاني من عدة صعوبات سواء على مستوى سلسلة القيم أو على مستوى التنظيم المهني، مبرزا أهم العقبات التي تقف في وجه الصادرات المغربية نحوها، ومنها تقنين القطاع، ومنع استيراد منتجات جاهزة، وارتفاع التعرفة الجمركية
كما قدمت الدراسة ذاتها خطاطات لوجيستيكة تهم السوق الغرب إفريقية، وتشمل ثلاث موانئ إقليمية وطريق برية عملية وممر جوي يتعين تفعليه، نظرا لأهمية وحجم البضائع المنقولة، خاصة "الكتاكيت" التي لا يتعدى عمرها يومًا واحدًا. وذكرت أن المؤهلات الكبيرة التي تمتلكها الأسواق الأفريقية المستهدفة تفرض اعتماد استراتيجية ملائمة تتيح للصاردات المغربية ولوج هذه الأسواق بسهولة، وترتكز على ثلاثة محاور تهم هيكلة القطاع داخل البلدان المستهدفة، وتحسين جودة المنتجات المغربية، وتبسيط مساطر العبور.
وتقترح الدراسة خطة عمل لتنمية الصادرات المغربية نحو الأسواق الإفريقية، تشمل تنظيم جولات من أجل عقد اتفاقات لتسهيل عمليات التصدير وتجاوز المعيقات، ودعوة مختلف الفاعلين الأفارقة إلى المغرب بهدف التكوين والتدريب والقيام بزيارات منظمة للاستفادة من الخبرة المغربية في مجال تربية الدواجن، إضافة إلى المشاركة في المعارض المقامة داخل البلدان المستهدفة، وتنظيم لقاءات عمل ثنائية، وحملات تواصلية للترويج للمنتجات المغربية.