الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
يتواصل التوتر وتبادل التصريحات المثيرة بين قياديي حزبي التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية، بعد فترة قصيرة من "الهدنة" بين الجانبين، حيث عمد عضو المكتب السياسي لحزب "الحمامة"، مصطفى بايتاس، إلى شن هجوم على حزب العدالة والتنمية، متهما إياه بابتزاز الوطن.
ورد بايتاس بالخصوص على الكاتب العام لشبيبة العدالة والتنمية، محمد أمكراز، الذي سبق له أن وجه انتقادات إلى التجمع الوطني للأحرار. وقال بايتاس: "نقول لمن يريد إعطاءنا الدروس نحن لا نبتز الوطن، وأولئك الذين ابتزوه سنة 2011 وصلوا إلى السلطة".
وتابع بايتاس قائلا: "يمارسون الابتزاز بشكل يومي لكي يظلوا في السلطة، ونحن لا نرتبط بأي توجه خارجي"، مشيرا إلى أن التجمع الوطني للأحرار يرى أن المسؤولية ليست هي التواجد في المناصب.
ولم يتوقف بايتاس عند هذا الحد، وأضاف أن الحياة السياسية بالمغرب فقدت أوجها، مؤكدا أن عمق الإشكال في نموذجه التنموي يكمن في النخب. وأوضح بايتاس أن "المغرب لا تعوزه الأفكار والاستراتيجيات، حيث كان منخرطا بشكل قوي في منظومة العولمة، لكن عمق الإشكال هو النخب".
ووصلت العلاقات بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار إلى أسوأ حالاتها شهر سبتمبر الماضي، وهو ما كاد أن ينسف التحالف الحكومي، على اعتبار أن الحزبين يشكلان الأغلبية الحكومية، حيث أكد رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، أن حزب العدالة والتنمية يسعى إلى "تخريب البلد" بالتشكيك في المؤسسات والمنتخبين، بينما اتهم أعضاء من حزب العدالة والتنمية، القيادي في حزب "الحمامة" بخرق ميثاق الأغلبية، كما قال نائب الأمين العام لحزب "المصباح" سليمان العمراني: "أتساءل لماذا أنتم باقون في حكومة يقودها حزب بالمواصفات، التي ذكرت؟ ولماذا تبقى هذه الحكومة أصلا؟ شيء ما ليس على ما يرام". وتساءل نائب سعد الدين العثماني عما إذا كان موقف الطالبي العلمي نابع عن قناعة شخصية أم أنه يعكس موقف حزب التجمع الوطني للأحرار، مطالبا بمزيد من الوضوح من قبل حزب "الحمامة".
وتم طي هذا الخلاف الذي ألقى بظلاله على تمساك التحالف الحكومي بعد عقد بعض اللقاءات بين قيادات الحزبين، قبل أن يتجدد التوتر بينهما بعد تبادل التصريحات بين بايتاس وأمكراز.