الرباط – سناء بنصالح
أقدمت سيدة على الانتحار احتجاجًا على اطلاق سراح مغتصبيها مما أجج الشارع وبادرت جمعيات مدنية الى تحميل المسؤولية إلى وزارة العدل و القضاة, فيما أوضح وزير العدل والحريات مصطفى الرميد أن البحث القضائي الذي أنجز بخصوص الشكوى التي سبق أن تقدمت بها الفقيدة بمعية والدتها لدى الشرطة القضائية، تم تقديم الأشخاص المشتبه فيهم أمام الوكيل العام الملك لدى محكمة الاستئناف في مراكش الذي قرر إحالتهم على قاضي التحقيق مع ملتمسا بالاعتقال من أجل جنايات استدراج قاصرة بالتدليس واغتصاب قاصرة دون سن 18 سنة عن طريق الاستعانة بأشخاص آخرين وهتك عرض قاصر باستعمال العنف والاستعانة بأشخاص آخرين وارتكاب أعمال وحشية وأفعال تعتبر جناية والمشاركة في ذلك, علما أن الفاعل الرئيسي لازال هاربًا من العدالة.
وكشف أنه بناء على ما أسفر عنه التحقيق تمت إحالة المتهمين على المحاكمة، حيث صدر قرار قضى بمعاقبة أحدهم بثمانية أشهر حبسا نافذا من أجل هتك عرض قاصر بدون عنف وبراءته من الباقي وببراءة باقي المتهمين بعدما قدرت المحكمة أن الأفعال المنسوبة إليهم غير ثابتة لخلو ملف القضية من أي دليل باستثناء تصريحات الضحية.
وأعلن أن النيابة العامة المذكورة تحملت مسؤوليتها وبادرت إلى الطعن بالاستئناف في القرار المشار إليه أعلاه، الذي سيعرض على غرفة الجنايات الاستئنافية بتاريخ 24 آب/اغسطس 2016 لتنظر فيه وفق القانون بناء على ما استجد من عناصر في القضية خاصة ما ظهر من معطيات جديدة بسبب تهديد المتهمين للضحية بنشر صورها. وهي الواقعة التي أمرت النيابة العامة بفتح بحث دقيق بشأنها أسفر عن وجود قرائن تؤكد تهديدهم لها مما أدى إلى إلقاء القبض عليهم ومتابعتهم في حالة اعتقال من جديد في إطار ملف ثان سيعرض على المحكمة الابتدائية بابن جرير يوم الاثنين 15 آب/اغسطس 2016, علما أن المتهم الرئيسي الذي بقي في حالة فرار تم إلقاء القبض عليه وتمت إحالته على المحاكمة حيث صدر في حقه قرار بتاريخ 09 آب/اغسطس 2016 قضى بمعاقبته بثمان (08) سنوات سجنا نافذا. وهو القرار الذي كان محل طعن بالاستئناف من قبل النيابة العامة.
يُذكر أنَّ وزير العدل والحريات ليس له الحق في التدخل في القضاء طبقا لمقتضيات الفصل 109 من الدستور الذي ينص على منع كل تدخل في القضايا المعروضة على القضاء وعدم تلقي القاضي بشأن مهمته القضائية لأي أوامر أو تعليمات وأن لا يخضع لأي ضغط، وأن أقصى ما يمكن أن يقوم به وزير العدل والحريات بصفته مشرفا على النيابة العامة قد بادر إلى تفعيله من خلال تحمل النيابة العامة لكافة مسؤولياتها بدءا من الإشراف على الأبحاث والمتابعة والتماس الاعتقال وممارسة الطعون ضد الأحكام التي قدرت عدم ملاءمتها وتقديم الملتمسات الكفيلة بمعاقبة المتهمين وزجرهم. علما أن النيابة العامة ستدافع بقوة بما يمليه عليها القانون وتحرص على إقناع المحكمة بثبوت أسباب الإدانة، وتبقى للمحكمة الكلمة الأخيرة التي لا شك أنها ستناقش القضية على ضوء العناصر الجديدة للقضية وتحكم بما يمليه عليها ضميرها.