الدار البيضاء - جميلة عمر
حاول شاب إنقاذ شخص من الغرق في شاطئ المحمدية في منطقة تسمى بــ " لافليز" المعروف بخطورة أمواجه وهو غير صالح للسباحة، لتبتلعه أمواج البحر وتتركه في جوفها لأربعة أيام، إلا أن لفظته فجر السبت، وهو جثة هامدة كاد الجلد أن ينسلخ عن العظم، جثة رجل شهم قدم حياته قربانًا للبحر مقابل إنقاذ شخص آخر.
وشهدت مياه لافاليز في المحمدية، مساء الثلاثاء الماضي، حادث غرق أربعيني كان يريد إنقاذ شابًا أراد أن يسبح وسط الأمواج العاتية في منطقة لافاليز، عندما كان الهالك بمعية زوجته في سيارتهما، لما سمع صراخًا للشاب يطلب النجدة، نزل من سيارته وأخذ حبلاً "كوردة" ونزل بها إلى الصخور لإنقاذ الشاب، وتمكن الضحية بجهد جهيد من انتشاله ووضعه فوق صخرة كبيرة، أما هو فشاءت الأقدار أن باغتته موجة عاتية، حاول مقاومتها لأكثر من 5 دقائق أمام أنظار زوجته وبعض المواطنين، قبل أن يختفي في أعماق البحر، بعد أن خارت قواه، واحتمال ارتطام رأسه بصخرة أفقده الوعي، لتبتلعه إلى أعماق البحر.
الزوجة في الأول فرحت لشهامة زوجها على أنه أنقذ شخصًا من الموت، لكنها سرعان ما انقلب فرحها إلى مأساة وحزن حين تأكد لها أن الزوج أصبح في خبر كان، وأن طلبها بأخذها إلى شاطئ البحر عادت عليها بالندم.فالزوج ابتلعته أمواج البحر، وأخذت تصرخ بأعلى صوت، من أجل إنقاذ زوجها، لكن هيهات .. هيهات فات الأوان وقدر لــ " الشهم " أن يبقى في ضيافة البحر خمسة أيام ، ليخرج جثة هامدة.
بعد إشعار السلطات بغرق " الشهم"، انتقلت بسرعة عناصر الوقاية المدنية والغواصين إلى عين المكان من أجل إنقاذه ، لكن الأربعيني كان قد اختفى عن الأنظار نظرًا لهيجان البحر، بينما تم نقل الشاب الآخر الذي كان تحت تأثير المخدرات إلى المستشفى الإقليمي مولاي عبدالله، وظل البحث جاريًا عن جثة الهالك، لكن دون جدوى، حيث أصبح الترقب هو سيد الموقف في انتظار رحمة الأمواج لكي تلفظ الجثة وتطفأ ولو شرارة بسيطة من نيران عائلته المكلومة وزوجته المصدومة.
وبعد خمسة أيام، تمكنت عناصر الوقاية المدنية في المحمدية فجر السبت، من انتشال ضحية الشهامة الذي ضحى بحياته من أجل إنقاذ شخص آخر، وطيلة الخمسة الأيام ، كانت جثة الضحية تطفو وسط الصخور لكنها كانت تختفي في لمح البصر بسبب قوة الأمواج وعلوها، كما أن هيجان البحر حال دون غطس عناصر الوقاية المدنية لانتشال جثته، وظل أملهم الوحيد هو عودة الهدوء إلى البحر.
وفي تصريح لعائلته لــ "المغرب اليوم": "أن الضحية الذي كان يشتغل قيد حياته بحريًا في مدينة المحمدية، كان معروفًا بشهامته، فقد سبق له مرة أن غامر بحياته، وولج منزلاً كانت النيران تلتهم كل الغرف بداخله، وتمكن من إنقاذ أحد السكان بعد أن ظل الجميع يتفرج على الوضع قبل حلول رجال الإطفاء.