الدار البيضاء : جميلة عمر
قضت المحكمة الابتدائية في مدينة العيون، أمس الاثنين بالسجن النافذ 5 سنوات في حق الأب الذي ظهر في فيديو وهو يعذب طفليه. وحسب تفاصيل عملية التعذيب ، والتي كشفت عنها والدة الطفلين (إيمان العروسي) البالغة من العمر 29 سنة ، أن زوجها البالغ من العمر (31 سنة)، هو من أرغمها على السفر إلى المملكة العربية السعودية قصد الحصول على المال، بعد أن ظلت لسنوات تشتغل من أجل لقمة عيش كريمة بعيدًا عن ما أسمته بـ"المحرمات".
فبعد أسبوع واحد بعد وصولها إلى السعودية، بعثت لزوجها مبلغ 2500 درهم، على أساس أن ترسله فيما بعد مبلغ 1500 درهم ثم 500 درهم، كما كانت ترسل له فيديوهات عن طريق "الوتساب" وهي ترقص بفساتين قصيرة على أنغام الموسيقى، وكنت تلبي رغباته بدون أي تردد باعتباره زوجها.
واضافت: ولكنه، وفي كل فرصة لا أرسل له المال، يهددها ببث الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي. لينفذ تهديداته ويرسل مقاطع فيديوهات شخصية لوالدتها وشقيقتها.ليصل الأمر إلى ابتزازها ، واتهامها بممارسة الدعارة في السعودية. لكنها تتوفر على جميع الوثائق التي تؤكد أنها تعمل طباخة، والعائلة التي تشتغل لديها مستعدة لتقديم جميع التوضيحات اللازمة.
وتضيف الزوجة في اتصال معها ،أنها كانت تعيش حياة صعبة مع زوجها، لدرجة تسبب لها في عاهة مستديمة بعد أن وجه لها ضربات بالسكين على مستوى اليد، وضربة قوية على مستوى الفم، تسببت في سقوط أسنانها. وحين رفضت الزوجة إرسال المال إلى الزوج، تحول إلى شخص شرس خالٍ من الرحمة ، فأخد يرسل مشاهد عنف يمارسه ضد أبنائهما ولم تخف المتحدثة ذاتها، صدمتها بعد مشاهدة العنف الممارس. وحاولت الزوجة في أكثر من مرة العودة إلى المغرب، إلا أن تهديدات زوجها حالت دون ذلك ، إذ كان همه الوحيد هو المال.
واعتبرت إيمان، أن 5 السنوات التي حكم بها زوجها غير منصفة نهائيا :”لست راضية عن الحكم. وأنا متأكدة أنه فور خروجه من السجن سيقوم بأكثر من ذلك".
وأكدت رئيسة جمعية التعاون والتضامن للمرأة والطفل، "ماما توبا"، أن المحكمة أصدرت حكما بالسجن خمس سنوات للأب المعتدي على إبنيه، معتبرة أن هذا الحكم غير عادل بالنظر إلى الاعتداء الذي تعرض له الطفلان، مضيفة أن القاضي استجاب إلى طلب الجمعية بمنح الولاية الشرعية إلى الجدة من جهة الأم.
وكشفت رئيسة الجمعية المذكورة، أن الأب عاطل عن العمل، وكان يجبر زوجته على تصوير فيديوهات وهي عارية وإرسالها له حتى لا يعتدي على أبنائهما.
ودخل حزب "التقدم والاشتراكية"، على خط القضية أيضًا ، إذ وجه القيادي فيه رشيد روكبان، مساءلة إلى وزير العدل والحريات مصطفى الرميد، بخصوص مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت أبا من مدينة العيون وهو يعتدي بوحشية على أطفاله، انتقامًا من زوجته.
وأضاف رئيس فريق التقدم الديمقراطي، أنه "وفقا للمعلومات المتداولة، فإن المعني بالأمر، لجأ إلى هذه الأفعال الإجرامية ضد أطفاله الصغار، انتقاما من أمهم، بغاية إرغامها على العودة إلى المغرب، بعد أن حصلت هذه الأخيرة على عقد عمل في الديار السعودية، لتذهب تاركة الأطفال المعتدى عليهم رفقة المعني بالأمر".طالبا من الوزير إنصاف وحماية الأطفال الأبرياء المعتدى عليهم، وعبرهم كل الأطفال المغاربة.