الجزائر – ربيعة خريس
فجَّر اعتناق شاب جزائري ينحدر من محافظة مستغانم الساحلية التي تطل على البحر الأبيض المتوسط, لفكر الطائفة الكركرية وإعلانه ذلك صراحة في مواقع التواصل الاجتماعي، جدلاً كبيرًا في الجزائر. وقبيل هذه الحادثة التي برزت خلال الساعات القليلة الماضية وصنعت الحدث على " الفايسبوك " و " التويتر " وغيرها, غزا أتباع هذه الطائفة التي لا تمت بأي صلة إلى المرجعية الدينية الوطنية المتمثلة في المذهب المالكي, شوارع هذه المحافظة وهو ما أثار مخاوف السلطات الجزائرية.
وأظهرت الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي, مجموعة من الرجال في الشوارع الرئيسية لمحافظة مستغانم وهم يرتدون ملابس ملونة تشبه تلك التي يرتديها مريدو الطائفة الكركرية الصوفية التي انتشرت في السنوات الأخيرة بشكل كبير في المغرب الأقصى. ويقوم منهج هذه الطائفة على مبدأين أساسين هما " الخلوة و الحضرة " ويدعي أصحابها الانتساب إلى 48 قطبا بداية من جبريل عليه السلام ووصولا إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وروى الشاب الجزائري موسى بلغيثوالذي ينحدر من منطقة الحجاج في محافظة مستغانم غرب البلاد, تفاصيل اعتناقه لهذه الطائفة, في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع وحقق أعلى نسبة مشاهدة في ظرف زمني وجيز, قائلا إنه ترعرع على يد ثلاثة مشايخ منتسبين لهذه الطائفة أخرهم مكث معه ثماني سنوات, لقنه أسرار الطريقة الربانية, وأدخله في غرفة منعزلة وخلال تلك الفترة برزت له عدة إشارات خاصة 2014, الإشارة الأولى تتمثل في رؤية قصها عليه الشيخ الذي ترعرع على يده. أما الإشارة الثانية فتتمثل في عجائب الطريقة الكركرية التي يدعي مؤسسها فوزي الكركري أنها تجديد للطريقة الشاذلية.
وحذر فاعلون في المجال الديني في الجزائر, من خطورة توغل هذه الطائفة الجديد وسط المجتمع الجزائري الذي عرف أخيرا, الانتشار الكبير لهذه الطوائف الغريبة عن المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة كـ " الأحمدية والشيعة ".
وطالبت جمعية علماء المسلمين الجزائريين, وزارة الشؤون الديني ة برئاسة محمد عيسى, بالتصدي لهذه الطائفة وتكوين رجال الدين والأئمة. وهو نفس الرأي الذي استقر عليه رئيس المنظمة الجزائرية للزوايا, عبد القادر ياسين, إن المرجعية الدينية في الجزائر بحاجة إلى تقوية أكبر, من خلال إبراز دور العلماء الجزائريين وشيوخ المالكية لإجهاض حراك الطوائف الدينية الدخيلة التي غزت الجزائر وهي تشكل تهديد ديني كبير عليها, واتهم المتحدث وزارة الشؤون الدينية الجزائرية بالفشل في حماية المجتمع من طرف المتعصبين للطوائف.
وقال رئيس المنظمة الجزائرية للزوايا إن أطراف صهيونية تقف وراء الطوائف التي غزت المجتمع الجزائري, والغرض منها ضرب استقراره وتقسيمه بعد أن فشلوا في افتعال ربيع عربي. وحمل المستشار الإعلامي السابق لوزارة الشؤون الدينية, عدة فلاحي, الوزارة الوصية مسؤولية ما يحدث في الساحة الدينية, والفراغ الذي تشهده وشجع هذا الوضع على اختراق عدة طوائف غريبة للمجتمع الجزائري, وباتت تشكل خطر كبير عليه. وحتى الساعة لم تكشف وزارة الشؤون الدينية عن موقفها الرسمي من هذه القضية التي فجرت جدلا كبيرا في البلاد خلال هذا الأسبوع.
ومن جانب آخر حذر شيخ الطريقة القادرية في الجزائر, من الاختراق الأجنبي للبلاد, فالمذاهب الصوفية على حد قوله باتت مستهدفة, وتساءل عن أسباب ظهورها في هذا الوقت بالذات.