الدار البيضاء : المغرب اليوم
أكد رئيس الجمعية المغربية للدراسات الآسيوية ومدير المركز الأفريقي للدراسات الآسيوية الدكتور المصطفى الرزرازي اليوم أن الزيارة التي يقوم بها الملك محمد السادس لجمهورية الصين الشعبية تفتح عهدا جديدا في تاريخ العلاقات القائمة بين البلدين.
وأوضح الرزرازي في تصريح صحافي أن الزيارة التي بدأها الملك أمس للصين تأتي لتفتح عهدا جديدا في تاريخ العلاقات الثنائية، وهو ما تعكسه نوعية الشراكة الاستراتيجية التي وقعها قائدا البلدين وكذا العدد المهم من الاتفاقيات التي جرى إبرامها، والتي تشمل كل الجوانب الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والثقافية والإنسانية. وأشار إلى أن توجه المملكة نحو تعزيز العلاقات التي تجمعها بالصين ودول آسيوية أخرى يجد تفسيره الجيوستراتيجي في ما أحرزته من مكتسبات اقتصادية واجتماعية نوعية، فقد أصبح المغرب - أكثر من أي وقت مضى - مؤهلا لإيواء مشاريع شراكة صناعية وتجارية من الجيل الثاني، وذلك في ضوء التحولات السياسية التي يعيشها العالم اليوم، لا سيما ما يتعلق منها بتدبير الأزمات الإقليمية.
ويرى الرزرازي أن إعلان الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والصين "شامل ومتنوع ومحفز فضلا عن كونه مطمئن إلى حد كبير"، وذلك على اعتبار أنه يشمل جميع القطاعات الحيوية، متجاوزا بذلك عتبة التعاون الثنائي التقليدي، موضحا في هذا الصدد أن هذه الشراكة تشمل قطاع تصنيع السيارات والطيران والبنيات التحتية، إلى جانب قطاعات الصحة والأمن الغذائي والثقافة. وأكد أن هذه الشراكة الإستراتيجية محفزة "لأنها جسدت إرادة مشتركة في تشجيع المستثمرين وتيسير عملية انتقال رؤوس الأموال والخبرات، ثم مطمئنة اعتبارا للقرار الشجاع والإنساني القاضي بتسهيل سفر المواطنين الصينيين إلى المغرب؛ عبر إلغاء التأشيرة التي كانت مفروضة في السابق، وما رفاقها من توقيع اتفاقيات قضائية"
واعتبر أن رؤية الملك محمد السادس المتعلقة بإعادة هيكلة علاقات وشراكات المغرب وتنويعها تجد ترجمتها العملية في الزيارات التي شد فيها الملك محمد السادس الرحال أخيرا إلى عدد من البلدان، خصوصا الزيارة الراهنة إلى جمهورية الصين الشعبية، مشيرا إلى أنه "ضخ نفسا جديدا في الأداء الدبلوماسي المغربي، وذلك من خلال تحرير السياسة الخارجية المغربية من منظومة العلاقات التقليدية
ففي قراءة متأنية للخطاب الملكي خلال القمة الأخيرة لمنتدى التعاون الصيني/ الأفريقي بجوهانسبورغ السنة الماضية يتبين أن الملك يضع خارطة طريق لعلاقات المغرب مع الصين، أساسها التعاون جنوب/ جنوب وقوامها علاقات تجارية مبنية على مبدأ رابح/ رابح، بجانب البحث عن فرص جديدة للتعاون الثلاثي بين المغرب والصين وشركائه الأفارقة، سواء في الشق المتعلق بالمشاريع التنموية، أو في إطار العقيدة الجديدة للصين المبنية على منظومة طريق الحرير البحري الجديدة التي يتبوأ فيها المغرب موقعا مركزيا، سواء من ناحية أنه يشكل حلقة وصل قارية (أفريقيا- الشرق الأوسط- أوروبا)، أو من ناحية كونه مدخلا أسياسيا على الواجهة الأفرو/أطلسية.
وقال رئيس الجمعية المغربية للدراسات إنه بالعودة إلى الخطاب الملكي في القمة المغربية/ الخليجية في الرياض أيضا، يتضح أن المقاربة المغربية المتعلقة بتنويع شركائه ليست منحصرة في الشق الاقتصادي، بل هي استراتيجية وشاملة تتناسب مع حاجة المغرب إلى تجديد آليات التعاطي مع التغيرات العالمية في شقها الاقتصادي والسياسي والأمني. وخلص إلى أن "الزيارة الملكية للصين في حد ذاتها مكسب للمغرب، على اعتبار أنها ستؤطر للمرحلة المقبلة من سيرورة التعاون المغربي/ الصيني المرتبط ببناء شركات جديدة وتفعيل أخرى، والرفع من سقف التعاون الشامل، إن على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الأمني".