الجزائر ـ ربيعة خريس
نجحت قوات الجيش الجزائري خلال الفترة الماضية في شن العديد من الهجمات على الجماعات المتطرفة، وكان أولها العملية العسكرية في محافظة البويرة شرقي العاصم، خلال الأيام الماضية، وأسفرت عن مقتل 25 مسلحًا، كما تسبب في “خسارة للجماعات الجهادية”، بالإضافة إلى المعركة الأمنية في محافظة قسنطينة، والتي تمكنت من خلالها الأجهزو الأمنية من إجهاض اعتداء إرهابي على مركز للأمن.
وتسببت هذه العمليات في تراجع الجماعات المتطرفة في مواجهة القوات النظامية، الأمر الذي دفع العديد من الدول إلى توجيه التحية إلى أفراد الأمن والجيش الجزائري، ومنها أميركا أمريكا وفرنسا ومصر، بسبب الاحترافية العالية التي يتمتعون بها، وعلى تجندهم التام لخدمة الصالح العام، كما أعلنوا تضمانهم ومساندتهم للجزائر في مكافحة التطرف.
من جانبه وصف الخبير الأمني الجزائري، أحمد ميزاب، العملية التي نفذها متطرف تابع لتنظيم "داعش" في قسنطينة شرقي الجزائر، بـ"المحاولة الفاشلة"، معتبرًا أن أتباع هذا التنظيم تلقوا ضربات موجعة، أبرزها العمليات الأخيرة التي نفذها الجيش الجزائري على معاقل المتطرفين، والتي مكنت من القضاء على عدد كبير منهم واسترجاع كميات هائلة من ألأسلحة والذخيرة.
وربط الخبير الأمني هذه العمليات، باقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المزمع تنظيمها بداية مايو / أيار المقبل، فيسعى هذا التنظيم المتطرف إلى التشويش على الجزائر وإحباط الجزائريين، مشيرًا إلى أن قدرة الجماعات المتطرفة الناشطة في الجزائر، قد تراجعت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، ومنذ عميلة احتجاز الرهائن الغربيين في مصنع الغاز في تيقنتورين عام 2013 لم تتمكن الجماعات المسلحة الجهادية من تنفيذ عملية كبيرة أخرى في الجزائر.
وأصبح الجيش الجزائري قادرًا على المواجهة مع الجماعات المسلحة بطريقة أمنية أكثر منها عسكرية، نظرًا لقدرته الكبيرة على استغلال المعلومات، رغم كبر مساحة الحدود التي يسعى جاهدًا لتأمينها، والتي يزيد طولها عن 6 آلاف كلم، فيما حذر كبار المسؤولين في الدولة، أخيرًا، وعلى رأسهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من مخططات ضرب استقرار الجزائر، حيث دعا الجزائريين إلى التصويت بقوة في الانتخابات المقبلة.
ومن جهة أخرى أشادت الأحزاب السياسية بالإحترافية العالية التي يتمتع بها أفراد الأمن والجيش الجزائري، بينما ندد التجمع الوطني الديمقراطي، الذي يعتبر ثاني تشكيلية سياسية في البلاد، الثلاثاء، في بيان له، بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف مركز الأمن رقم 13 في باب القنطرة بقسنطينة شرقي الجزائر مساء يوم الأحد الماضي، وشدد على أن الهدف من هذه العملية هو زعزعة استقرار وأمن البلاد، داعيًا الجزائريين إلى اليقظة والوقوف وقفة الرجل الواحد ضد أية قوى متآمرة على دولتهم، وتحاول تجريدها من مكتسباتها والزج بها مرة أخرى في ظلام الهمجية>