الرباط - المغرب اليوم
بدأت مخاوف العزوف الانتخابي تطفو على سطح المشهد السياسي المغربي مع دنو موعد الانتخابات المقبلة، التي تحرص وزارة الداخلية على أن تجرى في موعدها السنة المقبلة.وتعتبرُ الاستحقاقات الانتخابية المقبلة التي ستعرفها المملكة سنة 2021 امتحاناً صعباً للأحزاب السياسية في ظل استمرار عدم مشاركة الشباب في السياسية وفقدان الثقة في العملية السياسية والانتخابية، إذ تتخوف الدولة وتنظيمات سياسية من تكرار سيناريو انتخابات 2007 التي عرفت نسبة المشاركة لم تتجاوز 37 في المائة.وما يُعمق مخاوف السخط السياسي في المغرب هي تداعيات الأزمة الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد على الانتخابات المقبلة، لاسيما أن الأثر الاقتصادي يُرتقب أن يمتد إلى غاية السنوات الثلاث المقبلة حسب العديد من الدراسات.
المؤسسة الملكية ظلت حريصة طيلة السنوات الماضية من خلال العديد من الخطابات السابقة على دعوة الفاعل السياسي إلى ضرورة العمل على استقطاب نخب جديدة، وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي، لكن واقع اليوم يشير إلى فشل تنظيمات سياسية في ترجمة التوجيهات الملكية؛ إذ إن معظم الأحزاب مازالت تُسيطر عليها القيادات السياسية نفسها، مع تراجع حماس الشباب الذي كان قد تولد نتيجة تداعيات حراك 20 فبراير.
ولم تظهر بصمة الأحزاب السياسية خلال أزمة "كوفيد 19"، إضافة إلى تراجع دور المنتخبين بشكل غير مسبوق في المغرب، إذ برزت الدولة بمفهومها التقليدي كفاعل رئيسي في إخراج المملكة بأقل الخسائر المادية والبشرية من كورونا، ما عزز الثقة في مؤسساتها، خصوصا الملكية والجيش والأمن.
ويرى الباحث السياسي المغربي محمد شقير أن تداعيات "كوفيد 19" زادت في توسيع الهوة بين الأحزاب والرأي العام، مشيراً إلى أن قطاعات إستراتيجية في البلاد هي التي بصمت على تدبير المرحلة ولم تظهر الأحزاب أو المؤسسات المنتخبة في واجهة المعركة.
وأوضح شقير، في تصريح ، أنه "في وقت كان المغرب في أوج مواجهة الوباء طفت على السطح معارك حزبية داخل الأغلبية الحكومية والضرب تحت الحزام وتبادل حرب التسريبات، وهو أمر ساهم في تشويه صورة الأحزاب أمام الرأي العام المغربي، ما من شأنه أن يكرس التوجه نحو العزوف الانتخابي".وشدد الباحث في العلوم السياسية، في تصريح ، على أن "الفترة المقبلة، وهي سنة تقريباً، تتطلب مجهودات قد تكون مستحيلة لتعزيز ثقة المغاربة في العمل السياسي وتفادي شبح العزوف الانتخابي".
المصدر ذاته أشار إلى أن "تاريخ الانتخابات في المغرب منذ تولي الملك محمد السادس الحكم وبلورة ما تسمى الشفافية شهد في استحقاقات 2007 أكبر عملية عزوف انتخابي، وهو ما جعل السلطة تعمل على خلق أحزاب لجلب اهتمام المواطنين، وفي الوقت نفسه مواجهة حزب العدالة والتنمية".
وبعد هذه الفترة، يُورد شقير، نجح المغرب في رفع نسبة المشاركة السياسية في الانتخابات الموالية، "لكن عادت مسألة العزوف لتخيم على المشهد السياسي المغربي بعد فقدان الناخب الثقة في العمل الحكومي، خاصة بعد قرارات اتخذها حزب العدالة والتنمية في عهد حكومة بنكيران وخلفت تذمراً كبيراً، ما دفع شريحة من المغاربة شاركت ضدا في أحزاب أخرى إلى التراجع لأنها أحست بكونها غرر بها وكل الوعود التي كان "البيجيدي" يقدمها للمغاربة لم يف بها، وبالتالي زاد التذمر والعزوف".
قد يهمك ايضا
"البيجيدي" يرفض التمييز بين الوزراء وربط الإخفاقات بآداء الحكومة المغربية
اجتماع عاجل لمجلس النواب بسبب تقرير منظمة العفو الدولية عن المغرب