الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
تسارعت وتيرة إقبال المغاربة على اقتناء أضحية العيد، قبل أيام قليلة من الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، الذي يصادف يوم الأربعاء 22 أغسطس/آب/آب. واختار عدد من المغاربة التريث قبل شراء أضحية العيد، خاصة أن الأسعار في اليومين الأخيرين الذين يسبقان العيد تنخفض بشكل ملحوظ، خاصة عندما يفوق عرض الأغنام الطلب.
وتنطلق الأسعار على العموم من 1800 درهم بالنسبة إلى الأغنام صغيرة الحجم، وقد يصل السعر إلى أكثر من 5 آلاف أو 6 آلاف درهم، بينما يقبل المغاربة بشكل أكبر على الأضاحي التي تتراوح أسعارها ما بين 2000 و3500 درهم، التي تعتبر في متناول الأسر متوسطة الدخل.
ويأتي عيد الأضحى هذه السنة وسط ترقب كبير من المواطنين، خاصة بعد فضيحة تعفن الآلاف من الأضاحي في العيد الماضي، وما تلا ذلك من تبادل للاتهامات بين مجموعة من الجهات، حيث أقر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، التابع لوزارة الصحة، بداية بأن المشكل يعود في التبريد وطريقة الذبح والسلخ وهو ما أثار حفيظة المواطنين المغاربة الذين اتهموا الوزارة بالتنصل من مسؤولياتها، غير أن التحريات التي باشرتها وزارة الزراعة بمعية مكتب السلامة الصحية، أثبت بعد مرور أشهر كثيرة أن المشكل يعود إلى بعض الأمصال وحبوب منع الحمل التي تم إعطاؤها للأغنام.
وعلى غير العادة، سيؤدي الملك محمد السادس صلاة عيد الأضحى في مسجد الحسن الثاني بمدينة تطوان، حيث سيقوم بذبح أضحية العيد داخل ساحة المسجد، الذي يشهد منذ أيام أعمال صيانة وترميم تأهبا لهذه المناسبة.
إجراءات وتدابير
اتخذ المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية جملة من الإجراءات الرامية لضمان تأطير عملية عيد الأضحى، وذلك في إطار مخطط عمله الذي تم وضعه تحت إشراف وزارة الزراعة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
وهمت عملية ترقيم رؤوس الأغنام والماعز الموجهة للذبح في عيد الأضحى، جميع مربي المواشي، سواء أكانوا أصحاب وحدات صغيرة أو متوسطة أو كبيرة، حيث بلغ عددهم أكثر من 132 ألف مربيا. ويتمثل تحديد رؤوس الأغنام والماعز بواسطة حلقة عيد الأضحى في تثبيت حلقة بلاستيكية صفراء اللون على إحدى أذني الأضحية، والتي تحمل ترقيما خاصا من 7 أرقام، إلى جانب عبارة ''عيد الأضحى'' باللغة العربية ونجمة ورسم لرأس خروف.
وأكد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أن الأهداف الرئيسية لترقيم الحيوانات الموجهة للذبح بمناسبة عيد الأضحى تهم تحديد صاحب الحيوان، وتتيح للمستهلك اقتناء أضاحي مع ضمان تتبعها عند المعاملات التجارية.
وتم اتخاذ إجراءات إضافية كمراقبة الأعلاف الحيوانية على جميع مستويات السلسلة الغذائية من وحدات الإنتاج إلى وحدات التربية والاستيراد، قصد التأكد من مطابقتها للمعايير المعمول بها، مضيفا أنه تم توقيف بعض المتعاطين للغش بعدد من مناطق المملكة مع إنجاز محاضر وإرسالها إلى المحاكم.
كما تمت مراقبة مخلفات الأدوية في اللحوم لضمان التأكد من أن الأدوية البيطرية المستعملة مسموح بها. وفي هذا الإطار أيضا، تم تسجيل حالات الغش المتعلقة باستخدام المواد المحظورة غير المصرح بها.
وإلى جانب ذلك، يتم أيضا مراقبة جودة المياه لمكافحة الغش عن طريق استخدام مواد محظورة فضلا عن مراقبة البقايا ونقل بقايا فضلات الدواجن. وفي هذا الإطار، وضع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية إجراء للترخيص البيطري بتنسيق مع الفيدرالية البينمهنية لقطاع الدواجن وناقلي بقايا فضلاتها. ومنذ فاتح يونيو/حزيران الماضي، لا يسمح سوى بنقل فضلات الدواجن المصحوبة برخصة بيطرية. وبالنسبة لمزارع الدواجن، يقوم ناقل فضلاتها بإبلاغ المصلحة البيطرية بالوجهة، وذلك من أجل التحكم في مسار فضلات الدواجن وتجنب استخدامها في وحدات تسمين الحيوانات، حيث تم إلى حدود الساعة إصدار أزيد من 2000 ترخيص بيطري، ومنذ 7 أغسطس/آب/آب تم إيقاف أي عملية لنقل فضلات الدواجن كما لم يتم إصدار أي رخصة في هذا الإطار.
وأحدث المكتب، أيضا، فرق مداومة رهن إشارة المربين والمستهلكين. وهكذا، تمت تعبئة أكثر من 600 طبيب بيطري وتقني منذ بداية هذه العملية، إلى جانب تعبئة فرق المصالح البيطرية مع قرب عيد الأضحى قصد القيام بمراقبة صحة الحيوانات على مستوى نقاط البيع، ومصاحبة المستهلكين عند الضرورة.
وأوصى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بشراء الحيوانات في حالة صحية جيدة، التي تحمل حلقة مثبتة على أذنها مكتوب عليها عبارة ''عيد الأضحى''، وذلك بالأسواق المفتوحة لهذه الغاية، والحفاظ على حلقة الأذن بعد عملية الذبح، مشيرا إلى أن الأطباء البيطريين والتقنيين سيكونون في الاستماع للمستهلكين والتعامل مع شكاياتهم خلال فترة العيد، والتي سيتم التحري بشأنها واتخاذ التدابير اللازمة وفقا للقوانين الجاري بها العمل.
عرض يفوق الطلب
أكدت وزارة الزراعة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أن العرض المرتقب من الأغنام والماعز لعيد الأضحى، بلغ ما يقارب 8.1 مليون رأس، بما يفوق نسبة 48 بالمائة من الطلب المتوقع في 5,45 مليون رأس. وأوضحت الوزارة أن هذا العدد البالغ 8.1 مليون رأس موزعة إلى العرض المرتقب بـ 4,6 مليون رأس من ذكور الأغنام، و1,38 مليون رأس من إناث الأغنام، و2,1 مليون رأس من الماعز، مشيرة إلى أن الطلب المتوقع من أضاحي العيد الذي يناهز 5,45 مليون رأس، منها 4,9 مليون رأس من الأغنام(4,3 مليون رأس من الذكور)، و540 ألف رأس من الماعز.
وأبرزت الوزارة أنها اعتمدت فيما يخص تقييم العرض والطلب بهذه المناسبة على معطيين اثنين، أولهما الإحصائيات المحينة من طرفها حول رؤوس قطيع الأغنام والماعز، وذبائح الأغنام والماعز (الإناث والذكور) المسجلة في مجازر المراقبة، ثم المعايير التقنية (نسبة الولادات، نسبة الوفيات)، التي تم تسجيلها في مختلف المناطق.
ومن أجل تفادي أي مخاطر صحية محتملة بمناسبة عيد الأضحى وتوجيه المستهلك، أشارت الوزارة إلى أنها وضعت برنامج عمل مع مجموعة من الإجراءات منذ عدة أشهر، وذلك من أجل تفادي أي مخاطر صحية محتملة بهذه المناسبة، لاسيما من خلال تسجيل وحدات تربية الأغنام ووحدات التسمين.
ويتضمن هذا البرنامج إنجاز عملية ترقيم خاصة بحيوانات عيد الأضحى بالمجان، تهم الأغنام والماعز، وجعلها أداة شفافة لتتبع الحيوانات عند المعاملات التجارية، وكذا من خلال تعزيز شبكة تسويق حيوانات عيد الأضحى بإنجاز أسواق مؤقتة في بعض مدن المملكة وتسويق الأغنام فقط والماعز المسجلة والمرقمة بنقط البيع المرخصة بالمجال الحضري، بالإضافة إلى مراقبة الحيوانات وعلفها، الذي يتم استخدامه لتسمين حيوانات عيد الأضحى، في إطار اللجان المختلطة المحلية في وحدات التسمين، ونقاط البيع، والأسواق.
ويهم البرنامج كذلك مراقبة استعمال كل الأعلاف وكل المواد المحظورة في أعلاف الماشية، مع مداومة خلال أيام العيد من طرف المصالح البيطرية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، ووضع رقم هاتفي للإخبار من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. وأكدت الوزارة أن الحالة الصحية للقطيع الوطني، خاصة الأغنام والماعز، جيدة للغاية بمختلف جهات المملكة، مشيرة أن ذلك حصل بفضل المجهودات والإجراءات المتخذة من قبل الفاعلين في هذا القطاع من جهة، وبفضل المراقبة البيطرية المستمرة وحملات التلقيح التي تباشرها المصالح البيطرية.
وأبرزت الوزارة، أن قطاع تربية الأغنام والماعز استفاد خلال الموسم الفلاحي 2018/2017 من عدة إجراءات وظروف، منها وفرة الموارد العلفية والحبوب، التي كان لها آثار إيجابية على أسعار الأعلاف، حيث انخفضت أثمنتها المحلية بنسبة 14 بالمائة مقارنة بالموسم الماضي، بالإضافة إلى استفادة قطاع تربية الأغنام والماعز من الدعم في إطار مخطط المغرب الأخضر.
وأكدت الوزارة أن مصالحها سوف تعمل على تتبع العرض المتوفر من الأغنام والماعز في مختلف الأسواق والأسعار المتداولة، خاصة في المحلات التجارية الكبرى، ونقط البيع الرئيسية على مستوى المدن والأسواق القروية الكبرى للمواشي، وكذا المراقبة المستمرة للحالة الصحية للقطيع الوطني التي تقوم بها المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
مشاكل النقل
مع حلول كل عيد أضحى، يواجه المغاربة الذين يسافرون لقضاء العيد رفقة أهاليهم، مجموعة من المشاكل المرتبطة بالنقل وارتفاع أسعار تذاكر الحافلات، رغم الجهود التي قامت بها وزارة النقل من أجل الحد من المضاربة في أسعار التذاكر، خاصة في المحطات الطرقية الكبرى، مثل محطة "أولاد زيان" في الدار البيضاء، التي تشهد حركة دؤوبة بمناسبة عيد الأضحى.
ويتنقل عشرات الآلاف من المغاربة، الذين يعملون في المدن الكبرى كالرباط والدار البيضاء وطنجة ومراكش وفاس، صوب مساقط رؤوسهم، وهو ما ينعش حركة النقل ويفتح الباب أمام الزيادة في الأسعار، حيث تتجدد معاناة المسافرين خلال هذه الفترة من كل سنة.
وكانت كتابة الدولة المكلفة بالنقل قد أصدرت بلاغا قبل شهرين، دعت فيه المسافرين إلى برمجة مواعيد سفرهم بوقت كاف قبل يوم العيد، لتفادي الوقوع في مشكلة المضاربات التي تعرفها الأسعار، كما حثتهم على التبليغ عن أي مخالفات مسجلة في أسعار التذاكر.
ووضعت كتابة الدولة المكلفة بالنقل رهن إشارة المسافرين رقما أخضر للتبليغ عن أي مخالفات في الأسعار، أثناء تنقلات عيد الأضحى، لكن كل ذلك لم يُثن السماسرة والمضاربين في السوق عن التحكم في الأسعار والرفع منها وبالتالي استنزاف جيوب المواطنين.
ويستغل بعض أرباب شركات النقل حاجة المسافرين إلى السفر لاعتماد تعريفة جديدة والتحكم في السوق، الذي يخضع إلى منطق العرض والطلب، حيث يربطون ذلك بمعطيات لا يتحمل فيها الزبون أي مسؤولية، من قبيل أن الحافلات التي تنطلق من المدن الرئيسية كالدار البيضاء، تقوم برحلة ذهاب فقط، وبالتالي فإنها تعود فارغة في رحلة العودة، وبالتالي لا تجني الشركة أي ربح من رحلة الإياب.
وبخصوص التنقل، أوصت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب زبناءها مستعملي الطريق السيار بتنظيم تنقلاتهم قبل السفر بمناسبة عيد الأضحى.
وأوضحت الشركة في بلاغ لها أن شبكة الطرق السيارة ستعرف حركة سير مهمة، خاصة خلال تواريخ الرجوع من عطلة العيد، في الفترة ما بين الرابعة زوالا و العاشرة ليلا من يوم الخميس 23 أغسطس/آب ويوم الأحد 26 أغسطس/آب، حيث تم منح بعض موظفي القطاع الخاص عطلة استثنائية ممتدة من السبت 18 أغسطس/آب إلى الأحد 26 من نفس الشهر، حيث يحتفل المغرب بثورة الملك والشعب يوم الاثنين 20 أغسطس/آب وبعيد الشباب في اليوم الموالي، ثم بعيد الأضحى يوم الأربعاء، بينما سيباشر موظفو القطاع العام وبعض موظفي القطاع الخاص عملهم يوم الجمعة 24 أغسطس/آب.
أما فيما يخص "ترامواي" الدار البيضاء، فسيتم تخصيص رحلة واحدة على رأس كل 15 دقيقة على الخط الرئيسي للشبكة. وستكون الانطلاقات الأولى لخطوط الترامواي من محطتي سيدي مومن إلى الكليات، ومن سيدي مومن إلى عين دياب ومن عين الدياب الشاطئ والكليات ستكون على التوالي في الساعة 12,00 ، والساعة 12 و 15 د ، والساعة 13و 47 د ، والساعة 13 و 40 دقيقة .
و بخصوص أيام عطلة العيد الممتدة من 20 إلى 23 أغسطس/آب الجاري، إضافة إلى يوم الجمعة 24 أغسطس/آب، سيتم تطبيق الجدولة المعتادة الخاصة بالعطل الرسمية .