دمشق - نور خوام
نفذت الطائرات الحربية، صباح الجمعة، عدة غارات على مناطق في أطراف بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى وقوع أضرار مادية، كما قصفت الطائرات مناطق في بلدة كنصفرة في جبل الزاوية وبلدة معرتحرمة في ريف إدلب الجنوبي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وهزَّ انفجار عنيف منطقة سوسيان الواقعة في الريف الشمالي الغربي لمدينة الباب الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، ناجمة عن انفجار آلية مفخخة في المنطقة، قضى وجرح على إثرها عشرات الأشخاص من ضمنهم ما لا يقل عن 14 تأكد أنهم استشهدوا وقضوا حتى الآن، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد أن الانفجار جرى عن طريق سيارة مفخخة استهدفت منطقة مقري المؤسسة الأمنية والمجلس العسكري في منطقة سوسيان، حيث لا تزال عمليات إنقاذ وإسعاف الجرحى مستمرة من مكان التفجير، فيما تعرض بعض المصابين لإصابات بليغة، ويأتي هذا التفجير بعد يوم من انسحاب تنظيم "داعش" من مدينة الباب وبلدتي بزاعة وقباسين.
وانسحب تنظيم "داعش"، الخميس، بشكل كامل من بلدتي بزاعة وقباسين بعد انسحابه قبل ساعات من مدينة الباب، عبر المساحة الترابية التي تركت له من قبل القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وقوات "درع الفرات والقوات التركية من جهة أخرى، في جنوب شرق منطقة الباب، حيث بدأت القوات التركية ومقاتلي الفصائل بعمليات التمشيط في بلدتي قباسين وبزاعة، بالتزامن مع استمرار عمليات التمشيط في مدينة الباب، في حين لا تزال بلدة تادف الواقعة في جنوب مدينة الباب، تحت سيطرة تنظيم "داعش"، وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن ما لا يقل عن 7 مقاتلين من الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في "درع الفرات" قضوا في انفجار ألغام خلال عمليات التمشيط المستمرة في مدينة الباب، في حين لا تزال هناك جثث لعناصر من تنظيم "داعش" موجودة تحت أنقاض الدمار الكبير الذي خلفه القصف التركي بمدينة الباب.
وتأتي عملية السيطرة هذه بعد 16 يومًا من المعارك العنيفة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة والقوات التركية من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، إثر الهجوم العنيف الذي بدأه الأول في الـ 7 من شباط / فبراير الجاري، فيما كانت القوات التركية و"درع الفرات" وصلت في الـ 13 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016 تمكنت من الوصول إلى تخوم مدينة الباب، لتتلقى بعدها اول هزائمها على يد تنظيم "داعش" في الـ 21 من كانون الأول / ديسمبر الفائت من العام 2016، وترافقت عمليات الفشل المتتالية مع قصف عنيف ومكثف من القوات التركية وطائراتها على المدينة وريفها، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 124 شهيد مدني بينهم 38 طفلاً دون سن الـ 18، بالإضافة إلى 27 مواطنة، قضوا جميعهم منذ الهجوم الأخير الذي بدأ ليل الـ 7 من شباط الجاري، جراء القصف من قبل القوات التركية والغارات التي نفذته الطائرات التركية على المدينة، من ضمن 444 مدني على الأقل، بينهم 96 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و59 مواطنة فوق سن الـ 18، في ريف حلب الشمالي الشرقي، استشهدوا جراء القصف التركي على مدينة الباب وريفها وبلدتي بزاعة وتادف، منذ الـ 13 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، تاريخ وصول عملية "درع الفرات" لتخوم مدينة الباب وحتى الجمعة الـ 23 من شباط / فبراير من العام الجاري 2017، كذلك يشار إلى أن تركيا حصلت في أواخر العام 2016 على الضوء الأخضر الروسي الذي سمح لها بالتقدم نحو مدينة الباب والسيطرة عليها، وطرد تنظيم "داعش" منها، في أعقاب الاتفاق على تهجير نحو 27 ألف شخص من بينهم أكثر من 7 آلاف مقاتل من مربع سيطرة الفصائل في القسم الجنوبي الغربي من مدينة حلب نحو ريف حلب الغربي، لأن هذا التقدم والسيطرة على مدينة كبيرة وذات استراتيجية سيتيح المجال أمام القوات التركية لمنع استغلال قوات سوريا الديمقراطية ثغرة الباب والسيطرة عليها، والتي ستمكن قوات الأخير، من وصل مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية ببعضها في المقاطعات الثلاث "الجزيرة - كوباني - عفرين".
وسقطت قذيفة أطلقتها الفصائل الإسلامية على منطقة في مشروع 3000 شقة الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية غرب حلب، ما أدى لأضرار مادية، في حين قصفت القوات الحكومية مناطق في الراشدين الرابعة والخالخميسة غرب حلب، كما أبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن هيئة تحرير الشام قامت باعتقال قائد "أمني" الخميس في جيش المجاهدين وصادرت سلاحه وسيارته وذلك في بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي.
وقامت الطائرات الحربية بعدة غارات على مناطق في بلدة اللطامنة في ريف حماة الجنوبي، ما أدى لسقوط جرحى، كما قصفت الطائرات مناطق في قريتي المستريحة والحميرات في ريف حماة الشمالي الغربي، حيث أسفرت الضربات الجوية التي استهدفت الحميرات عن استشهاد 8 أشخاص على الأقل، غالبيتهم من عائلةواحدة، إضافة لسقوط عدد من الجرحى، حيث لا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة، في حين وردت معلومات عن سقوط شهداء في قرية المستريحة.
وقصفت القوات الحكومية مناطق في حي الوعر بمدينة حمص، ولم ترد أنباء عن إصابات، كما قصفت القوات الحكومية مناطق في قرية حوش حجو وبلدة السعن الأسود في ريف حمص الشمالي، بالتزامن مع غارات للطيران الحربي على مناطق في قرية تير معلة بالريف ذاته، ما أدى لأضرار مادية.
وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى في محور طيبة بحي جوبر عند أطراف العاصمة، ترافق مع قصف القوات الحكومية على مناطق في الحي، وفتح القوات الحكومية لنيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الحي.
ووقعت اشتباكات بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة في محور حي جوبر عند أطراف العاصمة، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، ترافقت مع استهدافات متبادلة بين الطرفين، ولا معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.
ولا تزال مستمرة عمليات إنقاذ المصابين بحالات خطرة، على خلفية التفجير العنيف الذي ضرب منطقة سوسيان القريبة من مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث ارتفع إلى 29 على الأقل عدد الأشخاص الذين استشهدوا وقضوا بينهم مقاتلين من المؤسسة الأمنية و"درع الفرات"، جراء تفجير سيارة مفخخة استهدفت منطقة المجلس العسكري والمؤسسة الأمنية في منطقة سوسيان الواقعة على بعد نحو نحو 8 كلم من مدينة الباب التي انسحب منها تنظيم "داعش" قبل أقل من 24 ساعة من الآن، ولا تزال أعداد من قضى واستشهد مرشحة للارتفاع لوجود عشرات الجرحى لا يزال عدد منهم بحالات خطرة.
وقصفت القوات الحكومية بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة مناطق في شمال وغرب مدينة حلب، بينما استمرت إلى ما بعد منتصف ليل الخميس الاشتباكات بوتيرة منخفضة عن سابقتها في الأطراف الغربية لمدينة حلب وضواحيها الغربية، ومحاور مدرسة الطبري وساحة الاسمنت بحي جمعية الزهراء ومحيط أرض الجبس غرب حلب، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، ترافقت مع تجدد القصف والاستهدافات المتبادلة بين الطرفين، وكانت القوات الحكومية تمكنت في الـ 72 ساعة الفائتة من تحقيق تقدم في في محور البحوث العلمية وسيطرته على نقاط في المنطقة وأرض الجبس والسيطرة على أجزاء واسعة منها، فيما تحاول تحقيق تقدم جديد على حساب الفصائل.
كما نشر المرصد السوري عند منتصف ليل الخميس أنه ارتفع إلى 32 عدد مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية ومقاتلي هيئة تحرير الشام الذين قضوا جراء غارات مكثفة نفذتها طائرات حربية مستهدفة أماكن في منطقة الراشدين وضواحي حلب الغربية، والتي ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف من القوات الحكومية على الأماكن ذاتها، فيما لا يزال عدد المقاتلين الذين قضوا مرشحاً للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة، ويشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الثلث الأخير من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2016 أن القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها استعادت السيطرة على كامل مدينة حلب باستثناء نقاط تسيطر عليها الفصائل وتتمركز فيها في حي جمعية الزهراء عند الأطراف الغربية لمدينة حلب، وحي الشيخ مقصود ومناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي وقوات سوريا الديمقراطية في الجزء الشمالي من مدينة حلب، وذلك بعد 1612 يوماً من سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية على القسم الشرقي من مدينة حلب، أي بعد 4 سنوات و5 أشهر، والتي بدأتها الفصائل في الـ 21 من شهر تموز / يوليو من العام الفائت 2012، بهجوم تحت قيادة الشهيد عبد القادر الصالح قائد لواء التوحيد، والذي بدأ بالسيطرة على حي مساكن هنانو ومناطق أخرى في القسم الشرقي من مدينة حلب، وتمكنها من فرض حصار على مناطق سيطرة القوات الحكومية في مدينة حلب، خلال النصف الأول من العام 2013، لحين تمكن إيران من مساعدة النظام على فك الحصار وإعادة فتح طريق حلب - خناصر، واستعادة السيطرة على بلدة السفيرة في ريف حلب الجنوبي الشرقي.
ويتواصل العطش في مدينة حلب، مع انقطاع المياه المستمر عن مئات الآلاف من قاطني المدينة، هذا العطش المستمر لليوم الأربعين على التوالي، دفع بعشرات آلاف المواطنين للالتجاء للوسائل البديلة، عبر شراء المياه أو نقل المياه إلى المنازل من الآبار المحفورة في شوارع وأماكن محددة بالمدينة، ومن آبار المسابح ووسائل أخرى تقي المواطنين من العطش، مع استغلال التجار والباعة لانقطاع المياه واستمرارهم في رفع أسعار المياه الصحية ومياه الشرب.
وتنقطع المياه المستمر عن نحو مليون ونصف المليون نسمة، لليوم الأربعين على التوالي جاء على خلفية قطع تنظيم "داعش" للمياه التي يتم استجرارها من نهر الفرات، حيث قطع التنظيم المياه من محطة الخفسة لتصفية المياه ومعالجتها في ريف حلب الشرقي، الأمر الذي خلق الاستياء لدى المواطنين في مدينة حلب، عقب قيام مسؤولين الحكوميين في المدينة بتبرير قطع التنظيم للمياه، وعزوا الأمر لانقطاع التيار الكهربائي المغذي للمحطة ولباقي محطات معالجة المياه في ريف حلب الشرقي، واتهم الأهالي سلطات النظام بالتذرع بهذه الأسباب، لعدم إثارة الرأي العام وخلق استياء جديد لدى المواطنين في المدينة تجاهها، بعد الاستياء العام الذي شهدته مدينة حلب، ولا تزال تشهده جراء عمليات "التعفيش" المتواصلة من قبل المسلحين الموالين للنظام لمنازل المواطنين ومتاجرهم وممتلكاتهم في المدينة وأطرافها.
وتوازت عملية انقطاع المياه من محطة الخفسة عن مدينة حلب، مع عملية عسكرية أطلقتها القوات الحكومية في الريفين الشرقي والشمالي الشرقي لمدينة حلب، في الـ 17 من كانون الثاني / يناير الفائت من العام 2017، تمكنت خلالها من تحقيق تقدم في عشرات القرى والمزارع على حساب تنظيم "داعش"، ووصلت إلى الأطراف الجنوبية لبلدة تادف في ريف الباب الجنوبي في ريف حلب الشمالي الشرقي وإلى نحو 5 كلم شمال دير حافر، بالتوازي مع عملية "درع الفرات" والقوات التركية نحو مدينة الباب وسيطرتها الخميس على المدينة وبلدتي بزاعة وقباسين.
وشهدت مدينة حلب شهدت منذ مطلع ديسمبر / كانون الأول من العام 2015 وحتى مطلع آذار / مارس من العام 2016، انقطاعاً للمياه القادمة من نهر الفرات عبر الخفسة وصولاً إلى مدينة حلب، ولم يتم إعادة ضخ المياه إلا بعد أن نفذت القوات الحكومية تعهدها للهلال الأحمر، بإصلاح محطة ضخ المياه في عين البيضا، والواقعة في ريف حلب الشرقي، والتي تضخ المياه إلى مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، مقابل سماح التنظيم بضخ مياه نهر الفرات نحو أحياء مدينة حلب، حيث اعتمد المواطنون حينها على الآبار التي تم حفرها في أحياء بالمدينة، والتي جف الكثير منها، نتيجة لاستخدامها بشكل مستمر من قبل المواطنين آنذاك.
ودارت اشتباكات بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة في محور حربنفسه بأقصى ريف حماة الجنوبي، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، إثر هجوم للأول على مواقع الأخير وترافقت مع استهدافات متبادلة بين الطرفين ومعلومات عن خسائر بشرية. ونفذت الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في بلدة اللطامنة وقرى الجابرية وتل هواش في ريف حماة الشمالي، دون أنباء عن إصابات.
وسمع دوي انفجار في الجهة الجنوبية لمدينة طرطوس بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، تبين أنه ناجم عن إلقاء قنبلة صوتية بالقرب من جسر المشاة في المنطقة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
واستهدفت القوات الحكومية قبيل منتصف ليل الخميس بالرشاشات الثقلية مناطق في بلدة إبطع بالقطاع الأوسط من ريف درعا، دون أنباء عن إصابات، بينما قتل وأصيب عدة عناصر من القوات الحكومية خلال اشتباكات يوم الخميس مع الفصائل في محور حي المنشية بمدينة درعا.
وتجددت الاشتباكات صباح الجمعة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جانب، وتنظيم "داعش" من جانب آخر في عدة محاور ببادية تدمر في ريف حمص الشرقي، مترافقة مع قصف جوي وصاروخي بالإضافة لاستهدافات متبادلة بين الطرفين، في محاولة من قبل القوات الحكومية استعادة ما خسرته خلال الفترة السابقة، في حين قصفت القوات الحكومية بعد منتصف ليل الخميس مناطق في قرية الغنطو في ريف حمص الشمالي، دون أنباء عن إصابات، في حين قتل عناصر من القوات الحكومية وأصيب آخرون بجراح، إثر استهدافهم من قبل تنظيم "داعش" في ريف حمص الشرقي.
وشنت الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في قرية تيرمعلة في ريف حمص الشمالي، دون أنباء عن إصابات، ترافق مع قصف القوات الحكومية على مناطق في القرية، ما أسفر عن أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
تتواصل أعداد الشهداء بالارتفاع نتيجة التفجير الذي ضرب ريف مدينة الباب، بالريف الشمالي الشرقي لحلب، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد مزيد من الأشخاص في منطقة سوسيان، ليرتفع إلى 42 على الأقل بينهم مقاتلين من المؤسسة الأمنية و"درع الفرات"، عدد الأشخاص الذين قضوا واستشهدوا حتى الآن جراء تفجير سيارة مفخخة استهدفت منطقة المجلس العسكري والمؤسسة الأمنية في منطقة سوسيان الواقعة على بعد نحو 8 كلم من مدينة الباب التي انسحب منها تنظيم "داعش" قبل أقل من 24 ساعة من الآن، ولا تزال أعداد الشهداء مرشحة للارتفاع لوجود مفقودين ووجود عشرات الجرحى لا يزال بعضهم بحالات حرجة،وسط محاولات لإنقاذهم.
وانقضت 6 أشهر من القصف التركي، الذي ترافق مع عملية أُطلق عليها مسمى "درع الفرات"، بدأت في الـ 24 من آب / أغسطس من العام الفائت 2016، بالسيطرة على مدينة جرابلس الحدودية عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، مستمرة حتى الـ 24 من شباط / فبراير الجاري، مع أول يوم من سيطرة "درع الفرات" على مدينة الباب وبلدتي بزاعة وقباسين، بعد أقل من 24 ساعة على انسحاب تنظيم "داعش" من مدينة الباب والبلدتين المجاورتين.
ووسعت القوات التركية التي تقود العملية مع الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في "درع الفرات"، نطاق سيطرتها لنحو 2400 كلم من ريف حلب الشمالي الشرقي، وتمكنت من الوصول إلى هدفها الرئيسي من العملية، بإنهاء حلم تشكيل "الفيدرالية" في الشمال السوري عبر قطع المنطقة التي كانت تنوي قوات سوريا الديمقراطية عبرها، وصل مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية في "مقاطعتي الجزيرة وكوباني مع مقاطعة عفرين"، حيث جرى التحرك التركي نحو مدينة الباب بعد ضوء أخضر روسي في أعقاب تهجير أكثر من 27 ألف مدني ومقاتل من مدينة حلب، لتتمكن القوات الحكومية من استعادة السيطرة بعدها على كامل مدينة حلب باستثناء مناطق في أطراف المدينة الغربية وضواحيها الغربية ومناطق سيطرة القوات الكردية وقوات سوريا الديمقراطية في الشيخ مقصود ومحيطها، وتوازى هذا التحرك التركي نحو الباب مع عملية عسكرية لالقوات الحكومية وصلت إلى أطراف بلدة تادف بعد السيطرة على قرية أبو طلطل لتنحرف بعدها القوات الحكومية مدعمة بكتائب المدفعية الروسية ونخبة حزب الله نحو السيطرة على طريق الباب - الطبقة والتوجه نحو دير حافر، وتبدأ القوات التركية والفصائل بهجوم ليل الـ 7 من شباط / فبراير الجاري من العام 2017 هجومها على مدينة الباب لحين سيطرتها على المدينة قبل أقل من 24 ساعة مضت، مع سيطرتها على بزاعة وقباسين بعد انسحاب تنظيم "داعش" منها إلى ريف الباب الجنوبي الشرقي عبر المساحات الترابية التي تركت له من قبل القوات التركية و"درع الفرات ومن قبل القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها.
وأكدت مصادر عدة موثوقة، للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات التركية عمدت إلى الانتشار في غالبية المناطق التي تخضع لسيطرة قوات "درع الفرات" في ريف حلب الشمالي الشرقي، وتمركزت في معظم المناطق هذه، وأكدت المصادر أن السعي التركي يجري حول التوصل إلى توافق مع أمريكا حول إشراك موالين لتركيا في إدارة مدينة منبج، وذلك في محاولة تركية لعدم التصادم مع التحالف الدولي والإدارة الأمريكية الجديدة، وكذلك لمنع استفراد مجلس منبج العسكري بالسيطرة على مدينة منبج الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث شهد ريف منبج الغربي في أوقات سابقة عمليات قتال عنيف جرت بين مجلس منبج العسكري والقوات التركية وفصائل "درع الفرات" قضى وقتل وأصيب خلالها عدد من مقاتلي الطرفين.
وتحدثت المصادر الموثوقة للمرصد السوري، عن عملية عسكرية مزمعة ضد قوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب الشمالي، حيث سيتولى العملية مجلس تل رفعت العسكري العملية مع مقاتلين محليين من أبناء ريف حلب الشمالي، على أن يجري تنفيذ هجمات تهدف إلى استعادة الفصائل السيطرة على المناطق التي خسرتها في العام الفائت 2016، لصالح قوات سوريا الديمقراطية، وأكدت المصادر أن تركيا تستغل وجود قوات سوريا الديمقراطية في ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي دون وجود خطوط إمداد تصلهم مع بقية مناطق سيطرتها في عين العرب (كوباني) والجزيرة، لدفع الفصائل إلى بدء المعارك معها بغية توسيع نطاق سيطرتها وتقليص مساحة سيطرة قوات سورية الديمقراطية.
ومضت هذه الأشهر الستة، وأتت بقتل جديد بحق أبناء الشعب السوري، وزادت مأساتهم مع ارتفاع أعداد الشهداء المدنيين والجرحى، من أطفال ومواطنات وشبان ورجال ومسنين، وأودى هذا الموت بقذائف المدفعية التركية وصواريخها وغارات طائراتها الحربية والمروحية ورصاص قناصتها، إلى ارتفاع الخسائر البشرية، مع زيادة المساحات المدمرة، من منازل المواطنين ومساكنهم التي حتى هي لم تبقَ لهم لتقيهم شر التشرد والنزوح.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أعداد الشهداء المدنيين نتيجة القصف التركي بالمدفعية والطائرات، على مراحل عدة ضُمِّنت في المجموع العام للشهداء المدنيين، حيث وثق استشهاد 497 مواطن مدني بينهم 122 طفلاً دون سن الثامنة عشر و79 مواطنة فوق سن الـ 18، جراء القصف من قبل القوات التركية وطائراتها على منطقة الباب ومدينتها، منذ دخول القوات التركية وقوات "درع الفرات" إلى سوريا في الـ 24 من آب / أغسطس من العام الفائت 2016، ويتضمن المجموع السابق للخسائر البشرية 444 مدني على الأقل، بينهم 96 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و59 مواطنة فوق سن الـ 18، استشهدوا جراء القصف التركي على مدينة الباب وريفها وبلدتي بزاعة وتادف، منذ الـ 13 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، تاريخ وصول عملية "درع الفرات" لتخوم مدينة الباب.
ويتضمن المجموع العام للخسائر البشرية في منطقة الباب 353 شهيداً مدنياً بينهم 87 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و55 مواطنة وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهادهم في القصف من قبل القوات التركية والطائرات الحربية التركية، على مناطق في مدينة الباب ومناطق أخرى في بلدتي تادف وبزاعة وأماكن أخرى في ريف الباب، منذ الهزيمة الأولى للقوات التركية في الـ 21 من كانون الأول / ديسمبر الفائت من العام 2016. ومن بين مجموع الخسائر البشرية كذلك 124 شهيد مدني بينهم 38 طفلاً دون سن الـ 18، بالإضافة إلى 27 مواطنة، قضوا جميعهم منذ الهجوم الأخير الذي بدأ ليل الـ 7 من شباط الجاري، جراء القصف من قبل القوات التركية والغارات التي نفذته الطائرات التركية على المدينة.
وارتفعت وتيرة هذه الضربات الجوية والمدفعية، بعد أول هزيمة تلقتها القوات التركية على يد التنظيم، أسفرت عن إصابة أكثر من 3250 شخصًا بجراح متفاوتة الخطورة، بعضهم تعرض لإعاقات دائمة، فيما تشهد مدينة الباب دمارًا في مساحات واسعة من الأبنية والمرافق العامة وممتلكات المواطنين، جراء هذا القصف المتواصل، على المدينة التي يقطنها عشرات آلاف المواطنين الذين تركوا لمصيرهم بين قذائف القوات التركية و"درع الفرات" ومعيشتهم في مناطق سيطرة تنظيم "داعش".