القاهرة ـ شيماء عصام
بدأ رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، جولة موسعة في محافظة شمال سيناء اليوم (الثلاثاء)، وعقد اجتماعاً في الكتيبة العسكرية 101 بمدينة العريش، في زيارة ربما تحمل دلالات في وقت مشوب بالتوتر على الجانب الفلسطيني من الحدود. ويرافق رئيس الوزراء في الزيارة عدد من الوزراء، ومحافظ شمال سيناء محمد عبد الفضيل شوشة، ورئيس اتحاد قبائل وشيوخ سيناء، وعدد من أعضاء مجلس النواب.
وقال مدبولي في كلمته إن الإرهاب كان منتشراً في سيناء، مؤكداً أن هناك قراراً استراتيجياً للرئيس السيسي هو تنمية سيناء، على كل الأصعدة، حتى لا يستطيع أحد أن يجعل هذا المكان مطمعاً له. وأضاف أن «تهديد مصر ومحاولة النيل منها عبر التاريخ أتى من هذه المنطقة»، مؤكداً أن «مصر لن تسمح أبداً أن يُفرض عليها أي وضع، ولن نسمح بحل أو تصفية قضايا إقليمية على حسابنا».
وشدد مدبولي في كلمته على الاستعداد لبذل ملايين الأرواح، كيلا يقترب أحد من أي ذرة رمل بهذه المنطقة، في إشارة إلى سيناء.
ومن جانبه، صرح قائد الجيش الثاني الميداني المصري قائلاً: «نحافظ على أعلى درجات الاستعداد والجاهزية لتنفيذ أي مهام توكل إلينا لحماية أمن مصر القومي من الاتجاه الشمالي الشرقي». ومن المقرر، وفقاً لمصادر مطلعة، أن يزور مدبولي والوفد المرافق له معبر رفح الذي يربط بين مصر وقطاع غزة.
على الرغم من نفي مكتبه أمس، جدية ما تسرب عن وجود خطة أو اقتراح استخباراتي من أجل نقل المدنيين في قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى "مخيمات" في شبه جزيرة سيناء المصرية، لكن يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينشط خلف الكواليس لتنفيذ الأمر.
وأفادت مصادر مطلعة أن نتنياهو "يسعى إلى إقناع القادة الأوروبيين بالضغط على مصر لقبول اللاجئين من قطاع غزة".
وذكرت تلك المصادر "المطلعة على المناقشات" أن "هذا المقترح قدمته عدة دول، من بينها التشيك والنمسا، في مناقشات خاصة خلال قمة زعماء الاتحاد الأوروبي يومي الخميس والجمعة الماضيين"، وفق ما نقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية. إلا أن "الدول الأوروبية الرئيسية، لا سيما فرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى المملكة المتحدة، رفضت هذا الاقتراح ووصفته بأنه "غير واقعي"، مشيرة إلى "مقاومة المسؤولين المصريين المستمرة لفكرة قبول اللاجئين من غزة حتى على أساس مؤقت".
ومنذ الأيام الأولى للحرب التي تفجرت في السابع من أكتوبر إثر الهجوم المباغت الذي شنته حماس على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، حذرت مصر من التهجير القسري للفلسطينيين من غزة إلى سيناء.
وقد تصاعدت تلك المواقف مع دعوة القوات الإسرائيلية سكان شمال غزة للنزوح إلى الجنوب وعدم العودة ما لم يتم إبلاغهم بذلك. يذكر أن المخاوف المصرية حول سيناء ليست بجديدة بل تعود إلى سنوات خلت، إلا أنها تطفو في كل مرة يشهد قطاع غزة حربا جديدة.
لا سيما أن مشروع ما يعرف بـ "غزة الكبرى" هو مخطط قديم سبق أن طرحه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي آنذاك جيورا آيلاند عام 2004، وهو إقامة "دولة غزة الكبرى" بحيث تقتطع مساحة من غزة لإسرائيل، وتُضم مساحة من سيناء لغزة. ووفقا لمشروع آيلاند هذا، فإن القطاع بحاجة إلى أن تزيد مساحته بواقع ثلاثة أضعاف، لذا اقترح المسؤول السابق ضم 600 كيلومتر مربع من سيناء للقطاع، وفق ما يوضح عدة مراقبين ومحللين مصريين.
قد يهمك أيضا
رئيسا وزراء مصر والعراق يستعرضان في القاهرة مشروع الربط الكهربائي عبر الأردن