الرباط - سناء بنصالح
احتضنت الرياض، أعمال الملتقى الثالث للمنظمات الدولية الإيسيسكو والألكسو ومكتب التربية العربي لدول الخليج.
وأشاد عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو في كلمة له، بهذه المبادرة التي قال إنها جاءت لتعزيز التعاون والتكامل بين المنظمات الثلاث، لما فيه تحقيق الأهداف المشتركة للدول الأعضاء.
وأشار إلى أن القواسم المشتركة بين المنظمتين الإسلامية والعربية، الإيسيسكو والألكسو، وبين مكتب التربية العربي لدول الخليج، تتجلى أوضح ما يكون، في الأهداف الرئيسة التي تنـصُّ عليها مواثيقها، وتؤكدها برامج العمل والأنشطة والمشروعات التي تقوم بتنفيذها، خصوصاً ما يتعلق منها بقطاع التربية والتعليم الذي وصفه بأنه الأساس في العمل الذي تنهض به، كـلٌّ في نطاق اختصاصاته، والقاعدة التي يقوم عليها العمل في قطاعَي الثقافة والعلوم، موضحاً أن التربية تَـتَـصَدَّرُ المجالات الثلاثة، باعتبارها أهـمَّ ركيزة يستند إليها العمل المتعدد الجوانب المتكامل الحقول، الذي تقوم به المؤسسات التعليمية كافة على اختلاف مستوياتها، في بناء الإنسان ونماء الأوطان.
وأضاف قائلًا : "إذا كانت الثقافة هي قاطرة للتنمية الاجتماعية، وكانت العلوم هي رافعة للتنمية الاقتصادية، فإنَّ التربية هي جماع الأمر كـلِّه، ومركز الثـقل في بناء المجتمع وإنمائه وتقدمه وازدهاره، وهو الهدف الذي من أجله تَـتَـضَافَـرُ جهودُنا، كـلٌّ في المجال الحيويّ الذي يعمل فيه، ويَـتَـنَامَى التعاون فيما بيننا، لضمان المصالح العليا للدول الأعضاء في الميادين التي تدخل ضمن اختصاصاتنا".
وذكر المتحدث ذاته أنَّ التعاون والشراكة لضمان جودة التربية وملاءمتها للمتغيرات التي يعرفها العالم، وتجديد العملية التعليمية بكل التفصيلات المرتبطة بها، هما ضرورة حيوية ومن متطلبات تطوير المنظومة التربوية من النواحي كافة، بقدرما يندمج هذا التعاون الذي يتطور فيصل إلى مستوى الشراكة، في صميم الأمن القومي، في مدلولاته الشاملة ومفاهيمه العميقة.
وبيَّـن التويجري أن العالم الإسلامي بصورة عامة، يمـرّ بمرحلة دقيقة تَـتَـصَاعَـدُ فيها حـدّةُ التحديات والمخاطر التي تواجه المجتمعات العربية الإسلامية في أمنها، وفي سيادة دولها واستقلالها، والتي باتت تهدد استقرارها الاجتماعي نتيجة لتَـفَاقُـم أزمة الهويات، من جـرّاء تنامي نزعات التطرف والتشدّد والانحراف عن مسار الاعتدال والوسطية اللذين هما من خصائص الدين الإسلامي الحنيف، ونظراً إلى تردي الأحوال الاقتصادية لدى غالبية الدول الأعضاء، واضطراب حبل الاستقرار بسبب النزاعات المسلحة والاحتلال الأجنبي في بعض الدول العربية، مما تنعكس آثاره المدمرة على التعليم والثقافة بصفة عامة.
وأوضح أن تعزيز العمل العربي الإسلامي المشترك في مجال ضمان جودة التربية وتجديد المنظومة التعليمية وترسيخ ثقافة الوسطية والتسامح والعدل، هو قضية حيوية على قدر كبير من الأهمية. مشيراً إلى أن مؤتمر الإيسيسكو الأول لوزراء التربية، الذي عقد في شهر أكتوبر الماضي في تونس العاصمة، اعتمد الصيغة المعدلة لاستراتيجية تطوير التربية في العالم الإسلامي، التي قال إنها خريطة طريق لتعزيز العمل التربوي الإسلامي المشترك في مجالاته كافة، سعياً وراء ضمان الجودة والملاءمة في المنظومة التعليمية.
وذكر أن هذه الاستراتيجية التي اعتمدها وزراء التربية في الدول الأعضاء في الإيسيسكو، هي استراتيجية شاملة للدول الأعضاء في المنظمتين الإسلامية والعربية وفي مكتب التربية العربي لدول الخليج، داعياً إلى إيلاء أقصى الاهتمام للعمل بالتوجّهات العامة لهذه الاستراتيجية من أجل الوصول إلى مستوى عالٍ من التعاون على صعيد تطوير التربية وتجويدها، بحيث تكون هي القاعدة الصلبة الراسخة لتنفيذ المشروع الحضاري العربي الإسلامي، الذي يهدف إلى بناء الإنسان على قواعد تربوية وثقافية سليمة، حتى يكون مواطناً صالحاً محصَّناً ضد التطرف، ومجنداًَ لخدمة وطنه، ومسخراً للارتقاء بمجتمعه، ومتشرباً للقيم الإسلامية، ومتسامحاً متحلياً بروح المواطنة، ومندمجاً في محيطه، ومنفتحاً على عصره، ونائياً بنفسه عن كل ما فيه إضرارٌ بالمصالح العليا للدولة التي ينتمي إليها، ويساهم، من موقعه وحسب استطاعته، في تقدمها وازدهارها.