الدار البيضاء ــ جميلة عمر
تعرض موظف جماعي في مصلحة صيانة البنايات، التابعة لمقاطعة الحي الحسني، في الدار البيضاء، لاعتداء همجي، حيث تعرض لكسر في الأنف وكدمات وجروح في مختلف أنحاء جسمه، على يد شرطي فرنسي من أصول مغربية، يقضي عطلته السنوية برفقة أربعة من أفراد من عائلته، خيث نُقل الموظف إلى مستشفى ابن رشد، ولم يغادرها إلا خلال الساعات الأولى من صباح السبت .
وانتقلت عناصر الأمن المغربي إلى مكان الضحية للاستماع إليه، حيث صرح بأنه يزاول مهامه في مصلحة عمومية، بجوار مرأب لغسل السيارات تملكه عائلة الشرطي، وفي الثالثة والنصف مساءً حاول مغادرة مقر المصلحة على متن سيارته، إلا أنه وجد سيارة أخرى متوقفة تعرقل طريقه، فاستخدم المنبه إلى أن جاء صاحبها، وهو والد الشرطي، الذي لم يستسغ استعجاله لسحب السيارة من المكان، ليوجه سبابًا إلى الموظف، فما كان من الأخير إلا أن رد على ذلك بالمثل، لينشب خلاف بين الاثنين، ويستدعي الأب أبناءه، الذين اعتدوا على الموظف.
وتجمع المارة حول المشهد، محاولين تخليص الضحية من المهاجمين، إلا أنهم لم يفلحوا بسبب حالة الهيجان التي كانوا عليها، ما تسبب في سقوط الضحية، واستدعاء سيارة الإسعاف من قبل زملاء الموظف، وما إن شاهد أقارب الشرطي سيارة الإسعاف تحمل الضحية حتى هرولوا مسرعين إلى مصلحة الأمن، في محاولة لاستباق تقديم شكوى، إلا أن حيلتهم لم تنطل على رجال الأمن، خصوصًا بعد جمع المعلومات الكافية والانتقال إلى مستشفى ابن رشد، لمعاينة الضحية والاعتداء الذي تعرض له
وأخطرت عناصر الشرطة، التابعة لمنطقة الحي الحسني، وكيل الملك بالحادث، ليتقرر سحب وثائق الشرطي لمثوله من جديد، صبيحة الأحد، للتحقيق معه بشأن الحادث، والكشف عن مختلف المتورطين فيه، بمن فيهم الأب.
ومن جهة أخرى، أرسلت الإدارة التي ينتمي إليها الموظف تقريرًا عن الواقعة إلى عامل المقاطعة، لاتخاذ اللازم بخصوص الاعتداء على موظف أثناء مزاولته مهامه، وتعرضه للضرب والجرح. ولم يغادر الضحية المستشفى إلا في الساعات الأولى من صباح السبت، بعد تلقيه العلاج، فيما لقي تضامنًا كبيرًا من موظفي المقاطعة، الذين عم الاستياء بين صفوفهم، كما طالبوا بتوفير الحماية لهم، خصوصًا أن تعرضهم للاعتداء بات أمرًا معتادًا.
وأوضحت مصادر مطلعة أن عائلة الشرطي، بعد أن أدركت خطورة الوضع، سعت إلى محاولة استمالة الموظف إلى الصلح، فيما يُنتظر أن تحسم الشهادة الطبية مصير المعتدين.