الرباط - رشيدة لملاحي
اندلعت حرب جديدة بين الأمين العام لحزب "الاستقلال" المغربي، حميد شباط، ومعارضيه بزعامة صهر حمدي ولد الرشيد، النعم ميارة، الكاتب العام للتنظيم النقابي الجديد المنشق عن الاتحاد العام العمال، حيث استفزّ لقاء شباط بالكاتب العام للنقابة، في الدار البيضاء، محمد كافي الشراط، المنشقين، الذين اعتبروه تحايلاً، من خلال عقده اجتماع حزبي تحول إلى مؤتمر جهوي للاتحاد العام للعمال، بشكل غير قانوني.
وصعّد ميارة هجومه ضد زعيم حزب "الميزان"، مهددًا إياه باللجوء إلى القضاء، بدعوى عقده اجتماعًا حزبيًا، تحول إلى مؤتمر جهوي للاتحاد العام للعمال. وهاجم الكاتب العام للتنظيم النقابي الجديد شباط، قائلاً: "لا يمكنه أن يرأس الاجتماعات النقابية إلا بدعوة من الكاتب العام، وهو الشيء الذي لم يحدث". وشدد ميارة، في بيان له، على أن شباط، من خلال هذا الموقف، يضع نفسه طرفًا في أزمة لم تعد قائمة، حيث حددت القواعد النقابية توجهاتها في المؤتمر الوطني الاستثنائي، المنعقد، الأحد الماضي، في الرباط، والذي أفرز قيادة جديدة.
وأشار ميارة إلى أن قيادة الاتحاد العام تأسف لما وصل إليه الأمين العام من تخبط، أدّى به إلى زرع التفرقة في الحزب، واستخدامها من أجل تطلعات شخصية ضيقة، لن تفيد الاستقلاليين في شيء. وأضاف ميارة، المحسوب على جناح معارضي شباط، أن التنظيم النقابي حريص كل الحرص على وحدة الحزب، ولن يكون طرفًا في نزاع يريد الأمين العام للحزب إقحامه فيه، واصفًا تدخلات الأمين العام بأنها "عمل تخريبي".
وأوضح أنه يحتفظ لنفسه بالرد المناسب، واتخاذ الإجراءات القانونية، مؤكدا أن حميد شباط عليه أن يتحمل مسؤوليته التاريخية في الحفاظ على وحدة الحزب، وأن يدعم التوجه الجديد للنقابة، ممثلاً في شرعية المؤتمر الوطني الاستثنائي، وما خرج به من نتائج.
وعادت خلافات قيادات حزب "الاستقلال" إلى الواجهة من جديد، رغم تنازل الأمين العام للحزب، وتعديل قوانين الترشح للأمانة العامة، عقب الحديث عن الصلح والسعي إلى الحفاظ على وحدة الحزب، إلا أن انقلاب قادة بارزين في نقابة الحزب، وتأسيسها تنظيمًا نقابيًا جديدًا، أربك حسابات أنصار حميد شباط.
ويذكر أن معارضي شباط وجهوا اليه صفعة قوية، بانتخاب النعم ميارة، صهر القيادي حمدي ولد الرشيد، كاتبًا عاما للنقابة خلال المؤتمر الاستثنائي للاتحاد العام للعمال في المغرب. واستطاع التنظيم النقابي الجديد استقطاب عدد من القيادت النقابية للحزب.
وكشفت مصادر مطلعة عن أن منافسي زعيم حزب "الاستقلال" سيحرمون تنظيمه النقابي من الدعم الذي تمنحه الدولة للنقابات، بسبب ظهور الخلافات الجديدة، وانقسام نقابة الاتحاد العام للعمال إلى تنظيمين.
وفي المقابل، ترأس الأمين العام للحزب مؤتمرًا استثنائيًا آخر، حيث اتخذ قرارًا بوقف قيادات حزبية، وإحالتها إلى لجنة التأديب. كما يذكر أن حمدي ولد الرشيد، والنعم ميارة، وعبد السلام اللبار، إلى جانب قياديات نقابية أخرى، أطلقوا حملة للحصول على توقيعات ثلثي أعضاء المجلس العام للنقابة، وهو ما نجحوا فيه لتنظيم المؤتمر الاستثنائي، في أحد فنادق الرباط.
ويشار إلى أن شباط وافق، بعد معارك مع معارضيه، على تعديل مادتين من القانون الأساسي للحزب، لوضع حد للخلافات الداخلية، بمصادقة أعضاء المجلس الوطني على مقترح بتعديل المادتين 91 و54 من النظام الأساسي للحزب، يسمح بفتح الترشح لانتخابات الأمانة العامة أمام كل أعضاء المجلس الوطني، باقتراع سري بأغلبية الأصوات، بشرط أن يكون المرشح سبقت له العضوية في اللجنة التنفيذية، مرة واحدة على الأقل، معلنًا أن عضوية اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام فتحت أبوابها أمام كل أعضاء المجلس الوطني.