الجزائر – ربيعة خريس
أعادت محاولات اختراق الحدود الشرقية الجزائرية, من طرف أشخاص ليبين مجهولين, مخاوف جدية بشأن التهديدات الأمنية التي تواجهها الجزائر على حدودها مع ليبيا، والتي أصبحت مرتعًا وملاذًا لعناصر تنظيم "داعش" والقاعدة في بلاد المغرب العربي الإسلامي.
وكشفت البيانات الأخيرة للعمليات العسكرية للجيش الجزائري, عن جهد عسكري كبير يقوم به في مناطق الجنوب والصحراء, وتمشيط كامل للمناطق الحدودية القريبة من بؤر التوتر كليبيا ومالي والنيغر, وأفادت الأرقام الأخيرة التي كشفت عنها وزارة الدفاع الجزائرية عن محاولة 14 ليبيًا اختراق الحدود الجزائرية في ظرف شهر تقريبًا, وتم تسجيل أول محاولة اختراق نهاية شهر مايو / آيار الماضي, حيث أحبط الجيش الجزائر عملية اختراق التراب الجزائري من طرف مجموعة ليبية تتكون من تسعة أشخاص كانوا على متن مركبة رباعية الدفع قادمة من الأراضي الليبية, وأحبطت قوات الجيش في منطقة جانت، التابعة لمحافظة إيليزي، على الحدود الجزائرية مع ليبيا، محاولة اختراق الحدود الوطنية من قبل مركبة رباعية الدفع، قادمة من الأراضي الليبية، كان على متنها خمسة أشخاص، لم تكشف وزارة الدفاع الجزائرية عن هويتهم وتم إخضاعهم لتحقيقات معمقة.
وكثفت القيادة العسكرية للجيش الجزائري زياراتها الميدانية إلى الوحدات العسكرية المرابطة في المحافظات التي تقع أقصى جنوب الجزائر, في ظل استمرار التوتر على الحدود الليبية, وأشرف قائد أركان الجيش الجزائري, الفريق أحمد قايد صالح, منذ شهر مارس / آذار الماضي على مناورات عسكرية وتمارين تكتيكية شهدت بروز أسلحة حربية متطورة كدبابة " بلز 45 ", وحملت هذه المناورات رسائل سياسية مباشرة مفادها استعداد الجيش الجزائري لدرء أية مخاطر محتلمة على حدودها الشرقية مع الجارة ليبيا.
ومنذ عام 2014 نشرت القيادة العسكرية للجيش الجزائري, أكثر من 45 ألف جندي وتم توزيعهم على نقاط التماس الحدودية, وذلك لمراقبة الحدود ومحاربة التنظيمات المتطرفة التي تنشط في الحدود الصحراوية المترامية, تفاديا لتكرار سيناريو الذي شهدته الجزائر بتاريخ 13 يناير/كانون الأول 2013, حيث تمكنت مجموعة مسلحة من التسلسل إلى داخل الحدود الوطنية والوصول إلى منطقة عين اميناس في محافظة ايليزي على الحدود الجزائرية الليبية واقتحمت المنشأة النفطية " تقنتورين " واحتجزت حسب معطيات رسمية قرابة 700 من العمال والموظفين الجزائريين والأجانب.
وبالمقابل شددت السلطات الجزائرية مراقبتها على الحدود الجنوبية مع مالي والنيجر وموريتانيا, وأفادت الأرقام الأخيرة التي كشفت عنها وزارة الدفاع الجزائرية عن العثور على مخابئ للأسلحة في محافظة تمنراست على الحدود مع مالي والنيغر كما تم القضاء خلال الساعات القليلة الماضية بنفس المنطقة على متطرفين يرجح انتمائهم لجبهة " أنصار الإسلام والمسلمين " التي تم الإعلان عن ميلادها حديثا, واسترجع الجيش الجزائري خلال هذه العملية النوعية أربع قطع أسلحة وكمية من الذخيرة, وبعدها مباشرة كشف بيان لوزارة الدفاع أن متطرف سلم نفسه للسلطات العسكرية بالمنطقة ذاتها.
وتزامنا مع هذه العمليات قام قائد أركان الجيش الجزائري, الفريق أحمد قايد صالح, بزيارة تفقدية للوحدات العسكرية المرابطة في منطقة تمنراست، حيث أكد أن وحدات الجيش الجزائري تبذل قصارى جهدها لحماية الجزائر من مصادر التهديد المختلفة الأوجه والمتعددة الأبعاد، واتخذت قيادة الجيش الجزائري إجراءات صارمة لفرض رقابة مكثفة على حدود الجزائر مع مالي والنيجر خوفا من تسلل متطرفين ضمن قوافل المهاجرين أو استغلالهم, وسبق وأن أبدت وزارة الدفاع تخوفها في ملتقى حول " هجرة الأزمات والأمن الجهوي " احتضنته الجزائر شهر فبراير / شباط الماضي تخوفها من استغلال المهاجرين من طرف المتطرفين ومدبري الجريمة المنظمة, الذين أصبحوا يشكلون خطر على أمن واستقرار المنطقة, وأصبح موضوع الهجرة غير الشرعية تشكل مصدر قلق كبير لعديد من الدول.