الرباط - المغرب اليوم
أصبحت الاعتداءات المتكررة التي تطال شاحنات نقل البضائع والسلع والمواد الاستهلاكية في منطقة "الكركارات" تثير استياء المهنيين بالمجال، بالنظر إلى الاعتداءات اللفظية والجسدية والاستفزازات التي تسم عملية عبور السائقين بشكل يومي؛ وهو ما تسبب في إغلاق المعبر الحدودي في وجه المنتجات المغربية الموجهة إلى التصدير، من خضر وفواكه مواد طازجة، ما أدى إلى إتلافها وضياعها.
وأفادت مصادر مهنية، بأن حركة مرور الشاحنات بالمعبر الحدودي توقفت لمدة تصل إلى عشرة أيام، مشيرة إلى أن ما يزيد عن 800 شاحنة مغربية تتوجه صوب إفريقيا جنوب الصحراء عبر معبر "الكركارات"، كانت تتعرض لاعتداءات يومية من لدن ما أسمته بـ "تجار المخدرات والتهريب".
وأوضحت المصادر عينها أن وضعية عبور البضائع والسلع من وإلى الدول الإفريقية شهدت انفراجاً نسبيا خلال اليومين الماضيين، داعية الحكومة إلى "التدخل الفوري من أجل حماية السائقين المهنيين من الاعتداءات، من خلال تعويض المتضررين ضحايا هذه الاعتداءات"، لافتة إلى "مسؤولية بعثة الأمم المتحدة لمراقبة المعبر الحدودي".
في هذا الصدد، قال مصطفى شعون، الكاتب العام المركزي للمنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعددة الوسائط، إن "الحكومة صامتة تجاه إشكال الكركارات؛ لأن السائقين المهنيين تضرروا كثيرا بسبب هذه الاعتداءات"، مشيرا إلى أن "المقاولات الصغرى والمتوسطة هي المتضرر الأكبر من العملية".
وأضاف شعون، أن "المعاملات التجارية التي تقوم بها هذه المقاولات تندرج ضمن التوجهات الإستراتيجية للملك، المتمثلة في إرساء مبادئ التعاون جنوب-جنوب"، مستغربا "صمت وزارتي الداخلية والخارجية تجاه الموضوع طيلة عشرة أيام".
وأكد الفاعل المهني أن "السائقين عانوا من ظروف غير إنسانية خلال هذه المدة، بحيث نسجل غياب المراحيض والطعام وغيرها من الخدمات الأساسية، إلى جانب إتلاف السلع الموجهة للاستهلاك، دون إغفال الاعتداءات اللفظية والجسدية التي يتعرضون لها بشكل يومي".
"قدمنا مقترحا إلى الحكومة بإنشاء محطة لوجستيكية في منطقة بئر كندوز، التي تبعد عن المعبر الحدودي بثمانين كيلومترا، ما من شأنه توفير شروط السلامة والمراقبة لسائقي الشاحنات، علاوة على تشييد مركز صحي بالمحطة عينها لإجراء الفحوصات الطبية"، يردف المتحدث نفسه، الذي شدد على أن "هذه المقاولات تنفذ التوجه الملكي بالانفتاح على إفريقيا".
قد يهمك أيضاً :