الداخلة : جميلة عمر
عادت السفن المحملة بـ المخدرات والمتجهة إلى جنوب إسبانيا تعود إلى الواجهة، وبدأت عملية مفر مكر بين رجال الأمن و أباطرة المخدرات تعود من جديد إلى الواجهة. فحسب مصدر أمني، أن الأجهزة الأمنية الإسبانية تمكنت، صبيحة أمس السبت من حجز سفينة محملة بـ18 طنا من "الحشيش" في ميناء ألميرية، آتية من شمال المغرب. كما حجز الحرس المدني الإسباني في مدينة "قاديس" قبلها بيوم 5.2 أطنان من "الحشيش"، وتوقيف 25 شخصا، والكشف عن هويات 45 آخرين في حالة فرار، متهمين بالعمل مع منظمات تهريب الحشيش من شمال المملكة المغربية ، صوب الجنوب الإسباني، كما تم كذلك، حجز 14 قاربا، و3 جرارات، و3 دراجات مائية سريعة، و13 سيارة، والكثير من الهواتف والوثائق.
واعتبر المصدر الأمني، أن السلطات الإسبانية متخوفة من عودة تهريب الحشيش من جديد إلى الواجهة، مؤكدا أن كل من السلطات الأمنية الإسبانية والمغربية مشددين المراقبة على عرض سواحل المملكتين. وخلال الأسبوع الماضي حسب نفس المصدر، تمكنت مصالح الحرس المدني الإسباني بتنسيق مع الأجهزة الأمنية المغربية من تفكيك شبكة دولية تنشط بين المغرب وإسبانيا مختصة في التهريب الدولي للمخدرات باستخدام طائرات مروحية ودراجات مائية، واعتقل في إطار هذه العملية النوعين 16 متهما وحجز كمية 240 كيلوغرام من "الحشيش".
وأفاد مصدر مطلع أن الطائرات التي حجزت لها إمكان التحليق على علو منخفض للإفلات من رادارات المراقبة وكذلك تحديد أماكن وجود قوات الجيش ووحدات المراقبة الجوية وأطلق على هذه العملية التي جرت بتنسيق مشترك بين الدرك الملكي المغربي والحرس المدني الإسباني عملية "“اتريزا". وحسب المصادر نفسها فإن الدرك الملكي بناء على معلومات توصل بها من الحرس المدني الإسباني نجح في بداية العملية في اعتقال إسبانيين في غابة بين العرائش وطنجة يوجد بها مهبط لطائرات التهريب، وبعد ذلك انتقل ضابط من الدرك الملكي إلى مقر إقامة أحد الإسبانيين بطنجة في عمارة بالقرب من فندق أطلس حيث عثر على كمية من الحشيش ثم إلى شقة أخرى في شارع باستور.
ثم انتقل الدرك بعد ذلك إلى قاديس الإسبانية ونجح برفقة عناصر من الحرس المدني الإسباني بعد مداهمة 12 ورشة تابعة لمافيا التهريب في اعتقال 13 عنصرا إسبانيًا من أفراد الشبكة حجز 4 طائرات تستخدم في التهريب، وللإشارة فقد ارتفعت في الآونة الأخيرة عمليات تهريب المخدرات من الأجواء المغربية نحو إسبانيا عبر طائرات صغيرة ومروحيات، إذ تتم العملية في دقائق معدودة. وتنزل هذه الطائرات التي يكون فيها ربان واحد في مناطق مختلفة من شمال المغرب خاصة منطقة القصر الصغير وحد الغربية والسطيحات ومنطقة واد لاو وسيدي قاسم القريب من منطقة أشقار وكذلك منطقة مولاي بوسلهام والعرائش، وعادة ما تكون هذه المحطات قريبة جدا من البحر، وفي ظرف أقل من دقيقتين، حيث تكون عصابات في الانتظار يتم تحميل الطائرة بالمخدرات التي لا تتعدى 300 كلغ وتعود الى الأجواء الإسبانية. وعندما تعود هذه الطائرات الصغيرة إلى إسبانيا تنزل في نقط معينة ويتم تحميلها مباشرة في شاحنات كبرى لإخفائها عن الحرس المدني. ولا تتعدى المسافة التي تقطعها هذه الطائرات 200 كلم ذهابا وإيابا.