لندن - كاتيا حداد
كلفت جهود رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليائسة لإعادة التفاوض على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي 20 ألف جنيه استرليني للطائرات والفنادق لوحدها. وكشفت الحكومة البريطانية عن تفاصيل جديدة من المعركة الدبلوماسية التي قادها رئيس الوزراء وفريقه من مساعديه في القارة العجوز.
واتفق قادة الاتحاد الأوروبي في 19 شباط/فبراير على حزمة من مطالب بريطانيا، ولكنها لن تُنفَّذ بعد الاستفتاء التاريخي الذي حصل يوم 23 حزيران/يونيو. وفي أقل من ستة أسابيع بين كانون الثاني/يناير ومنتصف شباط/فبراير، زار كاميرون كلًا من بافاريا وبودابست ودافوس وبراغ وبولندا والدنمارك وهامبورغ وباريس وبروكسل ثلاث مرات.
<img alt="تحرُّك دايفيد كاميرون لدى العواصم الأوروبية تكلِّف الحكومة 20 الف جنيه استرليني""تحرُّك دايفيد كاميرون لدى العواصم الأوروبية تكلِّف الحكومة 20 الف جنيه استرليني" "="" واحدة="" من="" جولات="" ديفيد="" كاميرون="" أثناء="" حفل="" العشاء="" مع="" انجيلا="" مبركل="" في="" هامبورغ.="" data-cke-saved-src="http://www.almaghribtoday.net/img/upload/223.gif " src="http://www.almaghribtoday.net/img/upload/223.gif" style="height: 350px; width: 590px;">
واستخدم كاميرون في رحلته الطيران الملكي التابع لوزارة الدفاع، وهي طائرات صغيرة لنقل كبار الشخصيات في العالمز ورافقه حوالي 11 مسؤولًا في كل مرة، وكلفت فاتورة النقل والطعام والسكن والرحلات 18 ألف جنيه استرليني، وهذه فاتورة كاميرون فقط، ولا تشمل موظفيه، ولا تشمل النفقات أشياء أخرى مثل اصلاح الطائرة وأمور أخرى. وأشارت الحكومة الى أن هذه النفقات كانت ستصرف سواء أخذ كاميرون الطائرة أم لا. وكانت أغلى الجولات الدبلوماسية الى "دافوس" حيث القى خطابا ناشد فيه بإصلاح في الاتحاد الاوروبي، والى براغ حيث أجرى محادثات مع المسؤولين هناك. وكلفت رحلته التي استمرت ثلاثة أيام 9214 جنيهًا استرلينيا.
وصرح كاميرون بأن "اعادة التفاوض في زيارته أعطت بريطانيا وضعًا خاصًا لها في الاتحاد الاوروبي والحد من الهجرة". ولكن النقاد بما في ذلك من داخل حزبه وصفتها بالصفقة الخفيفة، وقال المشككون في الصفقة إنها غير ذات صلة لأنه لم يطلب أي تغييرات في حرية التنقل أو اعادة الصلاحيات الى بريطانيا، في حين أن آخرين قالوا أن كاميرون وعد بالحصول على نصف رغيف ولكنه عاد مع فتات، وبعد ذلك أعلن كاميرون انه سيقوم بحملات في الاتحاد الاوروبي بينما قال مايكول غوف وبرويس جونسون انهما سيدعمان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.
وأصر رئيس المفوضية الاوروبي جان يونكر عشية الاستفتاء التاريخي أن كاميرون استطاع أن يحصل على أقصى شيء مما طلبه، وأن الاتحاد الاوروبي اعطاه أعلى ما يستطيع تقديمه، وأشار " لذلك لن تكون هناك اعادة تفاوض ولا حتى على الاتفاق الاخير الذي جرى في شباط/فبراير و حتى على أي نوع من المعاهدات."
وتعرَّض كاميرون الى اتهامات بالتعبئة السرية لدعم بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، بينما هو يعيد التفاوض على عضويتها في الاتحاد، ونوقشت بعض الاستراتيجيات في رسالة من رئيس سيركو روبرت سومز أرسلها الى كاميرون قبل 11 يومًا في الصفقة لإعادة التفاوض الاخير مع الاتحاد الاوروبي، وجاء هذا في اجتماع قبل عدة أيام، وأخبر رئيس الوزراء مجلس العموم انه لن يعود إلا اذا حصل على تنازلات من الاتحاد الاوروبي، وردا على ادعاءاته قال جونسون ان كاميرون وموظفيه جعلوا من بريطانيا تبدو مثل جمهورية الموز، ويذكر أن سيركو يمتلك عقودًا بمليارات الدولارات مع بريطانيا.
وتابع جونسون أن "القادة يتمتعون بارتفاع في أجورهم بسبب الهجرة غير المنضبطة، بينما العمال البريطانيون يشهدون تراجعًا كبيرًا، لكننا نعلم أن بعض "القطط السمان" اتفقت سرا على حملة البقاء في الاتحاد الاوروبي لأنهم يطمحون في الحصول على عقود الفحم من الحكومة، وهذا ما يجعلنا نبدو مثل جمهورية الموز، ولا شك اليوم ان ما يسمى اعادة التفاوض مجرد خيال يخدع الجمهور، وكأنه طقس أو داراما كاوبوي والتي كانت نتيجتها محسومة تماما، ليس هناك اصلاحات."