الرباط -المغرب اليوم
أفادت ورقة للمركز المغربي لتحليل السياسات بأنّ "فرض الأجهزة الأمنية بالمغرب قواعد الصحة العامة، خلال المرحلة الأولى من حالة الطوارئ الصحية"، قد ترتّب عنه توقيف "عددٍ من الأفراد بتهم التطرف و الإرهاب بالصدفة"، دون أن يتعلّق الأمر بـ"شبكاتٍ وخلايا إرهابية منظمة"؛ بل بـ"حالاتٍ فردية غير مُباشرة"، عكس التنسيق الدولي مع شركاء المغرب مثل إسبانيا "الذي شهد استقرارًا في وتيرته شيئًا ما".
وأشارت الورقة التي أعدّتها مها غازي، زميلة باحثة بالمركز الدولي لدراسة التطرف العنيف بواشنطن، إلى أنّ التكثيف الأمني بالشوارع وتقويض حركات النقل والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياق الدولي المُرتبط بالتحول إلى المجال السيبراني في الخطابات الراديكالية والتركيز الإعلامي حول قضايا الصحة وتجاهلها للأحداث الإرهابية التي وقعت خلال هذه الفترة الزمنية كلها عوامل قد أدّت إلى "كبح التنسيقات الإرهابية بشكلٍ مؤقت، التي سُرعان ما بدأت تنشط بعد أن رُفع الحجر الصحي وبدأت إجراءات التخفيف".
وذكّرت الباحثة غازي بعدم إعلان المكتب المركزي للأبحاث القضائية عن تفكيك أيّة خلية إرهابية بالمغرب منذُ إعلان حالة الطوارئ الصحية يوم 20 مارس الماضي، عقب انتشار فيروس "كوفيد 19"؛ وهو ما استمرّ إلى غاية بدء إجراءات التخفيف يوم 20 يونيو الماضي من السنة الجارية 2020، باستثناء حالات معزولة، خلافًا للفترات السابقة التي عرفت وتيرة مرتفعة من تفكيك الخلايا الإرهابية بمعدّل خَلِيّة كل شهر تقريبًا.
واعتبرت الورقة أنّ "حالة الطوارئ الصحية" قد وفَّرَت "فُرصة لتمطيط مفهوم الإرهاب"، حيث استُعمِلَت أدوات مكافحة الإرهاب أحيانًا لتطبيق إجراءات الطوارئ الصحية، وجرت اعتقالات فرديّةٌ في صفوف أشخاص يُشتبه أو يُزعَم أنهم متطرفون، مُصادَفةً في الغالب، بدايةً بالتوقيف بسبب خرق إجراءات حالة الطوارئ.
وسجلت الباحثة بالمركز الدولي لدراسة التطرف العنيف بواشنطن أنّه على الرغم من تراجع وتيرة تفكيك الخلايا على الصعيد المحلي، فإنّ "نشاط المغرب على مستوى التنسيق الدولي قد بقي على الوتيرة نفسها تقريبًا".
وفسرت الورقة تراجع تفكيك الخلايا الإرهابيّة خلال فترة الحَجر الصحي، المتراوحة بين شهور مارس ويونيو، بعوامل؛ مِن بينها: الحضور الأمنيّ المُكثَّف، والجانب اللوجيستيكي المرتبط بوقف الأنشطة الاقتصاديّة والتجارية وإجراء وقف التّنقّلات بين المدن.
وخلصت غازي إلى أن هذا التراجع في تفكيك خلايا الإرهاب خلال الحَجر بـ: "غياب أماكن الاستهداف لغياب الحشود الكبيرة وإغلاق مجموعة من الأماكن العموميّة والخاصّة، والتغطية الإعلامية المركّزة على قضايا الجائحة مع تهميش باقي المواضيع ممّا أثنى تلقائيا العناصر الإرهابيّة عن المبادرة؛ لأنّ هدف الهجمات الإرهابيّة هو خلق حالة ذُعر عامّة واحتلال الاهتمام إعلاميّا، إضافة إلى استمرار الإيديولوجيا المتطرِّفَة سيبرانيّا، بلجوئها إلى الإنترنيت كملاذ، ارتباطا بالتّمدرس عن بُعد، وتزايد ولوج مجموعة من الفئات، من بينها القاصرون، إلى الفضاء الرقمي".
قد يهمك ايضا:
وزير الدفاع الأميركي يزور المغرب لبحث الإرهاب والتعاون العسكري
جهاز مكافحة الإرهاب في العراق ينفذ عملية "مباغتة" شمالي البلاد