الرباط - رشيدة لملاحي
خرج الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي، حكيم بنشماش، عن صمته إزاء واقعة صفعه من قِبل برلماني حزبه ابراهيم الجماني، عقب خلافات وصراعات حول المناصب بمكتب مجلس التواب (الغرفة الأولى من البرلمان المغربي)، ليؤكد حقيقة صفعه، موضحًا بقوله "في حالة الاعتداء الذي تعرضت له سكتّ لسبب آخر هو حرصي على ستر هذه الفضيحة وعدم الحاق أذى إضافي بالحزب بالنظر إلى أبعادها الإنسانية والسياسية الخطيرة، ولأن الاعتداء على أمين عام حزب مؤشر على انهيار مروع وعن اختلال عميق في علاقة السياسة بالأخلاق “.
وبرر بنشماش موقف تستره على "الفضيحة" التي تناقلتها وسائل الإعلام الوطني بعد تسرب كواليس أحداث الواقعة التي هزت اجتماعا عقد بمقر الحزب في الرباط بقوله “لقناعتي أن الشخص حينما يكون في موقع المسؤولية يكون مطالبا أحيانا بأن يلتزم الصمت حتى لو تعرض للإهانة أو الاستهداف”.
وقال بنشماش: ”إن ما حدث أمر أحزنني كثيرا وآلمني أشد ما يكون الألم”، وأقر أنه فوجئ باقتحام إبراهيم الجماني للقاعة التي كانت تحتضن اجتماعه بالنواب الستة المعينين في هياكل مجلس النواب، ووجه إليه لكمة قوية في الوقت الذي ”نهضت فيه من مقعدي مادا له يدي ووجهي لمصافحته”.
وتابع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن عددا من برلمانيّ الحزب اقترحوا عليه مسطرة الصلح، وهو ما شكرهم عليه، لكن أجابهم أنه لم يخاصم الجماني ولن يخاصمه ، لا هو ولا غيره ، فيما اقترح برلمانيون ومسؤولون آخرون تفعيل العقوبات التأديبية بالنظر إلى خطورة ما أقدم عليه النائب البرلماني في إطار تفعيل أدوار ووظائف مؤسسات الحزب.
اقرأ ايضا:
بعد التهديد بالمقاطعة حزب "البام" يراجع موقفه بشأن لغات التدريس
وأوضح بنشماش أن ”هذا اختصاص يعود لمؤسسات الحزب وحين ستقرر ذلك من دون توجيه أو تدخل من جانبي عندها سأدلي برأيي لكنني الآن أحرص على ان أبلغ رسالة لأخينا إبراهيم الجماني وأقول له ما سبق لي أن قلته في جلسة الاستماع التي نظمتها هيأة الإنصاف والمصالحة بالحسيمة، حينما حكيت عن معاناتي ومعاناة عائلتي ورفاقي من جراء الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان “لست ناقما ولا حاقدا ولا طالب ثأر” وأضيف الى ذلك “إذا كان السيد النائب المحترم الذي وجه الي لكمة قوية على خدي الأيسر لم يشف غليله بعد، فأنا مستعد أن اعطيه خدي الأيمن ”.
يشار إلى أن تداعيات الأحداث التي هزت حزب الأصالة والمعاصرة المغربي، دفعت القيادات المؤسسة للحزب بتوجيه نداء عاجل لإنقاذ الحزب من ما وصفوهم ب"التفاهة السياسية"، حسب تعبيرهم.
وخرج كل من الأمناء العامين السابقين للحزب، مصطفى البكوري و محمد الشيخ بيد الله، وحسن بعندي إلى جانب القياديين علي بلحاج، ومحمد بنحمو، لإصدار نداء تحت شعار "نداء المسؤولية"، محذرين من التفاقم المقلق للأزمة، التي يتخبط فيها حزب "الجرار"، قبل أن يدقوا ناقوس الخطر من هذه الأزمة التي يمكن أن تعصف بأهليته في مواجهة التحديات المطروحة على الفاعلين السياسيين
وشددت القيادات المذكورة على أن الوضعية الراهنة تحتاج إلى درجة عالية من الوعي، والمسؤولية، والالتزام الصادق، خصوصا في محيط دولي، وإقليمي مضطرب، وحذر حكماء "البام" من ما أسموه بـ"الممارسة التافهة" التي أصبحت تحرك بعض الفاعلين داخل دواليب الحزب، مشيرين إلى أنها نابعة من الحسابات الانتهازية الضيقة، والنزعات الفوضوية، أو العدمية.
ودعت قيادات حزب "البام" من خلال النداء المذكور إلى ضرورة التدخل بحكمة ونزاهة ورصانة للمساعدة على تقويم مسار الحزب، في الظرفية الراهنة، والتجاوب مع كل الطاقات، التي يزخر بها الحزب، مؤكدين على عزمهم الحضور الفاعل، ومواكبة مختلف محطات الحزب، إلى أن تستعيد مختلف هياكله عافيتها، حيث كان اجتماع لحزب الأصالة والمعاصرة قد شهد خلافا قويا حول المناصب بمجلس النواب، وصل إلى حد تعنيف الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بنشماش، من طرف النائب البرلماني ابراهيم الجماني.
ويشهد حزب "بام" حالة غليان في صفوف المناضلين والبرلمانين الذين وصفوا عملية اختيار الأعضاء الذين سيمثلون الحزب بـ"الخاطئة وغير الديمقراطية" باعتماد منهج تفويض القرار للأمين العام بدل إجراء انتخابات ديمقراطية.
قد يهمك يضا:
بعد التهديد بالمقاطعة حزب "البام" يراجع موقفه بشأن لغات التدريس
مساءلة برلمانية لرئيس حكومة المغرب بسبب تغيير الساعة القانونية للمملكة