الرباط - المغرب اليوم
بعد انتظار توضيح وزارة الصحة لموقفها من الاستمرار في استعمال علاج المصابين بفيروس "كورونا" المستجد بعقار "كلوروكين"، حسم خالد آيت الطالب، وزير الصحة، الجدل الدائر حول هذا الموضوع في المغرب، إذ دافع عن استعمال العقار المثير للجدل في علاج المصابين بـ"كوفيد-19".ومنذ إعلان بعض الأوساط الطبية استعماله كعلاج للمصابين بفيروس "كورونا"، كان عقار "كلوروكين" مثار جدل واسع بين بعض الأوساط الطبية والسياسيين. وتجدد هذا الجدل عقب دعوة منظمة الصحة العالمية إلى وقف التجارب السريرية لهذا العقار، والتي كانت تجريها بتعاون مع عدد من الدول.
في المغرب، دعت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، الخميس، وزارةَ الصحة إلى إخبار الرأي العام الوطني والهيئات الصحية والطبية المعنية بنتائج تجاربها السريرية حول استخدام دواء الهيدروكسي كلوروكين، بعد اعتبار منظمة الصحة العالمية أنه غير فعّال، ووقف استخدامه في فرنسا.
ودعت الشبكة وزارة الصحة إلى تقديم نتائج استخدام البروتوكول العلاجي المتعلق بالعقار سالف الذكر، والذي يوصَف لجميع المرضى مباشرة بعد عزل المريض قبل صدور نتائج التحليلات المخبرية، كما دعتْ إلى تقديم المؤشرات والمعطيات المتعلقة باستخدامه، فضلا عن كلفته المالية.ويبدو أن وزارة الصحة المغربية مقتنعة بجدوى استعمال عقار "كلوروكين" لعلاج حاملي فيروس كورونا المستجد. فبخلاف ما ذهبت إليه منظمة الصحة العالمية، قال وزير الصحة، في اجتماع لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، اليوم الخميس، إن نجاعة هذا العقار "يمكن إثباتها علميا".
المعطيات التي قدمها آيت الطالب تتناقض تماما مع معطيات منظمة الصحة العالمية؛ فعلاوة على تأكيده على فعالية عقار "كلوروكين"، شدد على عدم تسجيل أي وفاة في صفوف المصابين نتيجة علاجهم به، معتبرا أن لجوء المغرب إلى استعمال هذا العقار كان مسبوقا بدراسات وتجارب سريرية، "ولم نتخذ هذا الإجراء عبثا".وقُوبلت دعوة منظمة الصحة العالمية بتعليق التجارب السريرية لعقار "كلوروكين" بشكوك من طرف بعض الأوساط، التي رأت أن هذا القرار هو امتثال من طرف المنظمة لإملاءات لوبي مختبرات صناعة الأدوية، على اعتبار أن "كلوروكين" لا تتأتى منه أرباح طائلة، نظرا لرخْص ثمنه في السوق.
وفي الشق المتعلق بأضرار هذا العقار على صحة المصابين بفيروس كورونا المعالَجين به، قال مصدر طبي إن "كلوروكين"، كغيره من العقاقير الطبية، له بعض الأعراض الجانبية؛ لكنّه قلّل من خطورتها، التي تظلّ في الحدّ الأدنى إذا روعي استعمال العقار بجرعة مناسبة.المصدر الطبي، الذي يعمل داخل إحدى مصالح علاج المصابين بفيروس كورونا والذي فضّل عدم الإفصاح عن هويته، أوضح أن أي عقار طبي لا بد أن ترافق المتعاطي له أعراض جانبية، وهذا ينطبق أيضا على عقار "كلوروكين"، مبرزا أن التخوف من تداعيات هذه الأعراض أمْلتْ إخضاع المرضى لمراقبة صارمة جدا.
وأضاف أن الاختلاف الحاصل حاليا في استعمال عقار "كلوروكين"، الذي يُستعمل لعلاج بعض الأمراض المتعلقة بالمناعة الذاتية والملاريا، منذ سنوات، هو أنه كان يوصف للمرضى بجرعات قليلة جدا؛ بينما، حاليا، تصل الجرعة التي يتلقاها المصابون بفيروس كورونا منه إلى غْرام واحد في اليوم يوزع على حصّتين، بمعدل 500 ملليغرام في كل حصة.واستطرد المصدر ذاته "أن زيادة الجرعة هو الذي جعل الناس يتخوفون من أن تكون لعقار "كلوروكين" أضرار على صحة المعالَجين به من فيروس "كوفيد-19". وهذا ما يجعلنا نراقب المرضى مراقبة صارمة، حيث نراقب ضغط الدم والتنفس وتخطيط القلب والتحليلات المخبرية الدورية، والحمد لله هاد العلاج ما طرح تا شي مشكل"، على حد تعبيره.
وقد يهمك ايضا:
المغرب يُسجل 23 إصابة جديدة بـ"كورونا" والوفيات تواصل الانخفاض
اليوبي يكشف عن عدد حالات الإصابة بكورونا التي لازالت في المستشفيات