الرباط - رشيدة لملاحي
يعقد حزب الأصالة والمعاصرة مجلسه الوطني الأحد، في الصخيرات، وسط تكتم وضرب جدار الصمت حول جدول أعمال المجلس، عقب جدل بشأن إدراج نقطة أخبار الأعضاء باستقالة الأمين العام للحزب إلياس العماري من دون الحديث عن مسألة عرضها على برلمان الحزب للحسم فيها، وهو ما اعتبره عدد من القيادات "مؤامرة" ضد العماري، في الوقت الذي برر بعضهم القضية بأن إلياس العماري حسم القرار بنفسه بعد إعلان استقالته بعقد ندوة صحافية ولَم يتركها كشأن داخلي للحزب للبث فيها.
وعلم "المغرب الْيَوْمَ" أنه تم إعطاء أوامر بمنع الصحافة من متابعة أعمال المجلس، في ظل الخلافات وتبادل الرسائل السياسية بين بعض القيادات و أنصار إلياس العماري الذين أعلنوا تشبثهم به كأمين عام للحزب مطالبين بالتراجع عن الاستقالة، وكشف العماري الأمين العام السابق لحزب الجرار "على بعد يومين من انعقاد الدورة العادية للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، وبعد صومي عن الكلام مع الخاصة والعامة حول موضوع استقالتي من الأمانة العامة، وبعد وعدي للمنتسبات والمنتسبين للحزب بأني سأكون رهن إشارة الجميع، كمناضل أنتسب إلى هذا المشروع وساهم في بناءه، للإجابة عن تساؤلاتهم واستفساراتهم، وحتى على الاتهامات إن وجدت، باعتبار أنني اكتفيت في البداية بتقديم المبررات السياسية للاستقالة، واحتفظت بأسباب ومبررات أخرى، لأن مجال عرضها هو الفضاءات التنظيمية للحزب وليس مساحات الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي".
وتابع إلياس العماري توضيحه، "ما أتمناه هو أن يكون أعضاء المجلس الوطني في مستوى دقة اللحظة الحزبية والتاريخية، وأن نستحضر جميعًا بأن الانتساب إلى الحزب كان وما يزال انتسابًا لمشروعه المجتمعي، ولم ولن يكن يومًا انتسابًا إلى الأشخاص مهما كان وزنهم وتاريخهم، ومهما كانت مكانتهم ومساهمتهم في بناء وبلورة المشروع"، مضيفًا "شخصيًا، كنت ومازلت وسأبقى جزءًا من هذا الحلم الجماعي ومناضلًا حيثما أكون".
وشدد المتحدث نفسه، قائلًا "نريد لدورة المجلس الوطني أن تكون لحظة جماعية نعبر فيها عن تماسكنا ووحدتنا، رغم اختلافاتنا وتقديراتنا المتباينة، نريدها لحظة ننتصر فيها كمواقف وكممارسات لعمق المشروع، لحظة تستحق، طبعًا، الوضوح في المواقف، والمكاشفة والصراحة في العتاب، لإعادة ترتيب مواقف الحزب، نريدها، أيضًا، لحظة نقف فيها عند الأخطاء لتصحيحها وتجاوزها، حتى نبقى رقمًا يصعب تجاوزه أو تجاهله، في رهانات المساهمة في تطوير بلدنا والدفاع عن طموحات وانشغالات المواطنات والمواطنين، وفق ما تعاهدنا عليه لحظة التأسيس".
وأضاف المسؤول المذكور، "نعم، نحن بشر ككل الناس، لا ندعي الطهارة المطلقة، ولا ندعي، مثل البعض، أننا ملائكة، قد نخطئ في حق بعضنا البعض، وحتى في حق أنفسنا، لكن لدينا أيضًا القدرة الهائلة على ممارسة النقد الذاتي، وتصحيح أخطائنا وترميم جراحنا، فلندخل يوم الأحد المقبل، جميعًا، مناضلات ومناضلي أعضاء المجلس الوطني، وكلنا إيمان جماعي بأن اللحظة التاريخية التي نمر بها بحاجة إلى قوتنا جميعًا ووجودنا معًا من دون استثناء أحد؛ أي بحاجة إلى وحدتنا وانصهارنا الجماعي في حزب الأصالة والمعاصرة، حزب الحاضر والمستقبل".