الرباط - المغرب اليوم
استأثر اعلان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عدم تنظيم "عملية مرحبا” المتعارف عليها سنويا هذه السنة بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، باهتمام وسائل الاعلام الاسبانية، التي هللت لهذا الخبر على لسان عدد من المسؤولين الاسبان، الذين كانوا يترقبون طيلة الماضية هذا النبأ.
“نحن جميعا فزنا”، “المغرب قدم لنا خدمة”. عبارات كررها بعد ظهر اليوم الاثنين كبار المسؤولين في مختلف الوزارات الإسبانية، الشريكة في تنظيم عملية “مرحبا”، عندما تناهى الى علمهم قرار السلطات المغربية بإلغاء عبور زهاء 3.2 مليون من مغاربة الخارج للأراضي الإسبانية خلال العطلة الصيفية لهذه السنة على متن حوالي 740 ألف سيارة لقضاء عطلتهم في بلادهم.
وذكرت صحيفة “الكونفدونسيال” أن سبب الغاء المغرب لعملية “مرحبا 2020” يعزى الى إدراك الرباط لضعف وهشاشة منظومتها الصحية في حالة ان تسبب تنظيم العملية في تفشي وباء فيروس كورونا بشكل لا يمكن تطويقه.وأعرب فرناندو سيمون، مدير مركز تنسيق الإنذارات الصحية والطوارئ، يوم الاثنين عن ارتياح السلطات الإسبانية بعد علمها بالقرار المغربي”، مشددا على أن “موقف المغرب” الحذر جدا “مفيد كثيرا لإسبانيا”.
وأضاف المسؤول الاسباني، أن “تجمع أزيد من 13 ألف سيارة في ميناء الجزيرة الخضراء في نفس اليوم في انتظار البواخر، في حال ان نظمت عملية مرحبا صيف هذه السنة، يمكن أن يخلق مشكلة كبيرة لإسبانيا، خاتما كلامه قائلا “المغرب قدم لنا خدمة مهمة”.
وأوضحت الصحيفة الاسبانية أن رئيس الحكومة الاسبانية حرص منذ اندلاع الجدل بخصوص عملية “مرحبا2020” على رمي لكرة في ملعب المغرب، مؤكدة أن “الحكومة الإسبانية وضعت في واقع الأمر شرطين أساسيين لتنظيم عملية عبور أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج للتراب الاسباني هذه السنة، أولا فتح الحدود البرية بين سبتة ومليلية المغلقة منذ مارس الماضي.وتابعت صحيفة “الكونفيدونسيال” أن رئيس إقليم “الأندلس”، خوان مورينو، سبق أن عبر عن رغبته في إلغاء عملية “مرحبا 2020” لهذه السنة بحكم تداعيات الفيروس والخوف من موجة ثانية في حال فتح الحدود لعودة آلاف المهاجرين إلى المغرب عبر إسبانيا.
وأشارت الى أنه صحيح أن النقل من إسبانيا إلى المغرب سيستخدم سبعة موانئ إسبانية، بدءًا من ميناء الجزيرة الخضراء، لكن تنظيم عملية “مرحبا2020” يمثل أيضًا تكلفة وجهدًا لوجستيًا كبيرًا للدولة الإسبانية، اذ تتطلب العملية توجيه حركة المسافرين والتعامل معها، وكذا تعبئة قوات الأمن، وتعزيز قوات الحماية المدنية، وتوظيف مترجمين، وما إلى ذلك من وسائل تقنية ولوجيستية كبيرة.
وأضاف الصحيفة ذاتها أن الغاء المغرب لعملية “مرحبا 2020″ تعني أنه لن يفتح في الوقت الحالي حدوده البحرية و البرية مع إسبانيا، وربما لن يتم فتحها حتى خلال فصل الصيف”، مشيرة الى أنه في حالة ان قام بذلك فسيتم استئناف عبور العبارات، وبالتالي من المحتمل أن عشرات الآلاف من المغاربة المقيمين في أوروبا سيقدمون أنفسهم في الموانئ الأندلسية على أمل أن يتمكنوا من العبور إلى بلادهم”.وعلى الرغم من أن الرباط لم تحدد موعدًا بعد لفتح حدودها الجوية والبرية، فمن المحتمل أن تستأنف الرحلات بين المغرب وأوروبا في غضون أسابيع قليلة، في محاولة لجذب السياح، وإنقاذ الموسم السياحي المغربي ولو بشكل جزئي.
ورغم إلغاء المغرب لعملية عبور أفراد جاليته المقيمين بالخارج، ستعرف موانئ أليكانتي وألميريا، اقبالا من طرف أفراد الجالية الجزائرية، اذ يعبر هذين الميناءين كل سنة حوالي 100 ألف جزائري بسياراتهم لقضاء الصيف في بلدهم الأصل.
قد يهمك أيضَا :
بوريطة يؤكّد أن منطقة الساحل أكثر من فضاء جوار جغرافي بالنسبة للمغرب