تونس - حياة الغانمي
تمكن أعوان منطقة الأمن المغربي في مدينة قصر هلال، من تفكيك خلية متطرفة، تتكون من أربعة شباب، تتراوح أعمارهم بين 23 و 25 عامًا. ووفق المعلومات المتوفرة فإن الشباب الأربعة اثنان منهما من مدينة قصر هلال وواحد من سيدي بوزيد، وأخر من سليانة كانوا قد تعرفوا على بعضهم بحكم الدراسة في مدينة القيروان، وانخرطوا من خلال حساباتهم على صفحات التواصل الاجتماعي على تمجيد تنظيم "داعش" الإرهابي، ونشر صور لبن لادن فضلا عن تداول صورهم الشخصية، وهم يحملون السلاح، على الرغم من عدم سفرهم إلى الخارج.
وأعوان الأمن أوقفوا الشبان الأربعة وهم بصدد التحقيق معهم قبل إحالتهم إلى أنظار حاكم التحقيق لمزيد التحري فيما نسب إليهم، وقبل إحالتهم إلى أنظار القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بتونس العاصمة. وفي السياق نفسه أفادت وزارة الداخلية في بلاغ لها أن فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني، احتفظت بعنصر متطرف، قاطن في منطقة سجنان ولاية بنزرت، وباشرت قضيّة عدليّة في شأنه موضوعها "الإشتباه في الإنتماء إلى تنظيم إرهابي"، وذلك إثر تعمّده التظاهر بالمساعدة في إطفاء الحرائق، ومحاولته إستدراج أعوان الحماية المدنيّة للقيام بإطفاء النيران بمنطقة كاب سيرات بدعوى انتشار حريق بداخلها.
ويعتبر بروز الارهاب في اماكن مختلفة مثل سوسة وسيدي بوزيد وغيرها من الأماكن بعيدا عن الشعانبي هو امر متوقع، وأن الخلايا النائمة تتوزع في تونس على كل مكان وفي كامل انحاء الجمهورية وولاياتها. والجماعات التابعة لأنصار الشريعة تعمل وتتحرك دون وعي كاف، وتجدر الإشارة إلى أن هناك حوالي 620 عنصرا عادوا من سورية، لكن العدد الأكبر عادوا بصورة غير شرعية. وقام عدد منهم بتدعيم صفوف الشعانبي وجبل ورغة وسمامة وغيرها وكل يعمل من جهته لاضعاف وارباك وتشتيت مجهود الأمن.
ولعل الأشكال هو خطورة الوضع خاصة مع اكتشاف معلومات من الخلايا، التي وقع تفكيكها في الساحل وسيدي بوزيد، والتي تتحدث عن وجود برامج لتفجيرات بالمحطات وتلغيم سيارات وانهم كانوا في انتظار التعليمات. ويمكن اعتبار توسع الارهاب مرتبط بالتهريب وبتواصل عمل باروناته.
وتتوزع الخلايا النائمة في كل مكان من تونس ومنها خلايا في الأحياء الشعبية. ويذكر أن أكبر عدد من الذين تمّ تجنيدهم للحرب في سورية، هم من ولاية مدنين في مرتبة اولى ثم من الشمال الغربي. ويستغل التكفيريون لزرع جذورهم وتوسيع رقعتهم الفقر والبطالة ونقص التنمية، كما يتواجد عدد كبير من الخلايا النائمة في القيروان.
وقال خبراء امنيون إن سيناريو وخارطة الارهابيين في الوقت الحالي هو تتبع خطوات سيناريو العشرية السوداء في الجزائر، من حواجز وتفخيخ واغتيالات واستهداف لاماكن عامة وتلغيم السيارات. وأكد الخبراء أن الإرهاب قد تحول إلى صناعة وهو يرتبط بمنطقة كاملة ومشروع اجنبي. وقالوا إن توسع خارطة الارهاب في تونس مرتبطة بتوسع وانتشار التهريب في كامل تراب الجمهورية. ولاحظوا أن للارهاب عناصر منعزلة يمكن ان تعمل في كل مكان وطالبوا المواطن بالتمتع بالوعي والحس الأمني وحب الوطن، للتبليغ عن كل مساهم في الارهاب والتبليغ عن كل عنصر يتم الشك فيه.