الرباط - المغرب اليوم
أوقفت عناصر الشرطة المغربية، مساء السبت، ثلاثة عشر قاصرا كانوا يتدربون على الإيقاعات والأهازيج التي ترفعها جماهير الكرة في الملاعب، في غابة حي السلام بمدينة سلا، ليتم وضعهم رهن المراقبة القضائية.وجاء توقيف القاصرين الثلاثة عشر على خلفية خرقهم حالة الطوارئ الصحية التي شرع المغرب في تطبيقها منذ 20 مارس الجاري، للحيلولة دون تفشي فيروس "كورونا" المستجد، وحررت لهم محاضر لدى الشرطة وأحيلوا على النيابة العامة في المحكمة الابتدائية بسلا، صباح اليوم الأحد.
وخلق قرار توقيف القاصرين صدمة وسط عائلاتهم، إذ قال أب أحدهم لهسبريس: "هم مازالوا صغارا، وكان وقع توقيفهم علينا في هذه الظروف الصعبة قاسيا"، لكنه استدرك كاعتراف بخطئهم لعدم احترامهم حالة الطوارئ الصحية: "ولكن نحن مع القانون".
وكان القاصرون الذين يمثلون حاليا أمام النيابة العامة بابتدائية سلا يتدربون باستعمال آلات موسيقية في غابة حي السلام، قرب سجن الزاكي بمدينة سلا، حين داهمتهم عناصر الشرطة وعملت على توقيفهم، ونقلهم إلى مفوضية الأمن، حيث حُررت لهم محاضر بعد حضور أوليائهم.
واعتبر الناشط الحقوقي بلمعلم التوهامي أنه كان بالإمكان تفادي توقيف القاصرين الثلاثة عشر، والاكتفاء بتوقيع آبائهم أو أمهاتهم لالتزام بعدم تكرار أبنائهم لخرق حالة الطوارئ، لكنه أكد أن مسؤولية آبائهم أيضا قائمة، وقال بلمعلم في تصريح لهسبريس: "مسؤولية الوالدين أيضا قائمة في خرق الأطفال الموقوفين لحالة الطوارئ الصحية، ولكن هناك ظروف، فهناك آباء يعملون، ومنهم من يشتغل في مدن أخرى، ولا يستطيعون مراقبة أبنائهم؛ أما الأمهات فقد يتحايل عليهن الأبناء بمبررات ما لمغادرة البيت".
وأشار المتحدث ذاته إلى أنه تنبغي مراعاة سن الموقوفين، خاصة أن رئاسة النيابة العامة سبق أن أصدرت قبل أيام دورية تحث فيها على إطلاق سراح الأحداث المعتقلين غير المرتكبين لأعمال خطرة، تفاديا لإصابتهم بفيروس "كورونا" في مراكز الاعتقال.
وعلمت هسبريس أن النيابة العامة شرعت في إطلاق سراح بعض القاصرين المعتقلين؛ فيما مازالت تستمع إلى آخرين، في انتظار اتخاذ المتعين في حقهم، ولم ينْف "محمد.ص"، أب أحد القاصرين الموقوفين، مسؤولية الآباء عن خروج أبنائهم إلى الشارع وخرق حالة الطوارئ الصحية، مشيرا إلى أن السلطات الأمنية لم تطبق سوى القانون؛ لكنه استدرك بأنه كان عليها أن تراعي ظروف الأسر.
وأضاف المتحدث ذاته، "القانون هو هادا، ولكن راه كاينين الرجال كيخرجو من ديروهم من الصباح وما كيرجعو تال الليل باش يضبرو على طرف د الخبز"، وزاد أن خمس نساء من أمهات القاصرين الموقوفين يشتغلن عاملات نظافة، ويتركن أبناءهن في البيوت لوحدهم، دون وجود آبائهم، ما يجعل مراقبتهم أمرا صعبا، على حد تعبيره.
قد يهمك ايضا
بيان رسمي يكشف سلبية نتائج الفحص الثاني لميركل
تقرير يبيّن سبب تناول ميركل لقاح مضاد للالتهاب الجرثومي الرئوي الحاد