القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
للمرة الأولى منذ الانتفاضة الثانية مطلع القرن الحالي، قصفت مروحيات إسرائيلية أهدافا في مخيم جنين خلال اشتباك مع مسلحين فلسطينيين.وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، اليوم (الإثنين) أن قوات مشتركة دخلت مخيم جنين لاعتقال «مطلوبين» حدثت اشتباكات، وصفها بالـ «كثيفة» استخدم فيها المسلحون الفلسطينيون عبوات ناسفة.
وشنت القوات الإسرائيلية غارات جوية على مواقع في مخيم جنين بالضفة الغربية، بعد أن داهمت حي الجابريات في المخيم اليوم الاثنين وحاصرت أحد المنازل لمطاردين تتهمهم بالمسؤولية عن تنفيذ عمليات إطلاق نار.
وأشار إلى أن المروحيات الحربية أطلقت نيرانها في منطقة جنين. وأظهرت مشاهد، نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، طائرة مروحية عسكرية إسرائيلية تطلق صاروخا تجاه هدف، وأطلقت بعض الشعلات الحرارية كإجراء احترازي لتضليل أي صاروخ مضاد للطيران يعمل بباحث حراري.
فيما دارت اشتباكات عنيفة في أرجاء المخيم، حيث اعتلى قناصة إسرائيليون أسطح المنازل لاستهداف مقاتلين فلسطينيين وقصفت أباتشي إسرائيلية جنين للمرة الأولى منذ 22 عاماً. ودفعت إسرائيل بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى جنين.
في المقابل، رد المسلحون الفلسطينيون عبر إطلاق الرصاص، وعبوات ناسفة محلية الصنع، كانوا قد زرعوها في أزقة المخيم والشوارع المحيطة.
وبينما لم يشر بيان الجيش الإسرائيلي إلى وقوع إصابات في صفوفه، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية منها صحيفة «معاريف» أن 6 جنود أصيبوا في انفجار عبوة ناسفة استهدفت آلية كانوا يستقلونها خلال وجودهم في مخيم جنين.
بينما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إصابة نحو 31 شخصاً، وسقوط 3 قتلى بينهم طفل.
ونقل المصابين إلى مستشفيات «جنين الحكومي» و«الرازي» و«ابن سينا التخصصي»، مصابين بإصابات متنوعة؛ وبعضهم في حال حرجة.
وأكدت «كتيبة جنين»، وهي مجموعات عسكرية تتبع «سرايا القدس»؛ الجناح العسكري لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، أنها تتصدى للقوات الإسرائيلية في المخيم.
وأضافت، عبر قناتها على تطبيق «تلغرام»، أنها فجرت عدداً من العبوات الناسفة شديدة الانفجار، للمرة الأولى، في آلية عسكرية إسرائيلية؛ ما أدى إلى إعطابها، واستهدفتها بإطلاق النار.
ولفتت «كتيبة جنين» النظر إلى أن مقاتليها يستهدفون المروحية الإسرائيلية التي تحلق في أجواء المخيم بالنيران.
من جهتها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية هذا التصعيد الخطير، داعية إلى وقفه في الحال.
وأتت تلك الاشتباكات، فيما يتصاعد التوتر بين تل أبيب والسلطة الفلسطينية لاسيما بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية أمس الأحد على خطط لبناء 4560 وحدة سكنية في مناطق مختلفة من الضفة، وإدراجها على جدول أعمال المجلس الأعلى للتخطيط الإسرائيلي الذي يجتمع الأسبوع المقبل، على الرغم من أن 1332 وحدة سكنية فقط جاهزة للموافقة النهائية، فيما لا يزال الباقي يخضع لعملية الموافقة الأولية.
ما دفع السلطات الفلسطينية للرد على هذا القرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها ستقاطع اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة الذي كان من المقرر عقده اليوم الاثنين.
ومنذ توليه السلطة في يناير الماضي (2023)، وافق ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إنشاء أكثر من سبعة آلاف وحدة سكنية جديدة معظمها في عمق الضفة الغربية.
كما شهد عهد حكومته القصير اشتباكات عدة مع الفلسطينيين لاسيما في جنين، وغزة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
وفد أمني إسرائيلي في القاهرة لبحث نتائج تحقيقات «حادث الحدود»
الجيش الإسرائيلي يُهدد «السلطة الفلسطينية» باجتياح نابلس وجنين