تونس - حياة الغانمي
لجأ عددٌ من الشباب التونسي العاطلين عن العمل إلى تهريب البنزين، وجعلوا منه موردًا لأرزاقهم. لكن يبدو أن ذلك الحل المتمثل في التهريب يحمل في طياته المشاكل أكثر من تفريج الكرب إذ ارتأت بعض شبكات تهريب الوقود الجزائري إلى تونس الدخول في حرب مواقع فيما بينها على مستوى الشريط الحدودي.
وورد في وسائل إعلام جزائرية أن شاحنات تونسية تابعة لشبكات تهريب الوقود، دخل أصحابها في حرب حقيقية داخل التراب التونسي جهة المعبر الحدودي التونسي حزوة، مقابل المعبر الحدودي الطالب العربي في ولاية الوادي، حيث هاجم كل طرف الآخر مما أدى إلى تحطيم سيارات الطرفين، وأصيب خلال المشادات 5 أشخاص تونسيين و3 جزائريين بجروح متفاوتة الخطورة . وفي غياب أي معلومات رسمية فإن ذات المصادر تشير إلى أن سبب التناحر مردّه إلى الطوق الأمني المضروب من طرف قوات الأمن الجزائرية على الحدود الشرقية لمنع التهريب، مما جعل المهربون يتنازعون فيما بينهم حول القطاعات الإقليمية والمراكز الحيوية لمسارات ومسالك التهريب الخاصة بكل طرف، إضافة إلى تنازعهم حول الأسعار التي ارتفعت نتيجة تضاؤل كميات الوقود المهرّبة.
وذكرت ذات المصادر، أنّ 3 مهربين جزائريين كانوا على متن سيارة من نوع تويوتا هيليكس محمّلة بـ 4 آلاف لتر من البنزين اتخذوا مسلكًا لتهريب الوقود إلى تونس، انطلاقًا من بلدية بني قشة الحدودية، وقد تفاجأوا بمطاردة قوات الأمن التي رمتهم بالرصاص الحي، حينما رفضوا الاستجابة لأمر التوقف بعد تخليهم عن سيارتهم، فأردت أحدهم قتيلًا على عين المكان، وأصابت الاثنين الآخرين بجروح بليغة أدخلوا إثرها قاعة الإنعاش في مستشفى بن عمر الجيلالي في مدينة الوادي. وفي مساء ذات اليوم، طاردت عناصر الأمن في التجمّعات العمرانية الشرقية لمدينة الوادي شاحنة تحمل صهريجًا، وسيارة من نوع تويوتا هيليكس محمّلة بالوقود الموجّه إلى التهريب نحو تونس، في محاولة من هذه الشبكات لتخفيف الضغط عن عناصرها على مستوى الحدود الشرقية، ولكن أصحابها تمكّنوا من الفرار تاركين سياراتهم وراءهم.
الأرباح الطائلة التي يحققها المهربون من تجارة الوقود في أسواق تونس لها انعكاسات سلبية جدا... فبالإضافة إلى الضربات الموجعة التي تتلقاها عصابات التهريب هناك أضرار أخرى تتربص بالمهربين على غرار الحوادث القاتلة وسرعة احتراق السيارات المستعملة في تهريب البنزين وما إلى ذلك من مخاطر حقيقية قد تودي بحياة من يقترب إلى هذا الميدان المليئ بالألغام .
وفي إطار الحديث عن نشاط تهريب البنزين من الجزائر إلى تونس وقفنا على أنه يتم يوميًا تهريب 20 ألف لتر من البنزين ..ويتم تهريب كل هذه الكمية عبر مركز الحدود البري في الطارف من طرف العابرين التونسيين بطريقة شرعية لملئ خزانات سياراتهم من الوقود عبر مختلف محطات البنزين في ولاية الطارف والعودة في نفس اليوم وهكذا. وسجلت بعض المصادر المطلعة عبور أكثر من 200 سيارة يوميًا من الضفة التونسية إلى التراب الجزائري عبر المركزين الحدوديين لكل من العيون وأم الطبول في الطارف أي ما يعادل 20 ألف لتر من الوقود الجزائري يهرب إلى تونس يوميًا بطريقة شرعية للعبور. وعن الحلول المطروحة للتصدي لهذه الظاهرة التي استفحلت بقوة والتي تركت آثارًا سلبية، أفادت مصادر مطلعة بأن الحكومة تعمل ما في وسعها للتصدي لهذه الظاهرة ومنع انتشارها، كما جندت فرقًا مختصة لمراقبة الحدود ولمنع التهريب.