الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
قرار سحب القوات الأميركية من سورية

واشنطن ـ يوسف مكي

أمر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بانسحاب سريع وكامل للقوات الأميركية البالغ عددها 2000 جندي، من سورية، بعدما قضينا على تنظيم "داعش" هناك، مما أصاب حلفاءه ومستشاريه بالدهشة. وذكرت صحيفة الـ"غارديان" البريطانية، أن وزارة الدفاع الأميركية ومسؤولي وزارة الخارجية، يحاولون تفسير التغيير المفاجئ في مسار السياسة الأميركية، بعدما كانوا اتفقوا في الصيف، على إبقاء تلك القوات في سورية لضمان هزيمة "داعش"، والعمل على مواجهة التدخل الإيراني.

وغرَّد ترامب على تويتر قائلا:" هزمنا داعش في سورية، وكان هذا السبب الوحيد للتواجد هناك".  ويتعارض إدعاء ترامب بهزيمة "داعش" مع تقيمات إدارته، إذ في أغسطس/ آب، قدرت وزارة الدفاع أنه لا يزال هناك 14.500 مقاتل للتنظيم في سورية.

ولدى المملكة المتحدة وفرنسا قوات في سورية، ولذلك رفض وزير الدفاع البريطاني، توبياس إلوود، إدعاء ترامب هزيمة "داعش" في سورية، قائلا:" لا أوافق بشدة. لقد تحول التنظيم إلى أشكال أخرى من التطرف، والتهديد لا يزال قائما."

وفي وقت لاحق من صباح الأربعاء، أصدرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، بيانا أكثر دقة يقول إن "انسحاب القوات الأميركية يمثل بداية المرحلة التالية في الصراع مع داعش"، وأشارت إلى إمكانية عودة القوات إذا لزم الأمر. وأضافت ساندرز:" قبل خمس سنوات، كان داعش قوة خطيرة جدا في الشرق الأوسط، وهزمت الولايات المتحدة الآن دولة الخلافة الإقليمية". وتابعت:"بدأنا بإعادة القوات الأميركية إلى الوطن بينما ننتقل إلى المرحلة التالية من هذه الحملة."

وبعد تغريدة ترامب وبيان البيت الأبيض، ألغت وزارة الخارجية نشر البيان الصحافي الذي كان مقرراً، كما غيرت وزارة الدفاع لهجتها، والتي كانت تصر على عدم تغيير وضع القوات في سورية، وبدأت في ترديد ما قاله البيت الأبيض بشأن المرحلة التالية من الحملة على "داعش"، وأشارت إلى أنها بدأت عملية الانسحاب، ولم تقدم جدولا زمنيا لخطته، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله إن سحب القوات سيستغرق ما بين 60 و100 يوم.

وخلف الكواليس، كانت قيادة وزارة الدفاع تحاول إقناع الرئيس بانسحاب تدريجي، وفقا لمصادر مطلعة على المناقشات. وكان من المقرر أن يلتقي الرئيس المنتهية ولايته للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب كوركر، مع الرئيس ترامب، لكن الاجتماع ألغي في اللحظة الأخيرة بدون تفسير. وقال كوركر للصحافيين في وقت لاحق:" لم أرَ قراراً مثل هذا منذ وجودي هنا من 12 عاما، من الصعب تصور أن أي رئيس قد يستيقظ ويأخذ هذا النوع من القرار، مستعينا بالقليل من الاتصالات والتجهيزات."

وأعلن نيكولاس هيراس، العضو في مركز الأمن الأميركي الجديد، إنه تم إبلاغ المنظمات غير الحكومية التي تدعم الوكالات الأميركية التي تعيد خطوط المياه والصرف الصحي إلى مدينة الرقة المدمرة، صباح الأربعاء، لوضع خطط للمغادرة السريعة. وأضاف هيراس:" هذا قرار فوضوي، تم أتخاذه على عجل دون أي تشاور مع أي شخص مسؤول."

ورفضت وزارة الخارجية التعليق على الأسباب الأمنية والتشغيلية، ولكن الانسحاب الأميركي المفاجئ يعني التخلي عن أقرب حليف لواشنطن داخل سورية، وهو "قوات سورية الديمقراطية التابعة" الكردية، والتي ساهمت بالجزء الأكبر في القتال ضد "داعش"، وهم يتعرضون لتهديد من القوات التركية، حيث تعتبرهم أنقرة فرعا من متشددي "حزب العمال الكردستاني" في تركيا.

وتحدث ترامب مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عبر الهاتف يوم الجمعة، وقال أردوغان في وقت لاحق، إنه تلقى ردودا إيجابية من نظيره الأميركي بشأن الوضع المتوتر في شمال شرق سورية.

وقالت وزارة الخارجية في وقت لاحق إنها وافقت على بيع صواريخ "باتريوت" أرض جو إلى تركيا، في حين قالت ساندرز إن ترامب سيلقي نظرة على طلب أنقرة بتسليم فتح الله غولن، وهو رجل دين تركي معارض يعيش في الولايات المتحدة.

ويعارض مستشار الأمن القومي الخاص لترامب، جون بولتون، هذا القرار لأسباب مختلفة، وقد أعلن بولتون في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر / أيلول:"لن نرحل ما دامت القوات الإيرانية خارج حدودها، ويشمل ذلك وكلاءها ومليشياتهم."، وأكد مصدر دبلوماسي أنه غاضب بشأن قرار الرئيس.

وشجب ليندسي غراهام، عضو كبير في مجلس الشيوخ الجمهوري، وهو من الموالين لترامب في معظم القضايا، قرار الرئيس الأميركي، مؤكدا أن وجود القوات الأميركية في سورية، حيوي لأمن الولايات المتحدة القومي ومصالحها.

وأكد وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، باستمرار على أن القوات الأميركية في سورية يخدم المصالح الوطنية الحيوية الأميركية، حيث الهجوم على جيوب داعش المتبقية، وضمان عدم سيطرة إيران على سورية.

اقرا ايضا :كوريا الشمالية تُهدد واشنطن بعد فرض عقوبات جديدة عليها

قد يهمك ايضا :إغلاق مجلة "ويكلي ستاندرد" الأسبوعية بعد 23 عامًا من العمل

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

هوكستاين يصل بيروت ليفاوض على حل لكل لبنان وواشنطن…
مقتل 8 جنود واختطاف 7 شرطيين بباكستان في هجومان…
قصف إسرائيلي لوسط بيروت ونتانياهو يتوعّد بإستمرار عدوانه و…
قصف إسرائيلي مدفعي عنيف يُطال مستشفى كمال عدوان في…
تركيا تنفي الأنباء المتداولة بشأن استضافة قيادة "حماس" عقب…

اخر الاخبار

الرئيس الفلسطيني يعتز بالعلاقات القائمة على الأخوة والتضامن مع…
القوات المسلحة الملكية المغربية تُشارك بدورة تدريبية حول إزالة…
مجلس الحكومة يدرس اتفاقا بشأن التعاون العسكري والتقني بين…
ولي العهد السعودي يُهنئ الملك محمد السادس بمناسبة عيد…

فن وموسيقى

النجمة ماجدة الرومي تُحقق نجاحاً كبيراً في حفل خيري…
المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…

أخبار النجوم

سلاف فواخرجي تخطف الأنظار بحكاية سلمي في مهرجان القاهرة…
شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من…
محمود حميدة يكشف سرّاً عن مشاركته في "موعد مع…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024

صحة وتغذية

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…

الأخبار الأكثر قراءة

الحكومة المغربية تُصادق على مشروع مرسوم يهم الوكالات المتعلقة…
جو بايدن ونتنياهو يقتربان من تفاهم مشترك بشأن نطاق…
البرلمان المغربي يفتتح السنة التشريعية الرابعة في ظل أجندة…
القسام تنفّذ أكبر عملية في غزة ضد سريّة مشاة…
22 قتيلاً بغارتين على بيروت ونجاة وفيق صفا و…