غزة ـ ناصر الأسعد
أكدت قيادات فلسطينية في سورية، أن الجهات المختصة السورية والفصائل الفلسطينية وكل المعنيين في الدولة تعمل من أجل معالجة ملف منطقة جنوب دمشق قبل نهاية العام الجاري، وكشفت أن مسلحي "داعش" و"جبهة النصرة" جاهزون لتسوية أوضاعهم، وأن الترتيبات التي تجري الآن هي تحديد التوقيت المناسب لهذه التسوية، وكشف الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة طلال ناجي، أنّه "لا يوجد إلى الآن مواقيت أو تواريخ محددة لحل مسألة مخيم اليرموك في جنوب دمشق، وسبق أن قلت أنه يوجد الآن فيه سوى تنظيم "داعش" في النصف الخلفي و«النصرة» في النصف الأمامي منه، وتحالف فصائل فلسطينية تسيطر على ثلث المخيم، و20 بالمئة من مواجهاتنا هي مع «النصرة» وغير ذلك 50 بالمئة "داعش" الموجود في منطقة الحجر الأسود وحي التضامن، أما في بلدات (يلدا -ببيلا -بيت سحم) فهناك ميليشيات مسلحة من بقايا ميليشيا الجيش الحر، وأخيرًا انقسم "داعش" إلى قسمين أحدهما في مخيم اليرموك والآخر في الحجر الأسود ولكل واحد منهما ما يسمى «أميراً»".
وتوقع ناجي، على هامش اجتماع للقيادة المركزية لتحالف قوى المقاومة الفلسطينية الذي عقد في دمشق، الاثنين 27 نوفمبر/تشرين الثاني ، لتقييم نتائج الحوارات التي جرت في العاصمة المصرية القاهرة بشأن المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، أنه «في كل الحالات سيتحرر الحجر الأسود ومخيم اليرموك والتضامن خلال الأشهر القليلة المقبلة، لسبب وجيه وهو أن "داعش" انتهى في سورية، وخاصة بعد تحرير مدن دير الزور والميادين والبوكمال، إضافة إلى البادية السورية، وكذلك تحرير مناطق في العراق مثل نينوى والأنبار، وبالتالي لم يعد هناك مواقع قيادية ومرجعية لمسلحي هذا التنظيم، كما كان يزعم التنظيم بوصفه مقر الخلافة قد انتهى وكما وصفها بعض المحللين السياسيين والقياديين أنها كانت فقاعة، الآن هذه الفقاعة تتبخر وفانية وتبددت وليست باقية وتتمدد».
واعتبر ناجي، أن هذه التنظيمات الموجودة في جنوب العاصمة أمامها خيارات، إما تسوية أوضاعهم مع الدولة السورية أو الاستسلام أو الهرب، وبالتالي «نحن على أبواب أن ننتهي من وجودها في هذه المناطق»، أما بخصوص المساعدات التي تقدم للأهالي المحاصرين في مخيم اليرموك، فأضاف أنّ "عدد المدنيين الموجودين داخل المخيم 5000 شخص، نصفهم سوريون والنصف الآخر فلسطينيون، ونحن لم نتوقف يوماً عن السعي والعمل على إيصال المساعدات إليهم لأننا لا نعاملهم بجريرة المسلحين، بالتالي مادة الخبز والمواد التموينية الإغاثية سواء المقدمة من الحكومة السورية أم من وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين أو من الجهات المانحة الدولية، نحاول بشكل دائم إيصالها عبر معبر يلدا"، وأكد أنّ «سورية ومحور المقاومة انتصرا على الإرهاب وأن هذا الأمر لم يعد خافياً على أحد»، مشيراً إلى أن مستقبل الأيام ستكون الدولة السورية مسيطرة على كل أراضيها.
وبيّن أمين سر فصائل تحالف المقاومة الفلسطينية في سورية خالد عبد المجيد في تصريح مماثل، أن مخيم اليرموك مرتبط إلى حد ما بالوضع في الغوطة الشرقية لدمشق، مشيراً إلى أن «منطقة جنوب دمشق جرى اتفاقات سابقة حولها مع المسلحين في المخيم والحجر الأسود والمناطق المجاورة، وأنه في الفترة الأخيرة انقسم "داعش" إلى قسمين وهذا الأمر رغم التصعيد الذي جرى قبل ذلك «قبل عملية الانشقاق» كان نابعاً من سلسلة من الاتصالات التي أبدى عدد كبير من مسلحي التنظيم وقبلها مسلحو «النصرة» بتسوية أوضاعهم واستعداد البعض من المنطقة، حيث قدموا قوائم بخصوص ذلك»، وكشف عبد المجيد، أن الترتيبات الجارية الآن هي تحديد التوقيت المناسب لهذه التسوية بعد أن تمت عملية ضغط حقيقية من الجهات المعنية بكل الأساليب ومن داخل المخيم على المجموعات التي كانت متمردة على الاتفاقات وعلى تسوية الأوضاع، وأن مجموعات "داعش" الموجودة في الحجر الأسود ومسلحي النصرة في مخيم اليرموك جاهزة لتسوية الأوضاع، لكنه أشار إلى أنه ليس هناك توقيت محدد لذلك، وأن الجهات المختصة والفصائل الفلسطينية وكل المعنيين في الدولة تعمل من أجل أن تتم معالجة أزمة منطقة جنوب دمشق قبل نهاية هذا العام.